شهدت محافظة "كفر الشيخ" كارثة كبرى،من بعض أصحاب المزارع السمكية بقرية "سنديون"، بـ"كفر الشيخ"، حيث قاموا بفتح الأقفاص السمكية الخاصة بهم للتخلص من بعض الأسماك النافقة الأمر الذي أدى إلى تدافع تلك الأسماك وطفوها مع تيار المياه على سطح النيل أمام قريتى "حلق الجمل" و"ديروط" بمركز "المحمودية" التابع لمحافظة "البحيرة" بمسافة 4 كم تقريبا.
وإنبعاث روائح كريهة منها مما أثار خوف وفزع الأهالي ،بنفوق كميات كبيرة من الأسماك التي غطت نهر النيل بقرى"فوه" و"دسوق" و"مطوبس" بمحافظة كفر الشيخ ولأهمية الثروة السمكية تلقي "فيس مصر" الضوء على تلك الثروة وماذا حدث بالفعل في نفوق ألاف الأسماك في مياه النيل ومن المتسبب في ذلك
الثروة السمكية
تعتبر الثروة السمكية في مصر واحدة من أهم مصادر الدخل القومي، وكذلك تعتبر مصدر من مصادر البروتين الآمن والذي يوفر الاحتياجات الغذائية داخليا وينمي صناعات أخرى بجانبه. وتشغل المصايد السمكية في مصر مساحات شاسعة تزيد على 13 مليون فدان، وبما يعادل قرابة 150% من الأرض الزراعية بها، وتتنوع هذه المصادر بحسب طبيعتها، فمنها البحار، كالبحرين الأحمر والمتوسط، ومنها البحيرات وتشتمل على بحيرات المنزلة، و"البرلس"، و"البردويل"، و"إدكو" و"قارون" و"مريوط" و"البحيرات المرة"، وملاحة" بور فؤاد"، ومنها أيضاً مصادر المياه العذبة وتشتمل على نهر النيل بفرعيه والترع والمصارف.
وإذا كانت المصادر السابقة مصادر طبيعية، فإن الإنسان إستحدث أخرى إصطناعية كبحيرة "ناصر" وبحيرة "الريان"، هذا بالإضافة إلى المزارع السمكية الموجودة في أنحاء مختلفة من مصر .
نفوق الأسماك بفعل فاعل
أكد "أحمد نصار"- نقيب الصيادين بـ"كفر الشيخ"، إن سبب ظهور الأسماك النافقة بمحافظة "كفر الشيخ"، حدث "بفعل فاعل"من أصحاب الأقفاص السمكية مؤكدآ من أنهم ليسوا صيادين .
حيث أوضح "نصار"،أن الأيام الماضية شهدت حملات مكثفة مشتركة بين محافظتي "البحيرة" و"كفر الشيخ"، لمنع ترحيل الأقفاص من إقليم إلى آخر، حيث إنهما متقابلتان على ضفتي النيل، وتمت إزالة ما يقارب 212 قفصًا، سعة الواحد 10 أطنان على جانب "كفر الشيخ"، والجانب المقابل بالبحيرة التي تحتوي على أسماك"السيلفر"رخيصة الثمن.
محاولة الهروب من الحملات
وفي محاولة أصحاب الأقفاص للهروب من حملات الإزالة، قاموا بغمر الأقفاص إلى أعماق المجرى المائي ونظرًا لقلة الأكسجين الذائب فكلما زاد العمق تنفق الأسماك مما يشكل سببًا رئيسيًا للظاهرة .
ونتيجة لهذه الحملات المكثفة،أدى إلي تخوف أصحاب الأقفاص السمكية المخالفة من التعرض للمسألة القانونية، وهو الأمر الذي دفعهم لإنزال هذه الأقفاص بعد فتحها،والالقاء بها في قاع النهر فماتت الأسماك بسبب قلة الأكسجين .
ليسوا صيادين
أفاد نقيب الصيادين،أن أصحاب الأقفاص السمكية هم مجموعة من الأشخاص الذين يعملون في تجارة وصناعة الأقفاص مفيدآ،أنهم ليسوا من الصيادين أرادوا إشغال الرأي العام في تلك الفترة وفعلوا ذلك كي يأخذوا التعويض من قبل المسئولين .
أشار "نصار"،أن النقابة هي من اكتشفت حقيقة هؤلاء وتم التبليغ عنهم، والتحقيق في ذلك حتى يتم معاقبتهم على ما فعلوه في نفوق ألاف الأسماك .
منطقة المحطات المائية
أكد الدكتور "نصر علام"- وزير الري الأسبق-،أن الصيد في منطقة "سنديون" بمحافظة "كفر الشيخ" ممنوع بها أو تواجد الأقفاص السمكية كما حدث بها ،لأن تلك النمطقة يوجد بها محطات المياه للشرب النقي الذي يغذي مناطق أخرى كثيرة ،لهذا يُمنع الصيد هناك؛مؤكدآ أنه يوجد أربع محطات مائية .
التغلب على الكارثة
وأوضح "علام" ،أن محطات مياه الشرب القريبة من تلك المنطقة تقوم بالمراجعة المستمرة لعينات مياه المأخذ والمخرج، والتأكد من تطابق مياه المخرج مع المواصفات القياسية المصرية لمياه الشرب، وقيام المحطات بزيادة معدلات الكلور لخفض تركيزات "الأمونيا"، كما تم وبشكل احترازي تم وقف محطة "العطف" بمحافظة"البحيرة" ، ثم إعادة تشغيلها صباح اليوم التالي بعد التأكد من عدم وجود أي تركيزات تؤثر على كفاءة التشغيل .
