كثير من المصانع تعتبر نهر النيل «مقلب زبالة» تصرف فيه مخلفاتها

- رصد البحيرات بالأقمار الصناعية.. والحبس 6 شهور وغرامة 100 ألف جنيه عقوبات قانون الصيد الجديد

- إنتاجنا من الأسماك 1.5 مليون طن سنويًا.. وخطة للوصول بصادراتنا إلى 100 ألف طن خلال 5 سنوات

- أجهزة جديدة لمراقبة سفن الصيد لمنع الحوادث.. وكثير من الصيادين يرفضون تركيب الأجهزة خوفًا من تعقبهم

قال المشرف العام على هيئة الثروة السمكية، الدكتور محمد فتحى عثمان، إن هناك خطة لزيادة الصادرات السمكية إلى 100 ألف طن بدلا من 15 ألف طن حاليا، وذلك خلال 5 سنوات، وكشف عثمان عن أن كثيرا من المصانع تعتبر نهر النيل «مقلبا للزبالة وتصرف به مخلفاتها»، مما أثر على الثروة السمكية به.

وتحدث عثمان فى حوار لـ «الشروق» عن قانون الثورة السمكية الجديد، الذى سيعرض على مجلس الوزراء قريبا، ويقضى بالحبس 6 شهور وغرامة 100 ألف جنيه عقوبات الصيد الجائر، مضيفا أن حالات التعديات على البحيرات بلغت 20% من مساحة الإجمالية بإجمالى 30 ألف فدان.

وإلى نص الحوار:

• بداية.. أطلعنا على قانون الصيد الجديد؟

ــ قانون الصيد الجديد يُدرس الآن فى وزارتى العدالة الانتقالية والعدل وبعد ذلك يعرض على مجلس الوزراء، وتصل العقوبة فيه إلى الحبس 6 أشهر وغرامة مالية تصل إلى 100 ألف جنيه. والقانون يحتوى على 74 مادة، منها الإعلان عن الصيد داخل المياه الإقليمية، وجرم القانون إلقاء مخلفات الصرف الصناعى والصحى على المياه التى يتم إنتاج الأسماك فيها.

• وما هو تأثير هذا التلوث على الثروة السمكية؟

ــ التلوث قضى على أنواع عديدة أهمها السردين الذى بدأ ينقرض من البحر المتوسط، لكن هناك جهات عديدة تقوم بالإشراف على حماية نهر النيل مثل وزارة الاسكان التى تشرف على محطات الصرف الصحى، ووزارة البيئة وهى المسئولة عن المصانع المخالفة.

وإذا استمر صرف التلوث الصناعى الناتج عن المصانع فى البحيرات سيقضى تمام على الثروة السمكية خلال أعوام، لأنه يتسبب فى قتل وتدمير الأسماك، لأن الكثير من المصانع تعتبر نهر النيل مقلب زبالة تصرف فيه مخلفاتها.

• هل هناك تأثير على أسماك النهر؟

ــ نهر النيل يحتوى حاليا على 7 أنواع فقط من الأسماك، اشهرها البلطى والقراميط، بعد أن كان 40 نوعا فى الماضى، وذلك بسبب التلوث الذى يزداد خلال فترة السدة الشتوية، فضلا عن تحويل النيل إلى مصب للمخلفات الصناعية والزراعية والصحية من المدن والقرى. وهناك جهود يقوم بها جهاز شئون البيئة التابع لوزارة البيئة وهيئة الثروة السمكية ووزارة الإسكان.

• وكم تصل نسبة نفوق الأسماك الناتجة عن التلوث؟

ــ النسبة بلغت حاليا 15 طنا فى نهر النيل وبحيرة قارون نتيجة التلوث، بالإضافة إلى السدة الشتوية التى تتسبب فى نفوق الأسماك بكميات كبيرة.

