بسم الله الرحمن الرحيم
(وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون ألى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون)
صدق الله العظيم
لا شك فى أهميه العمل سواء للفرد أو المجتمع فالمجتمعات الراقية تقاس جديتها وتقدمها بإهتمامها بالعمل، والدول المتقدمه الان لم تصل إلى هذا المستوى من التقدم فى العلوم والفضاء والتقنيه المذهله إلا بجديه أبنائها فى العمل، ولقد كان السلف الصالح من المسلمين الاولين خير مثل على ذلك؛ حيث بنوا حضارتهم الإنسانيه الكبيره بإخلاصهم فى العمل، ولما حصل التراجع والتأخر للمسلمين فى الوقت الحاضر كان بسبب عدم جديتهم فى العمل مع أن الدين الاسلامى يحث وحارب البطاله بأنواعها لأثارها السلبية على المجتمعات بل الثواب وزيادة الاجر والحسنات عند الله،
وقد ورد فى القرأن الكريم العديد من الايات الكريمه التى تتعلق بهذا المعنى ومن ذلك قول الحق_جل جلاله_(هو الذى جعل لكم الارض ذلولا فأمشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور) وقوله_جل شأنه_(ولقد مكناكم فى الارض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون) كما أن السنه المطهره تضمنت العديد والعديد من النصوص التى تحث على العمل والكسب الحلال مثل :(ما أكل أحد طعاماً خيراً من أن يأكل من عمل يده) وقوله صلى الله عليه وسلم (من أمسى كالاً من عمل يده أمسى مغفوراً له )وقوله صلى الله عليه وسلم (أطب مطعمك تكن مسجاب الدعوه) أى تحرى الامانه والاخلاص فى عملك حتى يكون الاجر حلالاً طيباً تجاب به دعوتك عند الله_عزوجل_وهاهم أنبياء الله ورسله رغم ثقل ومشقة رسالتهم لم تثنيهم عن العمل الجاد، فأدم (عليه السلام) كان يعمل فى الزراعة، وداود(عليه السلام) كان يعمل فى الحداده، ونوح(عليه السلام) كان يعمل فى النجاره، وموسى(عليه السلام) فى الكتابة، وخاتم النبيين(صلى الله عليه وسلم) فى الرعى والتجاره.
وهاهى السيده مريم البتول حينما جاءها المخاض (أثناء ولاده) نبى الله عيسى(عليه السلام) طلب الحق _جل جلاله_ منها أن تهز جزع النخله (أى تعمل) حتى يساقط عليها رطباً جنياً.
فللعمل دور مهم وأساسى فى حياة الانسان فإنسان بلا عمل كجسد بلا روح، وما كان نجاح بعض الدول الان والتى كانت لا تذكر أصبحت دولاً صناعيه كبرى إلا بفضل إخلاصهم فى عملهم، حيث تقاس قوة هذه الدول بسواعد أبنائها فها هى الصين رغم عدم توافر الثروات الطبيعية الكثيرة وكبر تعداد سكانها ولكن مع ذلك استطاعت فى زمن بسيط جداً أن تصل إلى مراتب الدول المتقدمه كدوله صناعيه وزراعيه فى أن واحد، وأصبحت الآن من إحدى الدول الصناعية الكبرى وكل هذا بفضل سواعد أبنائها وإخلاصهم فى عملهم.
لذا كان لزماً نشر ثقافة قيمة العمل وأهميته للفرد والمجتمع والعمل على دفع الابناء والافراد نحو العمل لتحقيق التقدير الذاتى والامن الاجتماعى.
فنظرية الترابط الاجتماعى تقوم على ساس رؤية العمل بوصفه سلوكاً مألوفاً يتواءم والعرف والقواعد السلوكيه العامه المرعية فى المجتمع ويدعمها مما يحد أو يقلص الاستعداد والدفعية نحو السلوك المنحرف، لذا يبرز العمل هنا أداة للظبط ضمن عنصرين أساسيين هما عنصر الالتزام الذى يشير إلى كيفية ألزام الفرد بمبادىء الحياة العامه للمجتمع وأهدافها .وعنصر الاستغراق والمشاركه وينطلق أفتراض هذا العنصر من أهمية أستغراق وقت الفرد وجهده فى الاعمال اليوميه بما يتفق ويتماشى مع العرف والقواعد السلوكيه العامه، إذا إن عدم تنظيم الوقت وتوظيفه فى الاعمال محدودة قد يؤدى إلى الجنوح والانحراف.
وفى نهاية حديثنا فإننا نؤكد أن المسئولين فى هيئتنا قد أهتموا بحقوق العاملين وواجباتهم ،فمن ناحية الحقوق كان هناك حرص على أن يعطى العامل أجراً مناسباً ومجزياً وأن يصرف فوراً أستحقاقاته بالاضافه إلى وضع الاسس اللازمه التى من شأنها المحافظه على صحة العامل ومنحه الرعايه الصحيه بما فى ذلك حفظ النفس والعقل،وكذلك إتاحة فرصة له للراحة لأن لكل إنسان طاقة محدودة ينبغى عدم تجاوزها.
لذا يجب علينا فى المقابل ضرورة أداء عملنا بالدقة والاخلاص فأنت مسئول أمام الله _عزوجل_والمجتمع عن الاخطاء الناشئة بسبب تقصيرك أو خيانتك.
(يا أيها الذين أمنوا لا تخونوا الله والرسول ولا تخونوا اماناتكم وأنتم تعلمون) صدق الله العظيم
كما أود الاشارة إلى أن تحسين المستوى المعيشى لن يأتى إلا من خلال العمل الدؤوب فالسماء لا تمطر ذهباً ولا فضة ومصر دولة حضارة امتدت ما يزيد عن سبعة ألاف عام وهو رقم أعطى لها الافضليه والتميزعن سائر الحضارات ولا يجب لابناء هذه الحضارة أن يكونوا فى المؤخرة بل وجب على أبنائها أن يتحدوا معاً فى كل ما يزج بهم فى مصاف الصدارة أقول ما أقول داعياً لشباب الهيئه المزيد من الاجتهاد والعمل والمثابره والاصرارعلى النجاح حتى تكون هيئتنا مثالاً يحتذى به بين سائر إدارات الرياده والسبق نحو الاصرار على الوصول إلى المقدمه.
كما لا يسقط لنا التاريخ حقنا فى كل المبادرات كانت من ارض الكنانه فمن مصر خرج احمس ومن مصر خرج موسى (عليه السلام) ومن مصر خرج صلاح الدين ومن مصر خرج قطز وبيبرس ومن مصر خرج عبد الناصر ومن مصر أتحد العرب ومن مصر خرج أنور السادات.
ومن مصر كان لنا زويل ومشرفه نجيب محفوظ والبرادعى والباز ومجدى يعقوب وغيرهم من علماء هذه البقعه الطاهره الذين أثروا حياة الدول بأثرها فهيا ننطلق إلى مصارف الدول المتقدمه وإنا لقادرون والله موفق.
