يمثل قطاع الثروة السمكية أحد أهم القطاعات الهامة فى الاقتصاد القومى لدورة المتعاظم فى توفير البروتين الحيوانى وفرص العمل والعملات الأجنبية, وتعتبر الأسماك أحد أهم مصادر البروتين الحيوانى التى تساهم فى تحقيق التوازن النوعى فى الغذاء بتكلفة منخفضة نسبياً بكفاءة استثمار عالية ببدائل مصادر البروتين الحيوانى الاخرى, وبالرغم من ضخامة موارد الثروة السمكية فى جمهورية مصر العربية (13.1 مليون فدان) وتعدد مصادرها التى تشمل الموارد البحرية والبحيرات ونهر النيل وفروعة والاستزراع السمكى الا أن استغلالها لم يتم على الوجه الأمثل وانخفضت الكفاءة الانتاجية لمختلف مصادرها من صيد الاسماك مما ادى الى الاعتماد على إستيراد الأسماك.

حين نقوم ببحث حال المصايد البحرية فى اى منطقة من المناطق يجب ان تأخذ فى الاعتبار اربعة عوامل رئيسية لها أثر كبير على محصول الصيد وهى:

1-  <!--[endif]-->الامكانيات الطبيعية :

وتشمل المجال الحيوى للصيد, وانواع الاسماك وطبائعها ومقدار وفرتها لعمليات الصيد, ودراسة طبيعة القاع, ومدى وفرة الغذاء الطبيعي اللازم للاسماك فى المنطقة. 

2-  <!--[endif]-->الاحوال الهيدروجرافية والمناخية: 

ولها اثر كبير على خصوبة المنطقة من وجهة نظر المصايد, وعلى وفرة الانتاج الاولى من الغذاء, كما ان للاحوال الجوية والمناخية اثر كبير ايضا على نشاط الصياد وعدد مرات خروج المراكب الى البحر، وملائمة هذه الاحوال بعمليات الصيد نفسها.

3-  <!--[endif]-->قوة اسطول الصيد وكفائتة:

ولهذا العامل اثر كبير على كميات المحصول المصيد.

4-  <!--[endif]-->العامل الانسانى (الجهد البشري).

ويشمل دراسة توزيع السكان بمناطق الصيد، وحرفهم الاساسية، ومدي استعدادهم للقييام بالصيد والتدريب المهني عليها، ثم اثر العوامل الاجتماعية والمادية على الصيادين انفسهم.

تطور انتاج مصايد البحر الابيض المتوسط:

هناك تدهور بالنسية للانتاج السمكي من البحر الابيض حيث تتركز المصايد امام الشواطئ المصرية فى الاعماق حتى 50 م على طول الساحل من السلوم غرباً حتي رفح شرقاً، وكان كمية المصيد تتراوح بين 8-20 كيلوجرام فى الساعة، كما دلت الظواهر والتجارب على ان الاعماق الكبيرة (100-200م) ذات انتاج بسيط لا يشحع على إستغلالها اقتصادياً حيث كان يتراوح الأنتاج ما بين 1-10 كيلوجرام فى الساعة وهذا خلاف النتيجة التي يروج لها فى الاعوام السابقة من بعض الباحثين والمسئولين التنفذين من انه يمكن زيادة الانتاج من البحر المتوسط بالاسثمار فى مراكب الصيد الحديثة ذات القدرات العالية فالاعماق الكبيرة (100-200م) الامر الذي سيؤدى الى خسارة كبيرة وانفاق زائد من الجهد والنفقات. وقد بينت دراسات المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد ان لزيادة الناتج السنوي يجب زياده القوة الميكانيكية للسفينة وعدد العماله المدربة وزيادة فترة السرحه. والثروة السمكية فالبحر المتوسط ذات خصوبة اقل من المتوسط العالمي للبحار فالعالم حيث لا يزيد الانتاج السمكي السنوي فيه عن 2 طن اسماك/كم2/السنة طبقاً لمتوسطات العالمية. ولما كانت مساحة الافريز القاري اى المياه الاقليمية التى يتم الصيد فيها للبحر المتوسط لا تزيد عن 28 الف كيلومتر مربع (6.8 مليون فدان) فان الانتاج الاقصى المستدام له لا يجي ان يزيد عن 56 الف طن طبقاً للمتوسطات العالمية.

