أ.د/ رياض حسين خليل
أستاذ أمراض الأسماك والقشريات
كلية الطب البيطري - جامعة الأسكندرية
نظراً لتنوع الظروف والعوامل البيئية تتعرض الأسماك للإصابة بمسببات الأمراض المتعددة، والمرض هو حدوث تغير في السلوك الطبيعى للسمكة أو تغير في الشكل الخارجى أو في الأحشاء الداخلية أو الخياشيم نتيجة التأثر بالمؤثرات الخارجية المختلفة والتفاعلات البيولوجية. وبالتالى فإن العلاج يمثل أحد الأهداف الأساسية في إقتصاديات مشاريع الإستزراع السمكى. قد إرتبطت الإتجاهات الحديثة في مجال الإستزراع المٌكثف للأسماك بالتاكيد على ضرورة تطبيق الإجراءات الوقائية والعلاجية التى تمنع ظهور الأمراض في المزارع السمكية، إضافة ضرورة إجراء الفحوصات الدورية للأسماك بغرض الإكتشاف المبكر لأى إصابة مرضية وسرعة علاجها بالأسلوب الأمثل.
<!-- طرق علاج الأسماك المريضة: هناك ثلاثة طرق يتم من خلالها علاج الأسماك المريضة وهى
اولاً : العلاج الخارجى External treatment .
ثانياً : العلاج الداخلى الجهازى عن طريق الغذاء Systemic-treatment via the diet.
ثالثاً : العلاج بالحقن Parental treatment .
وعموما فإنه يلزم الحذر قبل تطبيق طريقة العلاج لمعرفة مدى استجابة الأسماك وحساسيتها للطريق المستخدمة.
أولاً : العلاج الخارجى External treatment .
- <!-- [endif]-->الطرق المستخدمة :
تستخدم طريقة الغمر في المحاليل الكيميائية المعالجة بصفة أساسية لعلاج الأسماك. ومن الأهمية مراعاة المعايير الدالة على جودة المياه مثل الأكسجين الذائب والأمونيا ودرجة تركيز الأس الهيدروجينى (PH) ودرجة الحرارة والملوحة والمواد العضوية وذلك لتحاشي تعرض الأسماك لأى عوامل أخرى قد تؤثر على كفاءة أسلوب العلاج أيضاً من الأهمية التأكد من مدى كفاءة المادة العلاجية في التأثير على المسبب المرضي وكذلك مدى حساسية الأسماك لتلك المادة. وفي هذا الصدد فإنه يمنح بدقة تقدير الجرعة العلاجية مع تجربة استخدام المادة العلاجية على مجموعة قليلة من الأسماك مع إعطاء فترة إنتظار لمدة 12 – 24 ساعة لمعرفة أثر المادة المستخدمة العلاجية وأعراضها الجانبية إن وجد وذلك قبل تعميم إستخدامها على باقي الأسماك.
وهناك عدة طرق لإجراء طريقة الغمر العلاجية وهى:
- <!-- [endif]-->التحميم Bath : يتم تحميم الأسماك في أحواضها بأستخدام المحلول الكيميائي المعالج بتركيز منخفض لمدة 30 – 60 دقيقة حيث يتم بعد ذلك تغيير المياه المعالجة. وهى طريقة مفيدة في الأحواض والبرك الصغيرة، وتتطلب هذه الطريقة ضخ الهواء والأكسجين بإستمرار أثناء العلاج.
- <!-- [endif]-->الغمر طويل المدة Prolonged immersion : يتم غمر الأسماك في مكانها بإستخدام المحلول الكيميائي المعالج بتركيز منخفض جداً لفترة أكثر من 12 ساعة. وتستخدم هذه الطريقة في أحواض الاستزراع السمكى الإنتشارية.
