رغم الأهمية الكبيرة للشعاب «المرجانية» بمياه البحر الأحمر باعتبارها من أهم الثروات القومية التي ينبغي الحفاظ عليها وأحد عوامل الجذب السياحي للمنطقة ورغم القوانين التي تجرم صيد هذه الشعاب وتكسيرها إلا أن هناك من يعبث بهذه الثروة، حيث تكررت خلال الفترة الأخيرة عملية انتهاك شعاب «اليسر» التي تتخذ كنوع من «الحلي « وهي من الأنواع النادرة التي لاتتوافر بكثرة في مياه البحر الأحمر، حيث يتم تقطيع الشعاب وتهريبها إلي خارج البلاد.
ولأول مرة في مثل هذا النوع من الحوادث تقرر النيابة العامة حبس المواطنين المتهمين بالسطو علي الشعاب وعقب الحادث تقدم قطاع المحميات بعرض مذكرة تفصيلية بالواقعة علي اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر متضمنة الخسائر التي نجمت ضد البيئة البحرية بوجه عام وهذه النوعية من الشعاب بوجه خاص الدكتور محمود حنفي الأستاذ بجامعة قناة السويس وأحد خبراء البيئة البحرية يقول أن شعاب «اليسر» من الشعاب النادرة بمنطقة البحر الأحمر وإن تعويضها وإعادة نموها من جديد بعد عمليات تكسيرها أو صيدها للمتاجرة فيها وتهريبها يحتاج الي عشرات السنين ، موضحا أن محاولات الاعتداء عليها تكررت خلال الفترة الأخيرة حيث تمكنت محميات البحر الأحمر بالتنسيق مع القوات البحرية بالمنطقة وقوات حرس الحدود من ضبط مراكب علي متنة كمية من شعاب اليسر، وهذه الحوادث لم تكن معتادة من قبل مطالبا بضرورة محاسبة كل من تسول له نفسه الإضرار بعناصر البيئة البحرية التي تعد العامل الرئيسي لحركة الجذب السياحي للمنطقة وتشديد الرقابة علي جميع الوحدات البحرية العاملة في المنطقة مع ضرورة تكثيف حملات التوعية المتعلقة بمخاطر مثل هذه الحوادث.
ويري الدكتور محمود حنفي أن التراجع في حركة السياحة للمنطقة خلال الفترة الأخيرة جعلت بعض الشباب من العاملين بالأنشطة البحرية خاصة نشاط الغوص يبحث عن مصدر دخل بطرق غير شرعية ومنهم من يلجأ الي عمليات الصيد الجائر وقطع النوعيات من الشعاب المرجانية النادرة.