رئيس هيئة الثروة السمكية .. رداً على ماتداوله في الآونة الأخيرة من احتواء أسماك البلطي والبوري بالذات على مواد سامة تضر بصحة الإنسان

<!--

تم رداً على ما تداوله في الآونة الأخيرة من احتواء أسماك البلطي والبوري بالذات على مواد سامة تضر بصحة الإنسان ، فالغرض من نشر مثل هذه الأخبار الكاذبة وبث فيديوهات قديمة في هذا التوقيت هو إثارة البلبلة وتخويف الناس وتشكيكهم في كل شيء، فمصر شأنها شأن غالبية دول العالم تعتمد على مصدرين أساسيين في توفير الأسماك هما المصايد الطبيعية والاستزراع السمكي ويبلغ إنتاج مصر طبقا لآخر إحصائية مليون 482 ألف طن (وفقا للـ data المسجلة، الواقع أكثر من ذلك). أكثر من 75 % من هذا الإنتاج يأتي من الاستزراع السمكي والذي يمثل البلطي والبوري غالبيته. هذه الصناعة الكبيرة (الاستزراع السمكي) قامت على أيدي أبناء مصر المخلصين الذين بذلوا جهودا مضنية في هذا المجال سواء في صورة استثمارات أو مخاطرة بتجارب في المكسب والخسارة حتى وصلوا لهذا المستوي عن طريق تطبيق الأساليب العلمية التي أيقنوا أنها السبيل الوحيد للحفاظ على استثماراتهم التي بنوها على مدار عشرات السنين وتنميتها.

الجدير بالذكر أن مصر تحتل المرتبة الأولي بين دول أفريقيا والمرتبة العاشرة على مستوي العالم في هذا المجال الناجح جداً والتي تحسدنا عليه العديد من دول العالم ويتمني الكثير منهم أن يحتل مكانتنا. ولم تصل مصر لهذه المكانة بالصدفة وإنما بالعمل والجد والجهد الذي بذله أولادها المخلصين لتطوير هذه الصناعة وساعد في ذلك الخبرات العلمية والكوادر الفنية المتوفرة في أوجه الصناعة المختلفة وكذلك تطور الصناعات المصاحبة والتي من أهمها صناعة الأعلاف السمكية التي تطورت مصر فيها تطور كبير جدا وانتشرت المصانع بأحدث التكنولوجيا الأمر الذي أدي إلي ازدهار وتطور صناعة الاستزراع السمكي حتي وصل معامل التحويل في أسماك البلطي إلي 1.25 او 1.5: 1بمعني واحد وربع أو واحد ونصف كجم علف/لإنتاج واحد كجم سمك الأمر الذي يستحيل تحقيقه في أي مصدر بروتين حيواني أخر سواء لحوم حمراء أو بيضاء.

كذلك تطور وانتشار المفرخات السمكية التي توفر زريعة واصبعيات أسماك البلطي وأسماك المياه العذبة الأخرى المستزرعه كعائلة أسماك المبروك، هذه الأمور مجتمعة ساعدت علي زيادة إنتاج مصر من الأسماك حتى قارب المليون ونصف طن وإن شاء الله ستصل مصر في القريب للاكتفاء الذاتي طبقا للخطة المتبعة.

وبرغم الزيادة السكانية المطردة التي تقلص وتقلل من قيمة النمو في شتى المجالات إلا أن هذه الزيادة السكانية يصاحبها زيادة في الإنتاج السمكي زادت معه معدلات الاكتفاء الذاتي من الأسماك وكذلك زاد معها معدل نصيب الفرد في مصر من الأسماك إلي أن قارب المستويات العالمية (20 كجم).

ولولا استيراد معظم مكونات العلف من الخارج بالعملة الصعبة من ذرة صفراء وفول صويا ومسحوق سمك لتضاعف الإنتاج ولأنخفض سعر السمك لأقل من ذلك، وبرغم هذا مازال سعر أسماك البلطي عند 15 جنيه للكيلو وسعر البوري عند. 30 او 35 جنيه للكيلو يعني مازلنا نتحدث عن أرخص مصدر للبروتين الحيواني في مصر،

والمستثمر (مستزرع الأسماك) أحرص الناس علي المحافظة علي جودة المياه وجودة الأعلاف التي يستخدمها في مزرعته للحفاظ علي استثماراته ولكي يتحصل في نهاية الدورة الإنتاجية علي أعلي إنتاجية كما وكيفا، علاوة على أن الأسماك نفسها كائنات حساسة جدا للملوثات التي قد تسبب الموت الجماعي لها سواء بزيارة مستويات الأمونيا أو نقص مستويات الأكسجين الذائب في المياه علي سبيل المثال لا الحصر.

