لماذا تدهورت إنتاجية مصر من الاستزراع السمكى وخاصة فى المزارع السمكية البعض يرجعه الى تضاعف أسعار أعلاف الأسماك عدة أضعاف عن الأعوام السابقة والبعض يرجعه الى زراعة هذه الأراضى وآخرون يرجعونه الى تلوث المياه المستخدمة فى هذه المزارع عن الحد المسموح به. وأيا كانت هذه الأسباب فالحقيقة المؤكدة أن أسعار الأسماك بجميع أنواعها قد تضاعف تقريبا عن سعرها قبل ثورة 25 يناير لدرجة جعلت تناول وجبة الأسماك حلما يراود الفقراء.
نقص الانتاج:
فى البداية يؤكد جمال غازى صاحب مزرعة أسماك فى زمام بورسعيد ان انتاجية المزارع السمكية قد تدهورت بنحو 40% عن الأعوام السابقة وأرجع تدهور إنتاجية الفدان وانخفاضه الى عمليات الغش التى تقوم بها شركات انتاج الأعلاف وعلل ذلك بعدم الرقابة على هذه المنتجات مما جعل العديد من ضعاف النفوس يقومون بغش هذه الأعلاف وتعبئتها وبيعها دون وازع من ضمير المهم هو تحقيق مكاسب مادية والمستهلك وحده هو من يدفع فاتورة هذا التحايل.
"أهم الأنواع":
ويضيف فؤاد الشرقاوى صاحب مزرعة أسماك ان انتاجية الفدان الواحد بلغت الموسم الماضى من 5 الى 6 أطنان وهذا صنف "شبار البلطي" بأنواعه وكان قبل ذلك يبلغ نحو 10 أطنان من الأسماك وبلغت انتاجية الفدان من نوع "الطوبار" نحو طن وكان يتعدى 3 أطنان فى السابق وأن المياه المستخدمة فى غالبية المزارع السمكية مياه ملوثة من مياه الصرف الزراعى والتى تزيد فيها نسبة التلوث عن الحد المسموح به وهذا سبب نفوق كميات كبيرة من الأسماك.
أسعار الأعلاف:
أما بالنسبة لأسعار الأعلاف فيؤكد ابراهيم الشهاوى مهندس زراعى وصاحب مزرعة أسماك أن الأعلاف قد زاد سعرها بشكل مخيف دون رقيب أو حسيب فوصل سعر طن أعلاف من نوعية بيتوريد الى 4300 جنيه ووصل سعر طن أعلاف الأسماك من نوعية أندرخس الى 4800 جنيه بزيادة نحو 1200 جنيه
وبالنسبة لأعلاف العادية فسعر الطن الواحد بلغ نحو 3800 جنيه لبض الأنواع 4000 جنيه لأنواع أخرى بزيادة نحو 900 جنيه ويضيف أن المواطن العادى أو المستهلك للأسماك هو من يتحمل ضريبة هذه الزيادة غير المبررة.
إنتاج المزارع:
ويقول المهندس طلعت محروس إن قلة انتاج مصر من أسماك المزارع السمكية يرجع الى تحويل العديد من هذه المزارع السمكية الى الزراعات العادية خاصة فى محافظات الدلتا والقنا، لأن البعض كان يلجأ الى المزارع السمكية لغسل الأراضى المالحة بالمياه العذبة كما هو الحال فى منطقتى الحسينية وصان الحجر بالشرقية وكذلك فى بورسعيد والاسماعيلية.
ويقول ان هذا جيد ومصر فى أمس الحاجة للأراضى الزراعية فهناك مئات الآلاف من الأفدنة التى يمكن استزراعها بالأسماك وبالتالى تحويلها الى أراض زراعية ولكن غياب الرؤية من قبل المسئولين هو السبب الرئيسى لتراجع مساحات المزارع السمكية لعدم توفيرهم المقومات اللازمة لزراعة هذه المساحات بالأسماك لعدم توفير حتى مياه الصرف الزراعى اللازمة لهذه المزارع.