الأسباب الحقيقة وراء تكوين بحيرة قارون بالفيوم
لم تُعرف بحيرة قارون بهذا الاسم إلا منذ العصور الوسطى، وكانت تُعرف قبل ذلك باسم “بحيرة الصيد” وأحيانا بحيرة الفيوم، وذكرها هيرودوت تحت اسم بحيرة موريس، وهو تحريف يونانى لأحد أسمائها فى أيام الفراعنة “مى _ ور”، وكانت البحيرة فى أقدم عصورها تكاد تملأ المنخفض الذى تشغله محافظة الفيوم.
أما سبب تكوينها فيرجع كما رجح الجيولوجيون إلى تدفق ماء النيل فى هذا المُنخفض فى العصر الحجرى القديم فى أعقاب أحد الفيضانات المُرتفعة، وذلك عن طريق الفرع الطبيعى للنيل الذى يُسمى الآن “بحر يوسف”، وهو بدوره اسم حديث مثل تعبير بحيرة قارون، وكان يُسمى حتى العصر الأيوبى بالقرن الـ14م بـ”بحر المنهى”.
كانت مياه البحيرة القديمة فى عهد الدولة القديمة تملأ الجزء الأكبر من المُنخفض، وكانت المستنقعات تملأ جزءا آخر منه، كما كانت تقوم فيها بعض البلاد فوق المُرتفعات التى على مستوى أكثر من عشرين مترا فوق سطح البحر، وعلى مقربة منها الحدائق والحقول، مما جعل هذه المنطقة من بلاد وادى النيل مكانا صالحا للإقامة وللصيد، وكانت تنقسم إداريا إلى قسمين البحيرة الشمالية، والجنوبية.
زاد انحسار ماء البحيرة واتساع رقعة الأراضى الزراعية حتى أصبح سطح مياه البحيرة فى الوقت الحاضر 45 تحت سطح البحر، وأقصى طول لها من الشرق إلى الغرب لا يزيد عن عشرة كيلو مترات وتضيق فى أطرافها وعمق مياهها 4:5 أمتار، وبها عدة جُزر صغيرة وواحدة كبيرة نسبيا وهى جزيرة القرن.
وتقع بحيرة قارون شمال مدينة الفيوم على بعد حوالى 27 كم، وهى تعد من أعمق البحيرات، حيث يوجد بها أماكن تصل أعماقها إلى 14 م وبها أسماك تخص المياه المالحة والمياه العذبة.
إعداد / آية سيد ممدوح