الأن وقد بدأت مصر تتوسع في الاستزراع السمكي البحري من خلال إنشاء المزارع والأقفاص السمكية والمفرخات البحرية ومصانع الأعلاف ومصانع التعبة،

لمصلحة من إذاً ضرب صناعة تقدر بمليارات الجنيهات.. لمصلحة من محاربة النجاح.. لمصلحة من نشر أخبار كاذبة تؤثر بالسلب على المواطن في الداخل وتغلق أبواب التصدير وجلب عملة صعبة للبلد من الخارج، وإن كانت صادقة ففي فئة قليلة جدا تكاد لا تذكر ممن باعوا ضمائرهم من أجل مكاسب رخيصة سرعان ما تزول وترصدهم الأجهزة الرقابية المختلفة. تدمرون صناعة بحجة أنكم تحاربون الفساد وتحبون الوطن.. أنه للأسف الشديد حب الدببة..

اتقوا الله في مصر وبدلاً من نشر السلبيات، انشروا الإيجابيات.. فأسماك البلطي بخير.. وأسماك البوري بخير.. وأسماك مصر بخير.

وهذا التحليل جاءني علي لسان الأستاذ الدكتور محمد فتحي عثمان بصفته أستاذ الاستزراع السمكي، وأستاذ تغذية الأسماك بكلية الزراعة جامعة عين شمس، ورئيس الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية سابقاً وغالبية العاملين في قطاعات الثروة السمكية يعلمون ما بذله من جهد وعلم في هذا القطاع الهام من قطاعات الزراعة، فاستأذنت سيادته لأضعه بين يدي القارئ كما جاء دون إضافة أو حذف: هذه حملة من ضمن الحملات التي تشن على المصريين، لكي يكرهوا العيشة ،

بمناسبة قرب إنتاج المشروعات الكبرى والتي تضمن تحقيق الأمن الغذائي في مجال البروتين الحيواني. الجدير بالذكر أنه وفقا لما تم ذكره في هذا الحديث القديم (بإعادة بث ونشر نفس الأخبار والصور والفيديوهات ليعيدوا تذكرة واستثارة الناس بها مجدداً بعد أن فشلت محاولاتهم سابقا).

ورد في هذه الأخبار الكاذبة أنه يتم تغذية أسماك البلطي بمخلفات مجازر الدواجن - وهي لا تعلم أن أسماك البلطي من نوع (أكلات الأعشاب)، وأن هناك دراسات تمت منذ 20 سنة في نهاية الثمانينات مع التوسع في الاستزراع السمكي، حيث تم دراسة استخدام التسميد في الأحواض السمكية باستخدام فرشة الدواجن، وأثبتت النتائج أن أقصى إنتاجية للحوض المسمد كانت في حدود 600-800 كجم/فدان، والفكرة البلهاء هي انه بزيادة تسميد الأحواض تزيد الإنتاجية وهذا من الناحية العملية مستحيل، نظرا لأنه بزيادة التسميد سوف تزداد كثافة الطحالب في المياه وهي في الواقع ما تأكله الأسماك وليس السماد كما يشاع، والسبب كما سبق ذكره في محدودية الإنتاج هو أنه بزيادة التسميد سوف تزداد الطحالب وهو أمر جيد بالنهار ولكنه يسبب نفوق الأسماك في الليل (عمليات التمثيل الضوئي) حيث ترتفع قيمة الـ (Biological Oxygen Demand) والذي هو عبارة عن ما تحتاجه الكائنات الدقيقة من الأوكسجين في الليل، مما يؤدي لنفوق الأسماك لعدم توفر كميات كافية من الأوكسجين لتتنفسه،

وإذا ما أراد المزارع زيادة إنتاجية الفدان فإنه يجب أن يستخدم أعلاف جيدة وهو ما يحدث منذ فترة طويلة، حيث أن العائد من الأسماك باستخدام الطحالب لا يغطي إيجار الفدان كأرض خالية، ويبلغ متوسط إنتاج الفدان حاليا في مصر حوالي 4 طن وهو ما لا يمكن تحقيقه بالتسميد (هناك مزارع تحقق ما بين 6-10 طن للفدان).

