هل التغذية بالأسماك تزيد من كفاءة الجهاز العصبي
تأليف : هيراماتسو سوزوكي
ترجمة ط.ب : محمد خالد
مراجعة : أ.محمد الشناوي
هل تناول الأسماك و الأغذية البحرية الأخرى يزيد من كفاءة وقدرة الجهاز العصبي ؟
ورد هذا السؤال من خلال مناقشات القمة باليابان خلال السنوات
الأخيرة حيث أظهرت الدراسات العلمية بوضوح أن DHA ضروري
من أجل الأداء الوظيفي السليم لنمو الجهاز العصبي وقد وجد أنDHA موجود بوفرة في زيت الأسماك. ولفهم العلاقة
المشتركة بين نمو الجهاز العصبي و DHA فعلينا أن نسأل أنفسنا
الأسئلة الأتيه :-
· أي نوع من المغذيات المعروفة يحتوي علىDHA ؟
· ما هي أنواع الأسماك الغنية بالـDHA ؟
· ما هي الكمية المطلوبة من مركبDHA يوميا ً ؟
¯ ما هو DHA ؟
الـ DHA هو إختصار Decosahexaenoic acid وهو أحد
الأحماض الذهنية الغير مشبعة ( PUFAs) مثل
الـ Eicosapentaenoic acid ( EPA ) حيث أن Poly Unsaturated Fatty Acids (PUFAs) أيضا ً من
الأحماض الدهنية الغير مشبعة وقد حظيا على إهتمام واسع في
السنوات الأخيرة نظرا لإثرهما الإيجابي في الوقاية من أمراض الجهاز
الدوري ( الدورة الدموية و القلب ) EPA و DHA هما من نفس
العائلة وخصائصهما الوظيفية متشابهه حيث أن التوزيع الجزيني
الطبيعي لـ PUFAs يدرجهما في سلسلتين :
1. السلسلة الأولى تسمى أوميجا 3 أي عدم التشبع يوجد في ذرة
الكربون رقم 3.
2. السلسلة الثانية تسمى أوميجا 6 أي عدم التشبع يوجد في ذرة
الكربون رقم 6 يدخل EPA و DHA و أحماض اللينولنيك
L.Linolenic ضمن سلسلة أوميجا 3
جدول (1)
يبين وحدات EPA و DHA في كل 100 mg من بعض أنواع الأسماك و الخضروات
الغذاء |
EPA |
DHA |
الأرز |
لا يوجد |
لا يوجد |
الصويا |
لا يوجد |
لا يوجد |
لحم البقر |
لا يوجد |
لا يوجد |
الدجاج |
54 |
54 |
لحم الخنزير |
لا يوجد |
لا يوجد |
اللبن |
لا يوجد |
لا يوجد |
التونة ( الدهن ) |
1288 |
2377 |
صفراء الذيل |
898 |
1785 |
الماكريل |
1214 |
1781 |
الماكريل الأرجواني |
844 |
1398 |
ثعبان السمك |
742 |
1332 |
السردين |
1331 |
1136 |
التروت |
247 |
983 |
السلمون |
492 |
820 |
هورس ماكريل |
408 |
740 |
ثعبان البحر( الكونجر) |
472 |
661 |
البلاميطة |
78 |
310 |
الدنيس |
157 |
297 |
الكابوريا |
159 |
288 |
الأسماك المفلطحة |
210 |
202 |
¯ كيف نأكل السمك ؟
لا توجد مؤشرات عن إستهلاك السمك ينصح بها ولكن في رأي الكاتب
الشخصي أن جرعة مقدارها 10مجم من الـ DHA تكفي و لكي
نستوفي ذلك يجب أن نأكل 50 إلي 100 جم من سمك السردين يوميا
بمعدل سمكتين سردين كل منها 80جم أو نفس الكمية من الدنيس أو
سمك موسى وينصح بأكل الأسماك ثلاث مرات أسبوعيا على الأقل و 5
مرات يعتبر الأمثل جدا و بإيجاز فان أكل السمك و الخضروات الغنية
بـ N3من الزيوت الغير مشبعة فسوف يؤثر ذلك بالسلب على جهازك
العصبي و فرصة تخليق الكبد الإضرارية لتعويض القصور الناتج من
حمض الـ DHA تأخذ وقتا يسمح بظهور أعراض نقصه و بالتالي
ستضعف ذاكرتك و ستضعف أيضا قابليتك للتعلم و التذكر و بعض
الوظائف الحيوية الأخرى نتيجة لذلك.
من ناحية أخرى فلكي نحافظ على الجهاز العصبي بصورة طيبة لدى
الأطفال و تنمية القدرة للتعلم و التذكر لدى الكبار و الذي يمكن أن نتوقعه
إذا تضمن غذائهم أسماك غنية بالـ DHA لذلك فإن من الأهمية
القصوى أن نتناول غذاءا متوازنا و به محتوى مناسب من الاحماض
الدهنيه الغير مشبعة PUFAs . أخذين في الأعتبار إتزان العناصر
الغذائية الأخرى.
¯ علاقة DHA بالقدرة على التعلم
يؤدي نقص الـ DHA إلي ضعف في الذاكرة و قصور في القدرة على
تعلم الفئران وهي تشمل الخمول العام ومشاكل في الرؤية بسبب قصور
في تفاعلات الشبكية مع الشعور بالقلق كذلك فإن النقص الشديد في
أعلاف حيوانات التجارب يؤدي إلي فقدان قدرتها على تحديد مكان مياه
الشرب و تعود الحيوانات إلي طبيعتها بعد تغذيتها بالسردين. وقد عرف
أن الحيوانات التي تتغذى على PUFAs لديها القدرة العالية على التغذي
عن تلك المغذاه غذاءا عاديا.