تطبيق القوانين
وأضاف وزير الري الأسبق-،أنه يجب علي جميع المسئولين في الدولة بتنفيذ أقصى العقوبات و تطبيق القوانين على المخالفين لعدم تكرار تلك الكارثة مرة أخرى ،لأنهم لم يدمروا الثروة السمكية فقط بل يدمرون البيئة والمياه والزراعة،لهذا يطبق عليهم أشد العقوبات.
مشاركة المحافظات المعنية وممثلي وزارات الصحة والري والزراعة والداخلية لعمل مسح كامل لمناطق النفوق، وذلك فور رصد الواقعة
ارتفاع نسبة الأمونيا والمواد العضوية
بينما قالت المهندسة "نادية عبده"- نائب محافظ البحيرة-، إن ظهور كميات الأسماك النافقة بنهر النيل بمدينتي" المحمودية" و"رشيد" أدى إلى إرتفاع نسبة "الأمونيا" والمواد العضوية فى محطة مياه"إدفينا"، التابعة لمدينة "رشيد" وتم إيقاف المحطة حرصا على صحة المواطنين، فضلا عن تشغيل محطة مياه "الجدية" إعتبارآ من الأحد بنصف طاقتها 500 متر مكعب، لوجود نسبة أمونيا " 6،5 مليجرام" .
وأضافت نائب المحافظ ،أن سبب ظهور الأسماك النافقة هو قيام أصحاب الأقفاص السمكية بتغطيس الأقفاص هروبا من الإزالة مما أدى إلى نفوق الأسماك وطفوها على سطح النيل، مشيرة إلى أن المحافظة تكثف جهودها لرفع وانتشال كميات الأسماك النافقة من فرع النيل بـ"رشيد" ودفنها فى المدافن الصحية .
إزالة 200 قفص سمكي
فيما قالت الدكتورة "كوثر حفني"- مدير الإدارة المركزية للأزمات والكوارث بوزارة البيئة-، إن أسباب نفوق كميات كبيرة من الأسماك بمنطقة "فوه" بمحافظة "كفر الشيخ"، جاء نتيجة إزالة أقفاص الأسماك .
وأضافت "حفني"، أنه تمت إزالة قرابة 200 قفص أسماك ،مضيفة ،إلى أن القفص الواحد يحتوي على أكثر من طن من الأسماك، لافتة إلى أن نتيجة إزالة الأقفاص يتسرب عدد كبير من الأسماك في النيل بشكل كبير بسبب كمية الأسماك الكثيرة .
السُدة الشتوية سبب النفوق
قي حين أكد الدكتور "عمرو قنديل"- رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة والسكان-، أن نفوق الأسماء بمنطقة "فوة" بـ"كفر الشيخ" و"أدفينا" و"المحمودية" بـ"البحيرة" جاء بسبب ما يعرف بالسُدة الشتوية الناتجة عن إنخفاض نسب الأكسجين في المياه وإرتفاع "الأمونيا".
وأوضح رئيس قطاع الطب الوقائي، إنه تم سحب عينات من المياه والأقفاص السمكية ومآخذ محطات المياه وطرود مياه الشرب وتم تحليلها بالمعامل المركزية بالوزارة، ولم يثبت تلوث المياه التي يستخدمها المواطنون للشرب.
التخلص من الأقفاص السمكية
وأضاف "قنديل"، أنه يجب رفع وإزالة الأقفاص السمكية من المياه أو ضخ كميات كبيرة من المياه حتى لا تنخفض كميات المياه من المجرى المائي فينتج عنه زيادة "الأمونيا" وإنخفاض الأكسجين في الماء فتنفق الأسماك، موضحا أن نفوق الأسماء يحدث في فصل الشتاء دائما .
كيفية التخلص من الأسماك النافقة
أوضح مصدر مسئول من وزارة الصحة، أنه تم إنتشال الأسماك النافقة بنهر النيل بفوة وتم إرسالها للمدفن الصحي المخصص لهذا الغرض، طبقاً لاشتراطات صحية عالية، موضحاً أن زيادة درجة التلوث في مياه نهر النيل بسبب ارتفاع نسبة"الأمونيا" ونقص الأكسجين المذاب في مياه نهر النيل بفعل ووجود بعض المخلفات الناتجة عن الأقفاص السمكية بمجري النهر، وخاصة أن زيادة نسبة "الأمونيا" التي تتحول في المياه إلي "نتريت" تؤدي إلي تكسير كرات الدم الحمراء في الأسماك، وتؤدي إلي إختناق الأسماك ونفوقها على الفور وتلوث المياه .
وزارتي البيئة والصحة
أكدت وزارة البيئة في بيان لها ،أنه تم أخذ عينات من المياه قبل وبعد من مناطق ظهور الأسماك النافقة وتحليلها لمعرفة الأسباب الحقيقية لذلك، كما قامت مديرية الصحة بأخذ عينات من الأسماك النافقة لتحليلها للتأكد من خلوها من أي مواد سامة .
نتيجة المختصين
تبين أن هناك عدة أسباب لهذه الظاهرة، منها نمط تغذية هذا النوع من الأسماك "السيلفر" التي تتغذى على الطحالب، وزيادة المحتوى العضوي لنمو الطحالب حيث يقوم أصحاب الأقفاص باستخدام "سَبْلة" و"كَنْسة" مزارع الدواجن، وينتج عن ذلك حمل عضوي كبير يؤدي إلى استنزاف الأكسجين الذائب في المياه، مما يساهم بدوره في نفوق الأسماك علاوة على ممارسات أصحاب الأقفاص والتي من شأنها غمر الأقفاص إلى أعماق المجاري المائية لإخفائها عن أعين الأجهزة الرقابية التي تقوم بإزالة الأقفاص السمكية.
إعداد/ مني محمود