- <!-- [endif]-->التغطيس Dipping: يتم في هذه الطريقة تغطيس الأسماك المراد علاجها في المحلول الكيميائي المعالج عالى التركيز لمدة 1 – 5 دقائق. وهذه الطريقة مفيدة للأسماك قليلة العدد، ولكن لأن هذه الطريقة تتطلب نقل الأسماك من مكانها بأحواض التربية لوضعها في وعاء المحلول العلاجى ثم إعادتها إلى الأحواض مرة أخرى فإن الأسماك تتعرض للإجهاد نتيجة لذلك.
- <!-- [endif]--> التدفق Flushing: تستخدم هذه الطريقة عن طريق وضع المادة العلاجية المركزة عند مصدر دخول المياه إلى أحواض الأسماك المراد علاجها، وبذلك يتم تخفيف المادة العلاجية بتدفق الماء المستمر إلى داخل الأحواض. وهى طريقة مفيدة عند استخدامها في البرك الأرضية والممرات المائية.
- <!-- [endif]-->التيار الجارى Flowing: في هذه الطريقة يتم إضافة معدلات ثابتة من المادة العلاجية على فترة زمنية محددة باستخدام مضخات تعطى حجماً ثابتاً من المحلول العلاجى إلى مدخل مسار جريان الماء للوصول إلى التركيز المطلوب للعلاج. وهذه الطريقة أقل إجهاداً للأسماك ولكنها مكلفه.
- <!-- [endif]-->طريقة المسح Swabbing: وتستخدم عند الحاجة إلى علاج منطقة معينة من جسم السمكة ويتم إجراؤها تحت تأثير المخدر. وتستخدم هذه الطريقة في فصائل الأسماك ذات القيمة العالية.
- <!-- [endif]-->دواعى وجرعات العلاج:
الإصابات الطفيلية: يستخدم الفورمالين (تركيز 40% فورمالدهايد) بكفاءة وبتخفيفات تتراوح بين 167 – 250 ملج / لتر لمدة ساعة في علاج بعض الإصابات الطفيلية. ويمكن استخدامه عن طريق التعميم أو التدفق آو في تيار الماء بكفاءة في علاج الطفيليات الخارجية مثل الطفيليات الأولية والطفيليات وحيدة العائل. وعموماً ينصح بمراعاة مستويات الأكسجين في الماء أثناء استخدام الفورمالين في العلاج، كما يجب مراعاة حفظ عبوات الفورمالين في مكان مظلم وذلك لتحاشي تكون مادة البارافورمالدهايد التى تترسب على هيئة مادة بيضاء وهى مادة شديدة السمية للأسماك.
الإصابات البكتيرية : تتنوع طرق العلاج الخارجى لإصابات الأسماك البكتيرية حسب طبيعة ونوع المسبب المرضى. فهناك إصابات ناشئة عن فصائل الميكروبكتيريا وأخرى ناشئة عن البكتيريا سالبة صبغة الجرام وكذلك تلك التى تنشأ من تداخل أكثر من مسبب ويتم استخدام بعض الكيماويات المُطهرة والمعروفة بإسم مركبات الأمونيوم بطريقة التحميم في علاج إصابة خياشيم الأسماك بالميكروبكتيريا مثل روكا Roccal ومركب هيامين Hyamine وتتراوح الجرعة الموصي بها من 1 – 4 ملجم / لتر لمدة ساعة ولفترة 3 أيام حسب درجة عسر الماء وكذلك تركيز أيون الهيدروجين PH. وتؤدى هذه الكيماويات إلى وقف نشاط المسبب البكتيري خارجياً. وعموماً فإن تحسين جودة المياه هى العامل الأساسي في طريقة العلاج. كذلك تستخدم كبريتات النحاس في هذا الإتجاه العلاجى، ولكن نظراً لإحتمال تسمم الأسماك حيث أن الحد الآمن بين الجرعة العلاجية والجرعة السامة ضيق، لذلك يقتصر استخدامها عن طريق التغطيس بجرعة 500 ملجم / لتر لمدة دقيقة واحدة. كما يستخدم أيضاً مركب بروفلافين هيمى سلفات Proflavine hemisulphate كعلاج خارجى للإصابات الناشئة عن المسببات المرضية سالبة الجرام عن طريق التحميم بجرعة 20 ملجم / لتر لمدة 30 دقيقة.