• كيف يمكن تطهير البحيرات من التلوث؟

ــ وزارة الزراعة ممثلة فى هيئة الثروة السمكية تطهر البحيرات بشكل دورى بالاستعانة بالأقمار الصناعية التى تصور التلوث وتوفير الكراكات التى تساهم فى تنظيف مخارج البواغيز والمحشات والعديد من الأجهزة الأخرى لإزالة ورد النيل بعد تشكيل لجنة من رئاسة الوزراء لتطوير الصيد فى بحيرة المنزلة.

• ما حجم التعديات على البحيرات؟

ــ حجم التعديات على البحيرات وصلت إلى 20 % من مساحة البحيرات كلها، بمساحة 30 ألف فدان على مستوى الجمهورية، وهذا مثّل خطرا جسيما على فقر البحيرات من الأسماك وانخفاض التصدير، وقانون الصيد الجديد سيحد تماما من التعديات، من خلال رصد البحيرات بالأقمار الصناعية وتصويرها جويا، للتمكن من الإمساك بأى شخص يحاول التعدى عليها.

• كيف تتعاملون مع مافيا الزريعة؟

ــ نحن نعتبر الصيد الجائر للزريعة عن طريق استخدام الكهرباء والقنابل وتحويلها إلى أعلاف للدواجن بالكيلو، جريمة لابد أن يعاقب عليها كل شخص تدفعه نفسه لقتل مصدر الأسماك الرئيسى، ونعتبر أن هذا الأمر من أخطر المشكلات التى تهدد الثروة السمكية فى البحر الابيض المتوسط، وسيؤدى إلى القضاء على ثرواتنا السمكية ويجعلنا نستورد جميع أصناف الأسماك من الخارج، ونحن نقوم بعدة اعمال للحد من صيد الزريعة ولكننا ننظر القانون الجديد الذى سيحد تماما من صيدها عن طريق اجهزة الرصد.

• ما حجم تصديرنا للأسماك، وما هى أهم الدول التى نصدر إليها؟

ــ نصدِّر 15 ألف طن للاتحاد الاوروبى، بالإضافة إلى عدة دول عربية مثل السعودية والإمارات والاردن، ويبلغ سعر الطن ما بين 50 إلى 100 ألف يورو إلى أوروبا، حسب نوعية الأسماك، وهناك خطة لزيادة التصدير خلال 5 سنوات قادمة إلى 100 ألف طن، وذلك من خلال تطبيق الاشتراطات المطلوبة، مثل معرفة من أين تم اصطياد الأسماك، ونوعية الأعلاف وسلامتها، وهناك مجهودات ملحوظة وتحسن ملموس فى نوعية الأسماك المنتجة حيث وصل انتاجنا من الأسماك إلى 1.5 مليون طن سنويا تشمل 1.2 أسماك مزارع و300 ألف طن ناتجه عن الصيد البحرى.

• لماذا رفضت بعض الدول العربية الأسماك المصرية؟

ــ هذا الأمر لا يحسب هكذا، لأن هناك دولا تشترط مواصفات معينة فى الأسماك التى تستوردها مثل دول الاتحاد الاوروبى الذى يشترط «التتبع»، فلابد أن يتعرف أولا قبل التعامل معنا، على نوعية الأسماك ومواصفات المياه الخاصة بها، وطريقة غذائها، وغيرها من المواصفات المتعددة التى يشترط عليها فى الاستيراد، فلابد أن تكون المياه عذبة، مثل بحيرة البردويل وبحيرة ناصر.

• فى رأيك ما أسباب كثرة الحوادث التى يتعرض لها الصيادون؟

ــ الصيادون يتعرضون للحوادث نتيجة رفضهم تركيب جهاز تتبع ورصد لمراكبهم، يستطيعون اللجوء إليه وقت الأزمات، وقررنا هذا العام تركيب نظم مراقبة الصيد لتتبع السفن ومعرفة خطوط السير الخاصة بها بالتعاون مع الهيئة الدولية لإدارة مصايد البحر المتوسط، وسيكون إجباريا، وهو جهاز حديث يتم تركيبه لإنقاذ السفن بإبلاغ الجهات المسئولة عن حالة دخول المراكب إلى المياه الاقليمية لدول اخرى، لكن بعض الصيادين كانوا يرفضون تركيب هذا الجهاز خوفا من رصدهم.

