الولايات المتحدة تمد يد الصداقة الى دول شرق إفريقيا
واشنطن،- بدأ سلاحا البحرية وخفر السواحل الأميركيان والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي التي قدمت مساعدات الى عدد من بلدان غرب إفريقيا في السنوات القليلة الماضية، بمد يد المعونة الى بلدان شرق القارة السمراء.
ويعرف برنامج المساعدات الموسع هذا بـ"محطة الشراكة مع إفريقيا". وقد أسس في العام 2007 كمجهود أمني دولي لتقديم التدريبات وأشكال أخرى من التعاون لغرض تعزيز السلامة والأمن البحريين في البحار خارج سواحل غرب إفريقيا.
وقد دشنت الولايات المتحدة "محطة الشراكة مع إفريقيا" لمساعدة بلدان إفريقية على تحقيق الإستقرار والرخاء الإقتصادي من خلال إرشاد بحري عسكري-مدني مختلط وتدريبات عسكرية تقدم من مؤسسة عسكرية الى إخرى.
وإذ لمس مسؤولون أفارقة على الجانب الشرقي من القارة منافع البرنامج ذلك، طلبوا مساعدات مشابهة. وقد مهد ذلك لأول زيارة تقوم بها فرقاطة "روبرت برادلي" برعاية محطة الشراكة مع إفريقيا إلى موزامبيق وتنزانيا وكينيا. وحملت الفرقاطة فريقا من عاملين أميركيين وأوروبيين وأفارقة ومن أميركا الجنوبية قاموا بإرشاد وتدريب موظفين في ثلاثة بلدان مضيفة حول سبل مكافحة القرصنة؛ وتجارة الأسلحة والمخدرات والبشر؛ والصيد غير المشروع للأسماك.
ويمثل الصيد غير القانوني للأسماك مشكلة جسيمة في شرق إفريقيا. إذ أن هذه المنطقة تخسر ما يقدر بـ310 ملايين دولار سنويا بسبب افتقارها لبنى تحتية لمكافحة هذه الآفة.
وفي هذا المجال يمكن لهذا النوع من مبادرة حسن الجوار أن يحدث فارقا. إذ أن ما تقدمه من تدريبات يركز على تبادل المعلومات التي يمكن أن تمنح قوات بحرية إفريقية صورة كاملة عما يدور في مياه مجاورة وذلك بواسطة شبكة اتصالات مشتركة. كما أن تدريبا عمليا وفي الموقع يتوفر للمساعدة في تطوير كوادر بحرية مهنية تكون جاهزة للرد على طائفة من التحديات الأمنية المحتملة.
وقد عاد الكابتن في البحرية الأميركية نيكولاس هولمان مؤخرا من جولة دامت عدة أسابيع قاد فيها ملاحي الفرقاطة برادلي في برامج تدريب ومساعدات إنسانية ومشاريع
إقامة شراكات. وقال إن هدف ذلك المجهود هو تحسين نشاطات رصد المحيطات بحيث تكون هذه بنفس مستوى رصد المجالات الجوية.
وأبلغ هولمن ما يعرف بـ"الطاولة المستديرة لمدوني الدفاع" يوم 11 آذار/مارس أن أهمية ذلك تمثل في أن بعض قوات البحرية وخفر السواحل في المنطقة تفتقر للمقدرة "على إنجاز الكثير بشأن أي شيء يدور في مياهها."
ويتم جزء كبير من التدريبات على متن السفن لكن في بعض الحالات تجري عمليات محاكاة لاعتلاء السفن باستخدام قوارب في البلدان المضيفة. ويشتمل التدريب على التلقين في الملاحة ومعالجة الحالات الطارئة في البحار.
وخلال زيارة برادلي الى موزامبيق عمل المدربون مع قوات محلية على أساليب تفتيش واستيلاء بحرية. وعن ذلك قال هولمن: "هذه مغامرة جديدة على سواحل شرق إفريقيا."
السلامة البحرية مفتاح النجاح
واينما توجه المدربون يشدد هؤلاء على الحاجة للسلامة البحرية. فقد توفي بحاران إفريقيان في 2008 في حادث نتيجة للسرعة المفرطة. كما أن توفير سبل أفضل لإدارة السفن وسلامة البحارة هو من المواضيع التي يؤكّد عليها قادة البحرية حينما يصغون لجمهورهم من المتدريبن.
وتبدي قوات البحرية في بلدان شرق إفريقيا إهتماما بحيازة سفن إضافية. وفي هذا السياق أشار هولمن إلى ان وزارة الخارجية الأميركية تتدارس طرقا لتزويد قوارب حراسة إضافية من طراز "آرك إينجل" مضيفا بأن كينيا مهتمة باستئناف زيارات البحرية الأميركية الى ميناء مومباسا الواقع على ساحلها على المحيط الهندي.
ومن الأوجه الأخرى الهامة لمبادرة محطة الشراكة مع إفريقيا التواصل مع مجتمعات هذه البلدان. فحينما ترسو قطعة للبحرية في ميناء ينزل البحارة منها ويتوجهون إلى مياتم ومدارس ومشاف حيث يقومون بالترميم وأعمال الطلاء. وتتبرع البحرية بشراء الطلاء فيما يتطوع البحارة بالعمل.
وهكذا تم العمل حينما ساعد بحارة أميركيون في طلاء ميتم "كيدز كير" بدار السلام، تنزانيا. وأشار هولمن إلى أن البحارة يستمتعون بفرص التفاعل مع الأهالي ويخلفون وراءهم أثرا حميدا دائما.
كما يشمل التواصل مع المجتمعات المحلية إيصال حاجات ولوازم متبرع بها من خلال مشروع المصافحة" الذي ترعاه البحرية الأميركية، حيث يتم توزيع الألعاب واللوازم الصحية الشخصية التي تحملها برادلي خلال زيارات البحارة لمجتمعات شرق إفريقيا.
المصدر : http://www.america.gov/st/foraid-arabic/2009/March/20090323135548snmassabla0.4608423.html
إعداد / أمانى إسماعيل
