جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية

الأخبار
“المدير التنفيذي لجهاز حماية وتنمية البحيرات ووزيرة البيئة ومحافظ الفيوم يتابعوا إعادة التوازن البيئى لبحيرة قارون”..
"المدير التنفيذى يلتقي ممثلي الاتحاد التعاوني للثروة المائية وجمعيات الصيادين ببحيرة ناصر والبحر الأحمر ومحافظة البحيرة"
“بحضور محافظ المنيا .. إلقاء 300 ألف وحدة زريعة سمكية من البلطي لتنمية نهر النيل بالوجه القبلي لأول مرة هذا العام"..
"تفعيلًا لخطة تنمية المصايد الطبيعية في الوجه البحري للمرة الأولى هذا العام .. إلقاء مليون وحدة زريعة من أسماك البلطي النيلي بالشرقية"..
جهاز حماية وتنمية الثروة السمكية يجوب مختلف المحافظات المصرية لتفعيل منظومة التكويد والتتبع للمزارع السمكية .
"المدير التنفيذي يلتقي الصيادين وجمعيات الصيادين وأصحاب مراكب الصيد وأصحاب المزارع السمكية الخاصة بمحافظة دمياط
افتتاح موسم الصيد في بحيرة البردويل 2024..
بحضور المدير التنفيذي لجهاز حماية وتنمية البحيرات ومحافظ شمال سيناء .. افتتاح موسم الصيد في بحيرة البردويل"..
"ضمن سلسلة جولاته لدعم المزارع السمكية الخاصة ،، المدير التنفيذي لجهاز حماية وتنمية البحيرات يلتقي أصحاب المزارع السمكية بمحافظة كفر الشيخ
"المدير التنفيذي لجهاز حماية وتنمية البحيرات خلال لقائه مع أصحاب المزارع السمكية الخاصة بمحافظة الفيوم

الحديث عن الفسيخ في الأيام السابقة علي شم النسيم‏,‏ والأيام التالية له‏,‏ يتطرق عادة إلي ضبط كميات من الفسيخ الفاسد‏,‏ وعن ارتفاع أسعار الفسيخ مقارنة بالأعوام السابقة‏,‏ وعن التأثير الصحي الضار لأكل الفسيخ‏,‏ وينتهي عادة بالحديث عن حالات التسمم التي سببها أكل الفسيخ‏,‏ وهذا الحديث هو حديث يتكرر كل عام ربما مع بعض الاختلاف في الكمية التي تم ضبطها‏,‏ وسعر بيع الفسيخ‏,‏ وعدد حالات التسمم‏,‏ وهذا التكرار يشبه مع الفارق الأحاديث الموسمية التي تتكرر سنويا عن صعوبة امتحان الثانوية العامة‏,‏ وعن الحرائق في المخازن وقت موسم الجرد السنوي‏,‏ وعن بمب العيد‏.‏

والتكرار عن حديث الفسيخ أذكره منذ أن كنت صبيا‏,‏ ولا أستغرب إن كان هذا الحديث نفسه تكرر قبل ذلك عبر قرون غابرة‏,‏ وربما تم تناوله في برديات وعلي جدران المعابد في عصر المصريين القدماء الذين يرجع الفضل لهم في إدخال هذه الأكلة‏,‏ وعلي الرغم من أن كل الأحاديث التي تدور حول الفسيخ كان من المفترض أن تؤدي إلي انتهاء هذه العادة بين المصريين‏,‏ وأيضا إلي القضاء علي صناعة الفسيخ‏,‏ فإن المصريين لم يتوقفوا عن تناول هذه الوجبة‏,‏ ولم يقاطعوا هذه الصناعة التي يقال إن حجمها عدة مئات من الملايين‏,‏ وإن كنت لم أطلع علي أي دراسة موثقة في هذا الشأن‏.‏ إنني أري في هذه الصناعة فرصة لا بأس بها‏,‏ إذا استطعنا أن نطورها ونضع لها الضوابط الصحية في التصنيع والتخزين والتغليف‏,‏ ولا أدعو لتطوير هذه الصناعة بهدف أن يستهلك المصريون الفسيخ بكمية أكبر‏,‏ أو أن يأكل المصريون الفسيخ طوال العام‏,‏ ولكني أدعو لتطوير هذه الصناعة من أجل التصدير‏,‏ وقد تبدو الفكرة لأول وهلة تخاريف شم النسيم‏,‏ ولكن إذا نظرنا إلي أحد أبعاد العولمة‏,

‏ وهو الغزو الغذائي الذي أصبح بمقتضاه عدد أكبر من البشر يقبلون بشكل متزايد علي أكلات أنتجت في دول أخري‏,‏ والأمثلة عديدة علي انتقال الطعام الصيني والياباني والمكسيكي عبر القارات‏,‏ وانتشار السوشي‏,‏ وهو ما يؤكد أن المزاج الذوقي للطعام أصبح أيضا معولم‏,‏ وأن الحب في التغيير وتجريب كل ما هو جديد وغريب أصبح يحكم العادات الغذائية لكثير من شعوب العالم‏,‏ التي كانت تتمسك لقرون عديدة بطعامها التقليدي الموروث وتأنف العدول عنه‏.‏