وان منطقة المصيد المصرية فالبحر الابيض المتوسط تقع داخل حوض يسمي Levantine الذي يتميز بضعف انتاج الطحالب فيه عن متوسط العام للافريز القارى للبحار داخل المياه الاقليمية فى العالم لذلك ينصح بعدم زيادة معدلات الصيد فالبحر المتوسط عن 56 الف طن الى ان يتم الدراسات اللازمة لمعرفة كيفية الاستغلال الامثل للمصيد.

تقسيم البحر الابيض المتوسط:

يقدر طول الساحل المصرى على البحر المتوسط بحوالي 1100 كيلومتر ويمكن تقسيم الساحل المصرى من وجهه النظر الجغرافية الى ثلاثة مناطق.

1-  <!--[endif]-->المنطقة الغربية:

وتمتد من السلوم الى الاسكندرية بطول يصل الى حوالى 600 كيلومتر وتقع معظم هذه المنطقة فى حدود محافظة مطروح. ومعظم سكان هذه المنطقة من البدو، والكثافة السكانية منخفضة واهم مراكز الصيد فيها هى مرسي مطروح والضبعة والسلوم.

2-    <!--[endif]-->المنطقة الوسطى:

وتمتد من الاسكندرية الى بورسعيد بطول يقدر بحوالي 300 كيلومتر حيث تقع هذه المنطقة فى حدود خمسة محافظات (الاسكندرية-البحيرة-كفر الشيخ- دمياط-بورسعيد) وتتميز هذه المنطقة بارتفاع الكثافة السكانية واهم مراكز الصيد هى: الاسكندرية – ابو قير – رشيد – ادكو- دمياط – بورسعيد كما يوجد بعض التجمعات الصيد كالبرلس – جمصة – وكوبرى الصفارة. 

3-    <!--[endif]-->المنطقة الشرقية:

 تمتد من بورفؤاد شرق قناة السويس حتى رفح المصرية بطول يصل الى حوالي 200 كيلومتر تقريبا، وتقع فى حدود محافظة شمال سيناء، والكثافة السكانية منخفضة واهم مراكز الصيد فيها هى العريش على البحر، التلول وبئر العبد على بحيرة البردويل.

وسائل تنمية مصايد البحر الابيض المتوسط:

تقوم الدولة بجهود من اجل النهوض بزيادة كفاءة مصايد البحر الابيض المتوسط عن طريق:

<!--التوسع فى استغلال مناطق الصيد فى شرق وغرب البحر الابيض المتوسط.

<!--امتداد عمليات الصيد لتشمل جميع مناطق الانحدار القارى.

<!--تنظيم استغلال مصايد اسماك القاع غير المستغلة حالياً.

<!--تدعيم اسطول الصيد الالي لزيادة عدد المراكب الالية وزيادة حمولتها وزيادة قوة الونشات وتزويدها باجهزة كشف الاعماق واجهزة البحث عن افواج الاسماك.

<!--استخدام بعض الوسائل الحديثة للصيد مثل الشباك الحلقية والسنار الطويل وشباك الجر المعلقة.

الهدف من البحث وخطة العمل:

لم تحظى منطقة شرق البحر الابيض المتوسط بالمقدار الوافي من الدراسات العامة والتطبيقية بصفة خاصة.

ومن المخطط لهذه الدراسة ان تقوم بتحليل النتائج الاحصائية للمصيد فى هذه المنطقة التى يمتد ساحلها من شرق بورسعيد من قناة السويس حتى رفح المصرية بمساحة قدرت باكثر من 2 مليون فدان لفترة 10 سنوات على الاقل ودراسة التغيرات التى طرأت على متوسط كميات الاسماك المصادة على مدار هذه الاعوام. بالاضافة الى تتبع التغيرات الكمية سنويا وموسمياً للمصيد بالحرف العاملة بالمنطقة (الدبة-الشانشولا-السنار) مع مقارنة الانتاجية المسجلة بالهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية بالانتاجية المقدرة خلال تحليل البيانات الاحصائية اثناء فترة الدراسة وخلال هذه الفترة سيتم دراسة تفصيلية للمصيد من حيث حرف الصيد وسوف تقوم الدراسة بتقدير جهد الصيد (عدد السرحات) للحرف العاملة بالمنطقة. ايضاً دراسة عن معدلات الوفرة النسية لمصيد شرق البحر الابيض المتوسط (كميات المصيد لكل وحده صيد).

ودراسة بيولوجية لتقدير العمر ومعدلات النمو فى اسماك المنطقة لالقاء الضوء على بعض الصفات البيولوجية.

                                           أمانى إسماعيل

مديرة المواقع الاليكترونية