طحين لعلف أسماك المزارع مستخلص من لحوم وعظام الخنازير والدواجن... هذا ما قد نجده اعتبارا من حزيران/يونيو في الأسواق الفرنسية والأوروبية بعدما أعطت بروكسل الأسبوع الماضي الضوء الأخضر للعودة إلى هذه الطريقة في تغذية أسماك الأحواض بعد منعها داخل دول الاتحاد الأوروبي في عام 2001 بعد ظهور داء جنون البقر الذي أصاب الماشية في بادئ الأمر لتنتقل العدوى بعد ذلك إلى البشر ويتحول إلى "مرض كروتزفيلد جاكوب"، الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص في العالم معظمهم في بريطانيا.
وتقوم الطريقة التي سيعود إليها مجددا مربو الأسماك في مزارع دول الاتحاد الأوروبي على إطعام الأسماك بروتينات حيوانية مستخلصة من لحوم الخنازير والدواجن.
وقد جاء في تقرير للجنة الأوروبية التي كلفت بدراسة القضية بأن "هذه الطريقة سوف تساعد على ديمومة قطاع الحيوانات المائية لأنها توفر بديلا لطحين الأسماك الذي يعد موردا نادرا"، مؤكدة كذلك توافق هذه الطريقة مع البحوث العلمية التي أثبتت هي الأخرى فاعليتها وعدم خطورتها.
لكن رغم تطمينات الدوائر الأوروبية المختصة إلا أن العديد من الجمعيات والمنظمات التي تعنى بالمستهلك والصحة دقت ناقوس الخطر بمجرد إعلان بروكسل العودة إلى هذه البروتينات الحيوانية المحولة لتغذية الأسماك والحيوانات المائية.
وانتقدت فرنسا التي تعيش هذه الأيام على وقع فضيحة اكتشاف لحوم الخيل في أطباق مفترض أنها من لحم البقر الصافي، هذا القرار حيث صرح وزير الزراعة والتغذية غيوم غارو بأن "الأمر يأتي في ظرف غير ملائم"، مؤكدا بأن "بلاده عارضت منذ البداية هذه الطريقة الأوروبية" ومطمئنا كذلك بأن بروكسل لا يمكنها إجبار البلدان الأوروبية على اعتمادها.
جمعية المستهلكين "سي آل سي في" من جهتها وصفت هذه الطريقة بـغير المنتجة وغير النافعة، وتأتي في "وقت فقد فيه المستهلكون ثقتهم في السلطات" بسبب الفضائح الغذائية الكثيرة التي شهدتها فرنسا في السنوات الأخيرة.