ومن المعروف علميا أننا في بداية دورة حياة أسماك البلطي بشكل خاص تحتاج إلى كائنات حية دقيقة تعرف بالهائمات او البلانكتون للتغذية عليها (Phyto and zooplanktonho) وهي ما يتم انتاجه بالتسميد خلال المراحل العمرية الأولى (الشهر الأول من حياة السمكة لتصل إلى وزن 10جم) بعدها تنتقل الأسماك للتغذية على الأعلاف المصنعة والتي يتم تصنيعها باستخدام تقنية الإكسترودر(High pressure 40 par , High steamed temperature,140°C) لإنتاج ما يعرف تجاريا بالعلف الطافي المطبوخ.

أما فيما يتعلق بأحشاء الدواجن الرطبة والتي جاء ذكرها والتي تقوم بعض مزارع القراميط بتغذيتها مباشرة بالمخالفة، وبالمناسبة فإن أسماك القراميط تتغذى في البيئة الطبيعة ولكونها (Carnivourus fish) على الأسماك والحيوانات النافقة فيقوم المربون بتغذيتها على هذه المواد بدون تجفيفها - كما ذكرنا بالمخالفة حيث يأتي هنا دور وزارة الصحة في ضبط المخالف. ويجب هنا أن نذكر أنه في صناعة أعلاف الدواجن يدخل مسحوق الدواجن في تركيبة الأعلاف (طبعا مش حنفرم دجاج علشان نعملها مسحوق نغذي بيه الدجاج) - إنما هي عبارة عن مخلفات مجازر الدواجن بعد فرمها وتجفيفها بالحرارة التي تضمن خلوها من أي مسببات مرضية) بعد ذلك يمكن أن تضاف إلى أي نوع من الأعلاف، وهذا ما يجب أن يفعله المخالفون من أصحاب مزارع القراميط.

أما فيما يتعلق بمنع الاتحاد الأوروبي استيراد أسماك مياه عذبة من مصر منذ أن بدأ في وضع مواصفات لأي منتج زراعي يستوردونه، ولما كانت معظم مزارع الأسماك في مصر هي مزارع مياه عذبة ولما كان القانون رقم 124 لسنة 1983 في مادته رقم 48 يحدد استخدام مياه الصرف الزراعي في المزارع السمكية، وهو ما تتمسك به وزارة الري، ولأن مياه الصرف الزراعي ليست لها مواصفات ثابته ليعتمدها الاتحاد الأوروبي وفقا لمواصفات ال (GAP)، ولهذا هي لم توقف الاستيراد كما جاء في حديث الإفك، بل هي تحدد متطلب من متطلبات الاستيراد (ثبات جودة المياه)،

ونذكر هنا أن 5 جهات دولية قامت بتحليل عينات من أسماك البلطي في أكثر من 100 موقع ما بين مزارع سمكية وأسواق أسماك وتجار أسماك ولم تجد عينة واحدة - برغم التداول السيء للأسماك في مصر - بها أي تجاوز للعناصر الضارة للإنسان عن ما حددته منظمة الصحة العالمية (التقرير صادر عن المركز الدولي للأسماك - بينانج - ماليزيا). يحاول البعض في الوقت الحالي والظروف التي تمر بها مصر أن ينغصوا حياة الناس لعلهم يتذمرون "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".

تحيا مصر بسواعد أبنائها المخلصين، وسنتجاوز بإذن الله ما يحاك لنا من مكائد يتم استخدام البعض في تنفيذها سواء بسوء نية أو بجهل وستعيش مصر آمنة كما جاء في كتابه العزيز "إدخلوا مصر إن شاء الله آمنين". "ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب" صدق الله العظيم.

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبسا علينا فنضل

- إفتتاح موسم الصيد بمزرعة برسيق موسم صيد 2016\2017

https://www.youtube.com/watch?v=77Ml4pTQ5LY&)