أرادوا أن يعثروا على طريقة لحماية مياه النيل، والمحافظة على الثروة السمكية، التى تهدر كل عام نتيجة تلوث المياه، متخذين من الأمر فى البداية فكرة لمشروع تخرجهم، ليقرر بعدها ثمانية شباب تحويل هذا المشروع إلى فكرة يتم تنفيذها على أرض الواقع، وذلك بعدما صنعوا "Nile bot القادر على كشف تلوث المياه أو أى تغيرات تطرأ عليها. المهندس أحمد خالد، أحد المسئولين عن الفكرة يقول: "تقوم شركة مياه الشرب بعمل حملة كل فترة للكشف عن مياه النيل، حيث يقوم فيها كيميائى بأخذ عينات من مياه النيل لتحليلها، إلا أن مشكلة هذه الطريقة تكمن فى أنهم يحتاجون ثلاثة أشهر لاكتمال دورة البحث، وهو ما قد يؤدى إلى حدوث العديد من المشاكل نتيجة طول هذه الفترة، بالإضافة إلى وجود عامل الخطأ البشرى، وغيرها من الأمور"، يضيف أنه فى حالة تلوث إحدى المناطق بمياه النيل فإنه يحدث أمر من اثنين أولها دخول المياه إلى محطة التحلية وتوزيعها إلى الناس بالرغم من وجود مشكلة فيها نتيجة عدم اكتشافها، أو إغلاق محطة التحلية لحين مرور هذه الكمية من المياه الملوثة. أما بالنسبة لمزارعى السمك فيوضح "أحمد" أن السمك كائنات حساسة للغاية تتأثر بأى تغيير فى المياه، مشيرا إلى أنهم قرروا فى النهاية عمل وسيلة تمكنهم من حل هذه المشكلة والحفاظ على الثروة السمكية من خلال هذا الجهاز، الذى يكشف أى تغيرات تحدث فى المياه. "Nile bot" هو الاسم الذى اختاره أحمد وأصدقاؤه للجهاز الذى ابتكروه، والذى يستطيع الكشف عن المتغيرات التى تطرأ على المياه، حيث تقوم فكرة عمله على وضع عدد من هذه الأجهزة فى أماكن مختلفة من النيل أو داخل المزارع السمكية، حيث يحتوى هذا الروبوت على مجسات تقوم بنقل قراءات المياه بشكل دورى وإرسالها إلى جهاز كمبيوتر معين أو كرسائل بريد نصى إلى هاتف الشخص مالك هذه المزرعة وفقا لما يتم برمجة الجهاز عليه، وعند حدوث أى مشكلة فى المياه أو أى تغيرات ولو طفيفة سواء فى درجة حرارتها أو نسبة ملوحتها أو وجود أى مادة غريبة بها، يقوم "Nile bot" على الفور بإرسال تنبيه إلى المالك. يضيف أحمد أن النموذج الأولى من الجهاز استغرق منهم قرابة العام، والذى قدموه كمشروع تخرج لهم، إلا أنهم قاموا بإنتاج جهاز آخر استغرق منهم شهرين فقط، مشيرا إلى أن سعر الوحدة الواحدة يصل فى حالة تطبيقه على المزارع السمكية إلى 15 ألف جينه، لكن رغم هذا فإن هذا السعر ليس مرتفعا بالمقارنة مع خسائر المزارعين بسبب تلوث المياه.
