عندما من الله سبحانه وتعالى علي باكتشاف أسس علم التغذية في القرآن الكريم لفت انتباهي أفضلية لحم البحر عن سائر اللحوم الأخرى التي يذكرها القرآن الكريم من ثلاث زوايا.
الأولى أن الله سبحانه وتعالى يذكر اللحم المحلل للأكل في القرآن ٤ مرات , مرتين منها للحم البحر ,” هُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا" ( ١٤) النحل وكذلك " وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا" (١٢) فاطر ومرة واحدة فقط منها للحم الطير" وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ* وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ "(20-21) سورة الواقعة ومرة واحدة منها فقط للحم بشكل عام" وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ “ (22) سورة الطور , فلحم البحر يحتل أكبر تكرار في القرآن الكريم لسائر اللحوم ويمثل نصف كمية كلمة لحم المذكورة المحللة.
منا ناحية ثانية نجد أن الآيات الكريمة التي تتحدث عن لحم الطير واللحم بشكل عام تسبق دائما بالفاكهة والتي من المعروف أنها تساهم في تسهيل الهضم للحم وكذلك التوازن الحمضي القلوي أما لحم البحر فهو اللحم الوحيد المذكور في القرآن الكريم الذي لا يسبق بالفاكهة أبدا وذلك لأفضلية سنوضحها فيما موقعنا الجديد بإذن الله.
وأخيرا اللحم الوحيد الذي يمدحه الله بأحب صفة يحبها الإنسان في اللحم فيصفه سبحانه وتعالى بأنه طري هو لحم البحر" لَحْماً طَرِيّاً" ولذلك كنت أسال نفسي دائما ماذا في لحم البحر يجعل له كل هذه الأفضليات التي يشير لها القرآن الكريم بشكل غير مباشر ؟
في دراسة نشرت في المجلة الأمريكية لعلم وظائف الأعضاء أظهرت أن تناول السمك وزيت السمك يساهم في معاكسة تأثير الشدة النفسية العقلية على قلب الإنسان ويقيه من تصلب الشرايين ومن الوفاة المفاجئة بالسكتة القلبية .
أما الدراسة التي أجريت في مجلة الأمراض الرثوية فوجدت أن تناول حصة واحدة من السمك أسبوعيا تقلل نسبة الإصابة بالتهاب المفاصل الرثياني بنسبة ٥٠٪ ولذلك كنا ننصح مرضى التهاب المفاصل أو المؤهبين له بجعل السمك أكثر اللحم الذي يتناولونه.
وفي دراسة أجريت في مجلة المسرطنات أشارت هذه الدراسة أن الحمض الدهني الأوميغا ٣ والذي يكثر في السمك , يثبط نمو الخلايا السرطانية وما قبل السرطانية بشكل رائع لا يؤثر على الخلايا الطبيعية في الجسم مما يساهم في الوقاية من سرطان الجلد وسرطان الفم الذي يكثر عند المدخنين .
ويتميز السمك بغناه بمادة DHA والتي تعتبر شكلا من أشكال الأحماض الدهنية الأوميغا ٣ الموجودة في السمك , فقد أثبت العلماء في جامعة ألبرتا أن الإكثار من تناول السمك يزيد من فعالية هذه المادة في تقليل ضعف البصر وفقدان البصر عند المسنين بشكل ملحوظ ولذلك كانت نصحيتها لآبائنا وأمهاتنا من المسنين ألا ينسوا تناول لحم السمك ولو مرتين أسبوعيا.
