<!-- [endif]-->
محمية وادى دجلة (محافظة القاهرة)
أعلن وادى دجلة بمحافظة القاهرة محمية طبيعية بقرار السيد الدكتور رئيس مجلس الوزراء رقم 47 لسنة 1999 والمعدل بالقرار رقم 3057 لسنة 1999 بمساحة إجمالية حوالى 60كم2.
يقع وادى دجلة شرق مدينة المعادى بالصحراء الشرقية بمحافظة القاهرة ويعتبر من الأودية الهامة التى تمتد من الشرق إلى الغرب بطول حوالى 30كم ، ويمر بصخور الحجر الجيرى الذى ترسب فى البيئة البحرية خلال عصر الإيوسين بالصحراء الشرقية (60مليون نسمة) ، لذلك فهى غنية بالحفريات ، ويبلغ إرتفاع تلك الصخور على جانبى الوادى حوالى 50م ويصب فيها مجموعة من الأودية على الجانبين.
ونتيجة لمياه السيول وتجمع المياه من الأودية الفرعية بالوادى تظهر عوامل النحر وتحدث عمليات تعرية الصخور وتأكلها فى أرضية الوادى ، مما يتسبب عنه نحر فى الأرضية فى بعض الأماكن مكونة ما يسمى بشلالات دجلة ، كما يبدو التتابع لطبقات الصخور الرسوبية المتكونة من الحجر الجيرى لعصر الإيوسين الأوسط على جانبى الوادى حيث تظهر الكهوف بمنظرها الجميل والتى تكونت نتيجة للمياه الجوفية التى أثرت فيها الحجر الجيرى ، حيث أن صخور الحجر الجيرى بالوادى يوجد بها العديد من الكهوف التى يسكنها العديد من أنواع الخفافيش وأماكن لتعشيش الطيور الأخرى.
التنوع البيولوجى :
يضم الوادى مجموعة من الكائنات الحية الحيوانية منها أنواع من الثدييات مثل : الغزلان – التياتل – الأرانب الجبلية – الثعلب الأحمر – الفأر ريشى الذيل – البيوض – الفأر أبو الشوك – الخفاش أبو ذيل الصغير وغيرها ، ومن الحشرات : الرعاش – أبو العيد – فراش النمر – أسد النمل وأنواع عديدة أخرى ، كما تم تسجيل 18 نوعاً من الزواحف منها السنقور المخطط – البرص أبو كف – الأفعى المقرنه وغيرها وأيضاً تم تسجيل 12 نوعاً من الطيور المهاجرة الممثلة لبيئة الصحراء الشرقية المقيمة مثل : الأبلق المتوج – نمنمة الشجر – عصفور الزمير – الغراب النوحى – الحمام الجبلى – والبعفه وهى نوع من البوم الكبير.
كما أثبتت الدراسات الميدانية أن وادى دجلة يحتوى على أنواع عديدة من النباتات فقد تم تسجيل حوالى 64نوعاً من النباتات مثل السله – الرطريط – العوسج – الرتم – الأثل – الغردق – الشيح – شاى الجبل – القيصوم الجبلى وغيرها وغيرها وهى نباتات إما طبية أو رعوية أو للوقود.
وهذه النباتات نمت على الصخور التى إنهارت من الحجر الجيرى الذى يتأثر بالشقوق تتشبع بمياه الأمطار فتنفصل وتتساقط وتعطى المنظر الطبيعى للوادى والتى تنمو عليه تلك النباتات.
جيولوجية وادى دجلة:
يعتبر وادى بيئة متميزة بطبيعة جغرافية معينة ويتميز بمظاهر جمالية فريدة حيث تبدو عوامل التعرية بالرياح على صخور الحجر الجيرى فى الطبقات السفلية للوادى والتى تبدو بلونها الأبيض من الحجر الطباشيرى لعصر الإيوسين الأوسط الذى يحتوى على حفريات النيمولايت (قروش الملائكة) وحفريات البطنقميات والشعاب المرجانية وغيرها ويعلوها طبقات الإيوسين الأعلى من الحجر الجيرى الطفلى وتحتوى على حفريات الأويستر وجذور بعض النباتات والحفريات المميزة لهذا العصر هى التى تشكل جمال الطبيعة فى منطقة المحمية.
أثرت مياه الأمطار التى تتساقط من الشلالات المائية على صخور الحجر الجيرى على مر العصور حيث كونت ما يسمى "أخدود دجلة" "كانيون" كما تظهر الأبار الصغيرة التى تتجمع فيها مياه الأمطار ثم تفيض إلى بئر دجلة الكبير الذى تكون نتيجة لدوامات المياه التى أثرت كثيراً فى منطقة المحمية وكونت بين الطبقات فجوات نتيجة لتأكل الطبقات الضعيفة المتكونة من الطفل.
أهمية وادى دجلة :
يمثل وادى دجلة أهمية تعليمية وتثقيفية وترويحية حيث يعمل على جذب السياحة ذات اليوم الواحد لطلبة المدارس والأطفال لقربه من القاهره الكبرى لإكتساب معلومات مفيدة عن الصحارى بمكوناتها المختلفة ، كما انه مكان جيد لإجراء الدراسات البحثية فى كافة المجالات النباتية والحيوانية والجيولوجية وتوافر مقومات السياحة البيئية والترويحية فيه لممارسة رياضة المشى وإقامة الخيمات للعديد من الزائرين المصريين والأجانب دون تدهور للنظام البيئى بالمنطقة.
أعدته للنشر / شيماء صالح عرفه