والهيئة مسئولة عن الصيادين داخل الحدود الاقليمية فقط، وان هناك تعاونا مع دول مثل اريتريا واليمن على تنظيم الصيد للسفن المصرية داخل المياه الاقليمية الخاصة بها على أن يتم منح 40 % من الإنتاج لهذه الدول، ولكن بعض الدول لا توجد بينها وبيننا اتفاقيات وبالتالى يتم إلقاء القبض على الصيادين وتقوم وزارة الخارجية بالتدخل للافراج عنهم كلما وقع ذلك.

• وماذا عن تنمية مزارع الجمبرى؟

ــ الهيئة تسعى لزيادة تشجيع زراعة الجمبرى، ونجحنا فى زراعة 1200 فدان فى شرق بورسعيد الفترة الماضية، بعد أن كانت 20 فدانا فقط.

• وما هو حجم الاستثمار فى قطاع الثروة السمكية؟

ــ الاستثمارات فى قطاع الثروة السمكية والمصائد تبلغ 14 مليار جنيه، ونتعاون مع الجانب الإيطالى لتطوير سلالات الزريعة الخاصة بالبورى وزيادة انتاجها وايضا هناك بعض المساعدات التى تقدم من اسبانيا والصين فى مجال إقامة المشروعات المشتركة من خلال إمدادنا بالخبرة اللازمة والمعدات والآلات فى مجال إنتاج الأسماك.

• وما خطة الهيئة للتوسع فى إنشاء المفرخات؟

ــ هناك خطة لإنتاج 60 مليون زريعة سمك بحرى سنويا من خلال 9 مفرخات، وجار الانتهاء من 5 اخرى خلال فترة وجيزة ليصل إجمالى المفرخات إلى 14 مفرخة تابعة للقطاع الخاص، واثنان منها تابعان للهيئة، وان مصر لديها اكتفاء ذاتى من الزريعة النيلية.

• وكم يبلغ إنتاج البحيرات من الأسماك؟

ــ إنتاج بحيرة ناصر 18 ألف طن سنويا وهى تقع على مساحة 5 آلاف كيلو مربع، وبحيرة المنزلة تنتج 160 ألف طن ومساحتها تبلغ 118 ألف فدان، وبحيرة البردويل تنتج 4.5 ألف طن وتبلغ مساحتها حوالى 162 ألف فدان، وبحيرة البرلس تنتج 52 ألف طن، وبحيرة قارون تنتج 5 آلاف طن وتبلغ مساحتها 50 ألف فدان، وبحيرة ماريوط تنتج 8 آلاف طن وتبلغ مساحتها 12ألف فدان، وبحيرة إدكو تنتج 14 ألف طن وتبلغ مساحتها 17 ألف طن، وبحيرة المرة والتمساح تنتج 2.9 ألف طن، وهذه البحيرات لا تنتج سوى 15 % فقط من إنتاج مصر من الأسماك والباقى أسماك مزارع.

• وماذا عن تنمية بحيرة البردويل؟

ــ الرئيس مهتم بشدة بتطوير بحيرة البردويل لأنها من أنقى المياه وأعذبها، وتختلف عن باقى البحيرات فى أنواع الأسماك التى تنتجها، وتنتج 4 آلاف طن ونعمل على توصيلها إلى 8 آلاف طن بعد تطهير البواغيز، ونعمل على إنشاء مفرخ بجوارها يعمل على إمدادها بكميات أكبر من الزريعة لزيادة إنتاج البحيرة من الأسماك، كما تعتبر هذه البحيرة عامل أساسى لنا فى التصدير، لاتفاق جميع المواصفات التى تشترطها الدول المستوردة، لذلك نولى اهتماما كبيرا بها، كما انها تعمل على خلق فرص عمل لـ 30 ألف من أهالى سيناء.

إعداد/ نورهان كيره

إشراف/ أ.أمانى إسماعيل