الصيد الرشيد:

تتمتع أنواع الأسماك المختلفة، التى تشكل بمجموعها الثروة السمكية فى منطقة معينة، القدرة على التكاثر والنمو فى البيئة المحيطة بها بشكل متوازن ودقيق. وهناك عدة عوامل تساهم فى ازدياد حجم المخزون السمكى بطريقة أو بأخرى، ومن أهمها:

·       معدل نمو الأسماك السنوى.

·       كمية البيض التى تنتجها فى كل مرة تضع فيها البيض.

·       الحجم الذى تدخل فيه الأسماك الصغيرة إلى المصائد التجارية.

·       معدل الوفيات الطبيعى للأسماك (نتيجة للافتراس من قبل غيرها، أو للأمراض التى تصيبها، أو غير ذلك من العوامل).

ونجد أن لكل نوع من الأسماك موسم للتكاثر خلال العام الواحد. فلو فرضنا أن بيئة بحرية، أو مائية معينة ممنوع الصيد فيها نهائياً، فتتكاثر أنواع الأسماك الموجودة فيها سنوياً إلى أن تصل إلى الحد الأعلى للمخزون أو الرصيد السمكى الذى تسمح به ظروف تلك البيئة، أخذاً بالاعتبار أنواع الأسماك والحيوانات البحرية الأخرى التى تعيش فى تلك البيئة، ووفرة الغذاء لجميع الأنواع، وعلاقة ذلك النوع من الأنواع الأخرى.

فلو تركنا الأمر على طبيعته فى البيئة البحرية فسنجد أن حجم المخزون من نوع معين من الأسماك ينمو إلى أن يصل إلى الحجم الأقصى الذى تسمح به تلك البيئة، إلى أن يصبح النمو فى حجم المخزون فقط لتعويض ما يهلك من الأسماك نتيجة للظروف الطبيعية فقط، وهى نسبة ضئيلة فى العادة من حجم المخزون السمكى.

بمعنى أبسط فإن الصيد الرشيد هو صيد الكميات الزائدة عن حاجة المخزون والتى يستطيع المخزون تجديدها فى موسم التكاثر المقبل، إن توفرت الظروف الطبيعية العادية المناسبة لذلك، دون التأثير السلبى على قدرة المخزون فى تجديد مكوناته من الأسماك . وبمعنى بيئى ومن منطلق إدارة المخزون السمكى إدارة رشيدة يعنى ما سبق:

ضرورة تحديد أو السماح لعدد معين معين من القوارب أو الصيادين أو معدات الصيد بصيد الكميات الزائدة عن حاجة المخزون الأساسية، ويفضل أن تكون تلك الكميات من الأحجام الكبيرة التى يكون معدل نموها بطيئاً مع الوقت والتى تسهم كثيراً فى نمو حجم المخزون السمكى. وذلك محاولة لإبقاء المخزون من ذلك النوع من الأسماك من فئة العمر الفتية، القادرة على النمو بسرعة، وفى الوقت نفسه التى لديها القدرة على التكاثر لتجديد المخزون السمكى. وهذا ما يطلق عليه الاستغلال المستدام للثروة السمكية.

الصيد الجائر، غير المسئول:

ضمن الإطار السابق نفسه، يكون الصيد غير المسئول، أو الصيد الجائر هو زيادة قدرات الصيد (عدد القوارب،أو معدات الصيد، أو الوقت المخصص للصيد) الموجهة نحو استغلال المخزون السمكى بشكل أكبر من تلك القدرة اللازمة لصيد الكميات الزائدة من المخزون. وهو الأمر الذى سيترتب عليه فى المستقبل تناقض أعداد الأسماك فى هذا المخزون بشكل يؤثر سلباً على قدرته على تجديد نفسه طبيعياً، مما يؤدى إلى ما يسمى بالصيد الجائر.

والصيد الجائر نوعان: نوع يهدد الأسماك الكبيرة بشكل يؤثر على قدرة المخزون على التكاثر، ويقلل أعداد البيوض التى تطرح سنوياً. والنوع الأخر يتركز فيه الصيد على أحجام الأسماك الصغيرة التى لم يكتمل نموها بعد،بحيث أن الصيد المفرط أو الجائر يمارس على أعداد كبيرة من الأسماك صغيرة الحجم التى لها قابلية لمزيد من النمو.

