محمية قبة الحسنة (محافظة الجيزة)
أعلنت منطقة القبة الحسنة بأبى رواش بمحافظة الجيزة محمية طبيعية بقرار السيد رئيس مجلس الوزراء رقم 946 لسنة 1989بمساحة اجمالية حوالى 1 كم مربع تقع هذه القبة فى بداية طريق القاهرة/ الاسكندرية الصحراوى بمحافظة الجيزة وهو جزء من تركيب جيولوجى أكبر معروف بأسم تركيب أبو رواش وهى المنطقة التى تقع الى الشمال الغربى من أهرامات الجيزة وهى تعكس تاريخاً جيولوجياً معقداً حيث أن منطقة أبو رواش بمافيها قبة الحسنة تعتبر جزيرة صغيره للتكوين الطباشيرى لاعلاقة بينها وبين ماحولها سواء فى العمر الزمنى أو التركيب الجيولوجى أو محتواها الحفرى.
ويرجع تركيب أبو رواش الى حركات أرضية فى أواخر العصر الكريتاوى ( 100 مليون سنة) رفعت المنطقة على شكل سلسلة معقدة متعاقبة من القباب محورها الأساسى يسير فى اتجاه الشمال الشرقى / الجنوب الغربى وحولت المنطقة الى جزية من الكريتاوى الأعلى ظلت مرتفعه حتى بعد أن غمرت مياه بحر الأيوسين المنطقة المحيطة كلها ويعتقد أن الضغوط التى سببت هذا التحدب أتت من انجاه الشمال الغربى ( عمودى على محور الطيات ) حيث تعرضت المنطقة بعد ذلك لعدد من الفوالق التى تأخذ اتجاه شمال غرب عمودى على محور الطيات مما ساعد على زيادة وعورة تضاريس المنطقة كما أن هذه الانكسارات كانت المنافذ التى تخللها طفح البازلت خاصة منطقة تل الزلط وهذه الطيات المحدبه تعتبر جزء من نظام الأقواس السورية والتى تنتشر بالرصيف غير الثابت شمال مصر ويقع تركيب أبو رواش على الخط الذى يربط الطيات المحدبه بمناطق المغاره بسيناء ماراً بأبى رواش الى الواحات البحرية .
ويعتبر هذا التركيب هام من النواحى العلمية والتثقيفية لطلبة الجيولوجيا بالجامعات المصرية والعاملين فى مجال علوم الأرض وكمزار سياحى وثقافى وعلمى ومن أهم مايميز هذه المنطقة المحتوى الحفرى الذى تتجمع مكوناته فى شكل مستعمرات محفوظه حفظاً جيداً وكأنها متحف مفتوح يوضح السجل الكامل للحية القديمة بها وبيئتها ومناخها خلال العصر الطباشيرى العلوى منذ 100 مليون سنه تقريباً الذى يختلف تماماً عما حولها وتمثل حفريات المنطقة أنواع وأجناس من قبائل الجوفمعويات والاسفنجيات السرخسيات والقنفديات البحرية.
كما تعتبر حفريات المرجانيات التى تتميز بها المنطقة من أفضل الحفريات المرشدة التى تدل على البيئات القديمة كما تساعد هذه الحفريات على تحديد عمر طبقات الصخور القديمة والبيئة القديمة وعناصرها المختلفة كالتغيرات فى درجة الحرارة التى سادت المنطقة خلال ذلك العصر.
تعتبر محمية قبة الحسنة متحفاً علمياً متخصصاً يساعد فى دراسة علوم الأرض والتراكيب الجيولوجية المختلفة من طيات وفوالق كما يمكن مضاهاتها بالتراكيب المماثلة فى أماكن أخرى كما أن وجود التجمع الحفرى يجعل من منطقة المحمية منطقة مثالية لدراسة علم الحفريات أو علم الحياة القديمة ومدى التغيرات المناخية التى حدثت لهذه المنطقة خلال العصر الطباشيرى العلوى الذى تتميز به قبة الحسنة .
أعده /عبد المنعم أحمد رمزى
