الصيد الجائر ظاهرة خطيرة، وكارثة تهدد بتدمير البيئة البحرية والثروة السمكية جنوب محافظة البحر الأحمر، علاوة على العديد من الكائنات البحرية النادرة المهددة بالانقراض، بسبب استخدام الصيادين الوافدين لمنطقة جنوب البحر الأحمر لأدوات صيد مجرم استخدامها، مثل الديناميت والشباك، وأخيرًا الاستعانة باسطوانات أو أكسجين، للغوص في الأعماق وتدمير البيئة البحرية والشعاب المرجانية التي تعيش فيها الأسماك.
وعلى الرغم من تصريحات الرئيس السيسي، بضرورة الاهتمام بالبيئة البحرية، وجعل عدد من المناطق كمحميات طبيعية يحظر الصيد فيها، إلا أن الصيد الجائر مستمر بكثافة في المنطقة التي تقع بين برانيس وحتى الحدود السودانية.
ويقول محمد طاهر، رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية لصائدي الأسماك بشلاتين، إنهم أرسلوا عدة شكاوى لرئيس الوزراء ووزيري البيئة والزراعة، لمطالبتهم بسرعة التدخل لمنع الكارثة، وتنفيذ قرار الهيئة العامة للثروة السمكية الصادر بمنع الصيد بالشباك في المنطقة، من جنوب برانيس وحتى الحدود السودانية، وهى منطقة تابعة لمحلية جبل علبة.
وأشار "طاهر"، إلى أن المئات من الصيادين الوافدين من محافظات الوجه البحرى، خاصة الفيوم والمنزلة، يضربون بتلك القرارات عرض الحائط ويقومون يوميًا بعمليات الصيد بالشباك والديناميت، ويدمرون البيئة البحرية والثروة السمكية، على الرغم من الحملات المستمرة التي يقوم بها جهاز شئون البيئة والمحميات.
وأضاف طاهر، أن هؤلاء الصيادين قاموا من قبل بحرق مركبين تابعين لجهاز شئون البيئة، لمنعه من مطاردتهم، مشيرًا إلى أنهم يقومون بتهريب الأسماك، بطرق غير مشروعة عن طريق مراكب مجهزة، مطالبًا بتدخل القوات البحرية للتصدي لتلك العصابات التي قامت من قبل بتدمير البيئة البحرية ببحيرات المنزلة والبرلس وقارون.
من جانبه أوضح أحمد غلاب، مدير المحميات الشمالية بالبحر الأحمر، أن الصيد الجائر يعتبر كارثة ويدمر الشعاب المرجانية وهى البيئة المناسبة للحياة البحرية، وأن الخسائر بالملايين سنويًا جراء ذلك.
وأضاف "غلاب"، أن العام الماضي والحالي تمت السيطرة والقضاء نهائيًا على جميع عمليات الصيد الجائر بالمنطقة الشمالية، مشيرًا إلى أن ما يقرب من 45 دورية من جهاز شئون البيئة، تقوم بحملات على المنطقة الشمالية شهريًا تم عن طريقها القضاء تمامًا على عمليات الصيد الجائر بالمنطقة.
ويؤكد محمد جاد، مدير محميات المنطقة الجنوبية، أن الصيد الجائر مستمر بالمنطقة من جنوب برانيس وحتى الحدود السودانية، مشيرًا إلى أن المحميات لن تستطيع وحدها القضاء على تلك الظاهرة لقلة الإمكانات المتاحة، وإنما يجب التعاون مابين القوات البحرية وهيئة الثروة السمكية ومحافظة البحر الأحمر، لتطبيق القوانين الصادرة والتي لم يتم تفعيلها، مطالبًا بتزويد جهاز شئون البيئة بعدد من المعدات الحديثة والأفراد المتخصصين في علوم البحار.
وفى نفس السياق أكد مصدر بيئي بمحمية جبل علبة، أن الصيادين الوافدين من محافظات الوجه البحري يرتكبون كل الجرائم البيئية خلال عمليات الصيد، من بينها الصيد بالشباك واستخدام الديناميت والبنادق وغيرها، مشيرًا إلى أن تلك العمليات مازالت مستمرة دون التصدي لهم، مطالبًا بتكاتف جميع أجهزة الدولة للقضاء على تلك الظاهرة التي تدمر البيئة البحرية.