هذا و ممكن رفع القدرة على التعلم لدى الفئران المسنة بإعطائها
أعلاف بها الـ DHA وقد وجد أن ذلك يحسن من قدرتها على التعلم
عن تلك صغيرة السن. بالرغم من أنه لا توجد بيانات عن الإنسان إلا أنه
قد وجد أن هناك فائدة في القدرة على التعلم.
¯ الحماية ضد السرطان و الأمراض الخاصة بالدورة الدموية و القلب.
أوضحت الدراسات أن زيوت السمك لها القدرة على إحباط بوادر تقدم
السرطانات في الثدي و الأمعاء في الحيوانات. و نقص DHA يؤدي إلي
أورام في الكبد و الأعضاء الأخرى و من المعروف أن له أثر في إحباط
تجمعات الكوليسترول و أمراض الدورة الدموية وكذلك في إفشال التجلط
و التخنثر في الدم داخل الجهاز الوعائي (الدموي).
¯ كيف يمكن الإستفادة من فاعليات الـDHA لأقصى درجة ؟
وهذا يتأتى بأكل أسماك غنية بالـ DHA كذلك إعداد الأسماك بإسلوب
يقلل لحد أدنى فقد في الـ DHA وعلى عكس ما في فيتامين C & B
فهو لا يتأثر بالحرارة ولكن كمية كبيرة من الـDHA تتسرب إلي الزيت
أثناء قليه و 20% أثناء غليه في الماء. لذلك فإن شوربة السمك ينصح
بتناولها كذلك 50% من زيت السمك أو الـDHA يخرج أثناء عملية
الشواء و بالرغم من ذلك فإن كمية الـDHA التي يتم الحصول عليها
من السمك المشوي أكثر من تلك التي في اللحم البقري طبقاً لمعايير
التناسب و يستنتج من هذا أن الطريقة المثلى للطهي و التصنيع للأسماك
هي السلق و تناول شوربة الأسماك ذو فائدة قصوى في هذا الشأن.
¯ هل يمكن لمجموعة الأحماض الدهنية غير المشبعة (N3) أن تمتص في المخ ؟
حتى عهد قريب كان معتقد أن تركيب المخ من الصعب أن يتغير أما الأن
فقد ترسخ بأن محتوى DHA في المخ يتزايد أو ينقص وفقاً لتناول
مجموعة من الأحماض الغير مشبعة (N3) و التغير ليس سريع الإيقاع
كما يحدث في الدم و معظم أحماض EPA أو L Linolenic لا توجد إلا
في المخ حتى لو وجدت كميات كبيرة منها في الدم حيث أن DHA يفصل
ويتم إختياره بواسطة المخ لذلك فإن أفضل و احسن طريقة لزيادة DHA
في المخ هو تناول الأسماك الغنية بهذا المركب (DHA).
¯ أي الأماكن في خلايا المخ تنقل الـDHA ؟
هناك تجارب أدت إلي تأكيد تحديد و توزيع DHA في إمتصاصه بالمخ
في الفئران التي يتم إطعامها بغذاء غني بالـDHA وقد لوحظ أن معظم
DHA يتحدد بسرعه بواسطة العُضيات (أجزاء داخل الخلية) و المسئوله
بدورها عن نقل المعلومات للخلايا العصبية الأخرى المسئوله عن البناء
و الطاقة وتخليق المواد الغشائية فقد تبين بأن أخذ DHA يتم من خلال
عضيات هامة في المخ.
¯ الـDHA و وظائف المخ..
يلعب المخ دور هاماً في السيطرة على الوظائف الجسدية وكل منطقة
لها أنشطتها المختلفة ، ومن المعروف أن عدد الخلايا العصبية في المخ
لايزداد بعد الولادة حيث أنها تتكاثر إنقساماً ثنائياً بسيطا أثناء النشوء
فقط. ومن المعروف أنه بالنسبة للإنسان فإن عدد الخلايا العصبية
يتناقص بمرور العمر ولكن مرور الإشارات العصبية يتم بنمو الأهداب
الموصلة لنقل المعلومات للخلايا الأخرى بسهولة ويسر وأطراف تلك
الاهداب لها القدرة على توصيل التيار ولذا يمكن حثها من خلال مثيرات
خارجية. و مركب الـDHA هو أهم المركبات المطلوبة لنمو الأطراف
العصبية وصيانتها وتجديد عضيلت الخلية العصبية.
¯ أي الأغذية غنية بالـDHA ؟
رغم أن EPA , DHA يتبعان نفس السلسلة الكيميائية لحمض
L.Linolenic اليساري التوزيع فإن EPA , DHA لا يكون متباينا ً
عن L.Linolenic و يتوفر L.Linolenic في الزيوت النباتية (زيت
الخضر) مثل زيوت بذر الشلجم (اللفت) و زيت الصويا ويوجد أيضا في
زيت مكسرات عين الجمل وكذلك الأغذية المصنعة من فول الصويا و
يحتوي L.Linolenic على بعض الكميات من الأحماض الدهنية ولذلك
فإن حمض L.Linolenic يشار إليه بأنه حمض دهني نباتي و لا يوجد
EPA , DHA في لحم الخنزير أو البقر و لا يوجدان في كل الخضروات
وعلى ذلك فإن المنتجات البحرية هى الغنيى بال EPA و DHA بمقادير معقولة.
إعداد : عمر عبد الغنى