بعد العبور من المعدية 6 ننتقل إلى ساحة المعركة فى وسط سيناء وشمالها، حيث شهد شمال سيناء الجزء الأكبر من المعركة، عكس الجنوب الذى استرد بالدبلوماسية السياسية، وشهد وسط سيناء وشمالها خلال العامين الماضيين تنمية غير مسبوقة، فوسط سيناء الذى كان ساحة للدماء أصبح الآن ساحة للتنمية مع إنشاء قناة السويس الجديدة التى هى تفريعة جديدة لقناة السويس من الكيلو متر 61 إلى الكيلو متر 95 (طبقاً للترقيم الكيلو مترى للقناة)، وتم افتتاحها فى 6 أغسطس 2015 بطول 35 كيلو مترا، بالإضافة إلى توسيع وتعميق تفريعات البحيرات المرة والبلاح بطول 37 كيلو مترا ليصبح الطول الإجمالى للمشروع 72 كيلو مترا من الكيلو متر 50 إلى الكيلو متر 122.
ويهدف مشروع القناة الجديدة إلى تلافى المشكلات القديمة لقناة السويس، من توقف قافلة الشمال لمدة تزيد على 11 ساعة فى منطقة البحيرات المرة، ويسمح باستيعاب قناة السويس للسفن العملاقة بغاطس 65 قدما بتكلفة بلغت 4 مليارات دولار، مما سيساهم فى زيادة دخل القناة مستقبلاً، وتمت عمليات الحفر من خلال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، التى استعانت بـ17 شركة وطنية مدنية تعمل تحت إشرافها.
وعلى شاطئ قناة السويس الجديدة تطل مدينة الإسماعيلية الجديدة التى تعد إطلالة جديدة للتنمية العمرانية شرق القناة، فالمدينة مقامة على أحدث النظم المعمارية والهندسية، كما أنها ستكون أول مدينة تعتمد على مصادر الطاقة البديلة المنتجة من الرياح بجانب المصادر الكهربائية، كما ستكون أول مدينة على مستوى محافظات مصر فى الاهتمام بذوى الاحتياجات الخاصة، المرحلة الأولى من المشروع استهدفت بناء 35 ألف وحدة سكنية، والمرحلة الثانية تضم 57 ألف وحدة سكنية، بخلاف المقار الحكومية وديوان عام للمحافظة ومقر لمديرية الأمن والأندية الشاطئية ومنطقة متنزهات.
وتقام مدينة الإسماعيلية الجديدة على مساحة 2157 فدانًا بطول 11.3 كيلو متر بين مسارى المجرى الملاحى لقناة السويس، ويتضمن مشروع المدينة إقامة 57 ألفًا و54 وحدة سكنية و620 فيلا شبه منفصلة و373 فيلا منفصلة، مرفقة بمنشآت خدمية صحية واجتماعية
داخل موقع العمل بمدينة الإسماعيلية الجديدة التى تبعد حوالى 900 متر عن المجرى الملاحى لقناة السويس الجديدة، تم تنفيذ أكثر من 90% من أعمال البناء والتشييد لتكون المدينة إحدى قاطرات التنمية فى مصر والشرق الأوسط، لخلق مجتمعات عمرانية جديدة، والقضاء على البطالة، وإتاحة سبل التعمير فى سيناء، كما أن المدينة مبنية على أحدث النظم والتصميمات فى العالم وتشهد خدمات عامة كبيرة، وهذا يرجع إلى الطابع الرسمى لمدينة الإسماعيلية غرب القناة والتى تشتهر بالمساحات الخضراء.
