مقدمة:
إن الماء عاكس جيد للضوء قياسا إلي اليابسة، ومع هذا فان قسما من الضوء يمتص من قبل النباتات الموجودة في الماء من خلال الصبغات الموجودة في أجسامها. وتتعرض الحزم الضوئية إلي إمتصاصات مختلفة عند نفاذها في الماء. وينتج عن ذلك تغير في نوعية الضوء تبعا للعمق. ويمتص الماء سريعا أقصر الموجات الضوئية من الضوء المرئي (ذي طول موجة بين 400 – 700 نانومتر) وتكون أكثر تأثيرا من الموجات القصيرة. فمثلا يكون الضوء الذي ينفذ لبحيرة ما إلي أجزاء عميقة منها فقيرا من الحزم الحمراء والبرتقالية التي تعتبر أساسا لعملية التركيب الضوئي، إلا انه يكون غنيا بالحزم الخضراء والزرقاء إذا ما قورن مع الضوء الساقط عند سطح البحيرة نفسها. وبسبب ما يحدث في امتصاص مكونات الضوء في عمود الماء فان النباتات (الطحالب أو الهائمات النباتية) في الأجزاء العميقة من المنطقة الضوئية سوف لا تحصل علي نفس نوعية الضوء التي تحصل عليها في الطبقات العليا من ذلك المسطح المائي.
تعريف الضوء:
عبارة عن أمواج كهرومغناطيسية تصل سطح الأرض من الشمس.
والطاقة الموجودة ضمن طول موجة معينة تعطي لونا تعطي لونا خاصا وكما بين (Klnn,1970).
اللون
طول الموجة (نانومتر)
فوق البنفسجي
أقل من 400
البنفسجي
400 – 420
الأزرق
420 – 480
الأخضر
500 – 560
الأصفر
580 – 600
الأحمر
620 – 780
فوق الأحمر
أكثر من 780
مصادر الضوء:
1- مصادر طبيعية (ضوء الشمس):
وهو عبارة عن الضوء الواصل إلي الأرض من الشمس حيث يتغير تركيبية وشدته باختلاف فصول السنة وأوقات اليوم وخطوط الطول والعرض ووجود وعدم وجود الغيوم. كما أن جزء من ضوء الشمس يتغير بتغير الجو. وهذه التغيرات أساسية بالنسبة للأشعة فوق البنفسجية والتي تمتص من قبل طبقة الأوزون في الجو والتي لها تأثير مميت علي الكائنات الحية.
2- مصادر اصطناعية:
وهي مصادر تختلف عن ضوء الشمس من ناحية التركيب الطيفي كما يختلف التركيب الطيفي باختلاف مصدر الضوء المستخدم. وهناك عدد من مصادر الضوء التي لا يوجد لها طيف، لذا فان معظم التجارب التي تستخدم مثل هذه المصادر الضوئية يتم الجمع بين أكثر من مصدر ضوئي وذلك بغية الحصول علي طيف مستمر.
وحدة قياس الضوء:
نانومتر، Lux (لوكس)، الهرتز، مايكروميتر، الشمعة.
طرق قياس الضوء:
يقاس الضوء تحت الماء بواسطة جهاز يعرف باسم مقياس السطوع Irradiance Meter الذي يحتوي علي خلايا ضوئية مصنوعة من مادة السلينيوم فالأشعة الضوئية تتجمع من جميع الاتجاهات بواسطة زجاجة خاصة تعرف باسم الزجاجة الجامعة. هذا وتستعمل بعض المرشحات الضوئية في هذا الجهاز وعليه فان بعض الخطأ يحصل نتيجة لاستعمال المرشحات الضوئية التي تستعمل لاستقبال الحزم الضوئية السميكة والرفيعة.
المدي المناسب للأسماك من الضوء:
يكون لكل نوع من الأسماك استجابة مثلي لمدي طيفي معين فالأسماك البحرية غالبا ما تكون أكثر حساسية للمدى الطبيعي الذي يتراوح من 500 إلي 550 نانومتر، بينما تستجيب أسماك المياه العذبة بصورة أفضل للمدى الطبيعي الذي يتراوح من 540 إلي 620 نانومتر.
تأثير الضوء علي الأسماك:
يلعب الضوء دورا هاما ومباشرا في حياة وسلوك الأسماك، فالضوء الساقط الذي يتأثر في الأعماق المختلفة بكمية المواد العالقة في الماء يؤثر علي الأسماك من خلال:
1- البحث علي الغذاء.
2- الحماية من الحيوانات المفترسة.
3- يؤثر الضوء علي حركة الأسماك داخل عمود الماء.
4- يؤثر الضوء علي نضج الأعضاء الجنسية وعلي التزاوج وعلي تحديد موسم الهجرة.
5- يؤثر علي نمو الأسماك.
6- يؤثر علي تنفس الأسماك، حيث انه يوجد مصدرين لتنفس الأسماك هما الهواء الجوي والطحالب فالنسبة للطحالب إذا لم يكن يوجد ضوء فان هذا سوف يؤدي إلي عدم نمو الطحالب وبالتالي ذلك سوف يؤثر علي الأسماك لأنها سوف لا تجد الأوكسجين وذلك لعدم وجود الطحالب أو وجوده بأعداد قليليه وبالتالي بعض من الأسماك سوف يتعرض للاختناق والبعض الأخر سوف يصعد إلي الأعلى بالقرب من سطح البحر وذلك للحصول علي الأوكسجين من الهواء الجوي.
7- يؤثر علي تغذية الأسماك، حيث أن مصدر التغذية الرئيسي للأسماك في البحار هو الطحالب وبالتالي في عدم وجود الضوء سوف يؤدي ذلك إلي عدم نمو الطحالب وبالتالي هذا سوف يؤدي إلي أن الأسماك لن تجد مصدر تغذيتها وبالتالي سوف تتعرض الأسماك للموت وبالتالي سوف يتم فقد أعداد كبيرة في الثروة السمكية.