وهذا يعتبر خسارة كبيرة من ناحية إنتاجية مصايد الأسماك. ولنضرب مثلاً على ذلك: فلو أن مجمل عمليات الصيد أنتج 1000 سمكة بوزن 1 كيلو جرام للسمكة، لكان الإنتاج الكلى 1000 كيلوجرام. أما إن أنتجت عمليات الصيد 10000 سمكة بوزن 50 جرام لكل سمكة، فإن صيد الأسماك المصادة تضاعف 10 مرات. وبالتالى فإن صيد الأسماك الصغيرة التى لها القابلية لمزيد من النمو يعتبر خسارة كبيرة للإنتاجية الطبيعية فى البيئة.

وعليه ينبغى على الجهات المعنية بالحفاظ على الثروة السمكية تقييم وضع المخزون السمكى، ووضع الضوابط والتنظيمات الكفيلة بحمايته من الاستغلال المفرط، بغية ترشيد استغلاله، واستدامته.

إن ما نرغب فى تأكيده، هو أن الثروة السمكية عرضة للتأثر بعدد كبير من العوامل، قد يكون بعضها معروفاً والأخر مجهولاً. والصيد ما هو إلا عامل واحد، ولو أنه من أكبرها تأثيراً، على هذه الثروة، إلا أن انخفاض الصيد أو تدهور حالة المخزون السمكى قد تكون فى بعض الحالات نتيجة لعوامل أخرى غير الصيد.

صيد السمك بالتفجير:

أسماك ميتة وشعاب مرجانية متضررة نتيجة الصيد بالتفجير.

-         الصيد بالتفجير أو الصيد بالديناميت هو أحد أنواع الصيد الغير مشروع يمارس بإستخدام متفجرات لقتل أو صعق مجموعات الأسماك لسهولة جمعها.

هذه الممارسة الغير قانونية تؤدى فى كثير من الأحيان إلى تدمير النظام الإيكولوجى، وغالبا ما يدمر الانفجار الموائل مثل: الشعاب المرجانية.

إن هذه الطريقة تكون فى كثير من الأحيان خطرة على الصيادين وتؤدى إلى حوادث وإصابات. على الرغم من حظرها، فإن هذه الطريقة مازالة ممارسة بشكل واسع فى جنوب شرق أسيا، وكذلك فى بحر إيجة وبلدان أفريقيا الساحلية. تعود هذه الطريقة فى الفلبين إلى ما قبل الحرب العالمية الأولى، وافاد تقرير عام 1999 بأن نحو 70000 صيادا (12 فى المائة من الصيادين فى الفلبين) ينخرطون فى هذه الممارسة حتى تلك السنة. وذلك لان هذه الطريقة مربحة وسهلة وأنية وأيضاً بسبب لا مبالاة أو فساد المسئوولين المحليين.

وغالباً ما يستخدم الديناميت الرخيص والقنابل البدائية وتصنع باستخدام قنينة زجاجية مع طبقات من مسحوق نترات البوتاسيوم والحصى أو نترات الامونيوم وخليط الكيروسين. هذه القنابل قد تنفجر قبل الأوان دون سابق إنذار، وقد ظهرت حوادث أدت إلى جرح أو قتل اشخاص استخداموها، أو من المارة الأبرياء. وتؤدى التفجيرات أيضاً إلى تدمير البيئة الطبيعية فى المناطق المجاورة.

موجة التفجير التى تحدث تحت الماء تؤدى أيضاً إلى انفجار الكيس الغازى الذى تستعمله الاسماك للمحافظة على عمقها فى المياه بالنسبة للاسماك البعيدة أيضاً.

مما يستلزم إعداد وتنفيذ برامج دراسات مستفيضة نحو فهم طبيعة علاقة المخازين السمكية بالمؤثرات المختلفة التى تحيط بها، وتتفاعل معها بالشكل الذى يمكن من فهمها وتنظيم استغلال المخزون على ضوئها.

إعداد / نورهان محمود 

مراجعة / آية سيد ممدوح