رصدت "التحرير" يوم الأحد واحدة من أكبر بؤر صيد الأسماك السامة فى مصر والتى يتم تربيتها داخل أحواض الصرف الصحى بقرية بلانة التابعة لمركز نصر النوبة بأسوان، حيث يدير عملية تربية وصيد هذه الأنواع من الأسماك مافيا جديدة من الصيادين معدومى الضمير، والذين يقومون ببيع وتداول هذه الأنواع من أسماك الصرف الصحى أو أسماك البرك، كما يطلق عليها داخل أسواق محافظة أسوان وعدد من أسواق محافظات جنوب الصعيد، بما يمثل كارثة صحية جديدة تهدد أرواح الآلاف سنويًّا من المواطنين.
ويقول أهالى قرية "بلانة" النوبية إن الحكومة عندما شرعت فى إقامة 6 أحواض تخزينية للصرف الصحى بالقرية النوبية شمال شرق أسوان بهدف استيعاب جميع كميات الصرف الصحى للقرية وعدد من القرى النوبية، اكتشفنا أن هناك عمليات منظمة يديرها مجموعات مسلحة من الصيادين معدومى الضمير، حيث يقومون بوضع زريعات أسماك البلطى بأحواض الصرف وسريعًا ما تنمو هذه الزريعات ليتم صيدها بعد ذلك وتداولها فى الأسواق، الأمر الذى وصفوه بأنه يحقق ربحًا سريعًا لهم فى ظل إقبال المواطنين عليها نظرًا لانخفاض أسعارها حيث إنها لا تخضع لأى رقابة تموينية أو صحية.
وأكدوا أن هذه العصابات المسلحة من الصيادين يقومون بتربية هذه الأسماك السامة داخل أحواض الصرف الصحى، حيث يتم بشكل يومى صيد ما يقرب من نصف طن من هذه الأسماك والتى يتم تداولها فى أسواق شهيرة ومعروفة لدى الجميع داخل مدن أسوان وكوم أمبو، وأيضًا بأسواق محافظات قنا وسوهاج القريبة من أسوان.
وأضافوا أنهم لا يمكنهم التصدى لهذه المجموعات من الصيادين نظرًا لتسلحهم، علاوة على وجود العديد من العناصر الإجرامية والخارجين عن القانون من بينهم.
وأشاروا إلى أنهم تقدموا بالعديد من البلاغات والشكاوى لأجهزة الصحة والتموين وشئون البيئة والأمن، لوضع هؤلاء المسئولين بالقرب من هذه الكارثة الصحية التى تهدد حياة الآلاف سنويًّا، لكن دائما ما تحفظ هذه الشكاوى لأسباب غير معروفة.
وتشير التقارير الصحية الصادرة فى هذا الإطار إلى أن تناول هذه الأسماك يؤدى إلى الإصابة بالأمراض السرطانية والفشل الكلوي، وذلك وفقًا للدراسات والأبحاث التي أجريت على مياه الصرف الصحي باعتبارها أخطر مصادر التلوث.
إعداد/ نورهان كيره
مراجعة وإشراف/ مني محمود