وربما إذا استطعنا أن نطور هذه الصناعة ونضفي عليها الضوابط الصحية في مراحلها المختلفة يصبح الفسيخ إحدي السلع التي تقوم مصر بتصديرها‏,‏ والميزة التنافسية لمصر تكمن بالدرجة الأولي في التراث الثقافي المرتبط بأكل الفسيخ منذ قدماء المصريين‏,‏ وهي ثقافة يعشقها عديد من الشعوب‏,‏ وهو ما يتطلب جهدا ثقافيا يمكن من خلاله أن نحول فولكلورا بسيطا إلي قيمة مضافة تفتح باب رزق للعاملين في هذه الصناعة بحلقاتها المتتابعة‏:‏ صيد الأسماك ـ تصنيع الفسيخ ـ تعبئته ـ نقله ـ وتسويقه وتصديره‏.‏

والإبداع في إنتاج الفسيخ قد يكون بلا حدود‏,‏ مع التفكير في سوق التصدير في فترة عصيبة تعيشها التجارة الدولية‏,‏ فربما نفكر في فسيخ بالأنانس‏,‏ أو بجوز الهند يتم تسويقه في شرق آسيا‏,‏ وفسيخ بالبروكلي أو الاسبرج لتسويقه في أوروبا‏,‏ وفسيخ بالكيوي‏,‏ وفسيخ بالمانجو العويس‏,‏ ولا مانع من التفكير في المشروب الذي يصاحب هذه الوجبة‏,‏ وليكن أحد المشروبات المصرية الأصيلة وغير المباشرة في دول أخري مثل عصير الدوم‏,‏ أو الكركديه‏,‏ أو النعناع المصري‏,‏ وإيجاد مبرر غذائي لتناوله مع الفسيخ‏,‏ وإيجاد قصة فولكلورية من التراث الشعبي حول الترابط بين الوجبة والمشروب‏,‏ وربما يجد الأطباء مبررا صحيا لتناول هذه الوجبة يضيف إليها بريقا بين شعوب تهتم بصحتها ولديها الوعي الكافي للربط بين نوعية الغذاء‏,‏ والحالة الصحية‏.‏ وسيكون من عناصر النجاح الحرجة حتي تتحول هذه الفكرة البسيطة إلي مشروع لسلعة تصديرية الاهتمام بإنتاجها كوجبة غذائية متكاملة اعتمادا علي فريق من خبراء التغذية‏,‏ وهو ما يعني أن تطوير هذه الصناعة يعتمد علي فريق متعدد التخصصات في مجالات‏:‏ التغذية ـ التصنيع ـ التسويق ـ الآثار ـ الصحة ـ التراث الشعبي‏.‏

وأحد عناصر النجاح الحرجة الأخري أن يتم تسجيل هذه الأكلات باعتبارها أكلات مصرية‏,‏ ونحافظ علي حقوق ملكيتها حتي لا يتكرر ما حدث من قيام اليابان بتسجيل الملوخية باعتبارها منتجا يابانيا‏,‏ وقبل أن يسارع جيران الشرق إلي الادعاء بأن اليهود الذين عاشوا في مصر القديمة كانوا يأكلون الفسيخ باليد اليمني‏,‏ ويبنون الأهرام باليد اليسري‏.‏

إنها فكرة بسيطة‏,‏ ولكن ربما ينتج عنها مشروع كبير يفتح أبواب الرزق للمصريين‏,‏ وبدلا من أن نهدم هذه الصناعة‏,‏ ونعتبر أنها تدمر صحة المصريين‏,‏ وقد يكون هذا صحيحا ولو جزئيا في وضعها الحالي‏,‏ دعونا نطور هذه الصناعة ربما تكون فرصة لانطلاقة ولو بسيطة‏.‏.

أمانى إسماعيل
مديرة مواقع الهيئة

المصدر: بقلم : د‏.‏ ماجد عثمان
gafrd

جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية [email protected]

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 487 مشاهدة
نشرت فى 7 مايو 2013 بواسطة gafrd

رئاسة مجلس الوزراء - جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية

gafrd
LAKES & FISH RESOURCES PROTECTION & DEVELOPMENT AGENCY (LFRPDA) »

الترجمة

Serch

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

39,147,086

رئيس مجلس الإدارة

ا . د/ صلاح الدين مصيلحى على 

 

  المدير التنفيذي 
اللواء أ.ح الحسين فرحات

مديرعام الإدارة العامة لمركز المعلومات

المهندسة / عبير إبراهيم إبراهيم