الإصابات الفطرية : العلاج الكيميائية الموصي به لأغلب الإصابات الفطرية الخارجية للأسماك وخصوصاً فطر السابرولجنيا هو استخدام الملاكيت الأخضر الخالى من الزنك وكذلك الفورمالين. وعموماً يجب مراعاة الجرعة العلاجية والإهتمام بتحسين جودة المياه.
ثانياً : العلاج الداخلى الجهازى عن طريق الغذاء : Systemic treatment via the diet
الطريقة المستخدمة :
تتم عن طريق إدراج المادة العلاجية في غذاء الأسماك بهدف علاج الأمراض الجهازية البكتيرية أو الطفيلية. ويفترض في هذه الطريقة آن تآكل الأسماك المريضة الغذاء العلاجى، على الرغم من آن الأسماك المريضة قد تفقد شهيتها للغذاء في بعض الأحيان، وهذا يستلزم سرعة تشخيص وعلاج الحالة المرضية وللتغلب على ذلك فإنه من الممكن إعطاء وسيلة علاجية لها مدى واسع في علاج المسببات المرضية المتوقعة. وما يجدر الإشارة إليه آن أغلب مسببات أمراض الأسماك البكتيرية تتبع عائلة البكتريا سالبة صبغة الجرام. أما مسببات الأمراض موجبة صبغة الجرام فهى قليلة العدد وترتبط غالباً بالإصابات المزمنة وقد لا يجدى معها العلاج في بعض الأحيان. ومن الأهمية إختيار المضاد الحيوى المناسب حسب نتيجة إختبار الحساسية للمسبب المرضي البكتيرى وتحديد الجرعات العلاجية ومراعاة حدودها الآمنة في الغذاء، كما يجب مراعاة أن بعض المضادات الحيوية قد تفقد فعاليتها خلال 24 ساعة من إضافتها لحبيبات العلف وتقديمها للأسماك بفعل بعض العوامل البيئية. وأخيرا يجب مراعاة عدم تسويق الأسماك المعالجة بالمضادات الحيوية لمدة 4 أسابيع على الأقل لضمان خروج بقايا المضادات الحيوية من أنسجة الأسماك، وبالتالى عدم إتاحة الفرصة لإنتقال هذه البقايا إلى مستهلكى الأسماك والتى تؤدى إلى ظهور عترات بكتيرية مقاومة للمضاد الحيوى المستخدم.
- <!-- [endif]-->دواعى وجرعات العلاج :
العديد من الكيماويات العلاجية تستخدم في علاج أمراض الأسماك البكتيرية عن طريق إضافتها للأعلاف ومنها مركبات السلفا مثل سلفا ميرازين ومشتقاتها مثل السلفا ديازين التى تضاف بجرعة 22 جم / 100 كجم من وزن الأسماك لمدة 5 – 10 أيام. وتتميز مركبات السلفا برخص ثمنها، وفي المقابل قد ينشأ عن الإستعمال الدائم لها بعض المشاكل الصحية للأسماك تتمثل في تسمم الكلية وضعف الشهية. وبخصوص المضادات الحيوية، يعد الأوكسي تتراسيكلين هو المضاد الحيوى الشائع الإستخدام والموصي باستعماله عالمياً بأمان في المزارع السمكية لعلاج العديد من الإصابات البكتيرية مثل مرضي الفيبريوزيس ومرض القرحة ومرض التسمم الدموى البكتيرى. وتصل الجرعة العلاجية إلى 7.5 جم من المادة الفعالة لكل 100 كجم من وزن الأسماك في اليوم ولمدة 7 – 10 أيام. وكذلك يمكن علاج الإصابات الناشئة عن بكتيريا الإيروموناس هيدروفيلا والسود وموناس فلورسنس بإستخدام الأوكسي تتراسيكلين والسلفا. ونظراً لأن الإصابات المرضية الجهازية تصاحب غالباً بعلامات مرضية خارجية فإنه ينصح بالجمع بين العلاج الداخلى والخارجى.
