يخطأ الكثير من الناس باعتقادهم أن المرجان هو نوع من الطحالب البحرية. و المرجان ما هو إلا حيوان لا فقاري صغير يبدأ حياته كيرقة صغيرة جدا تسبح بحرية في مياه البحر مع باقي العوالق الحيوانية. إذا استطاعت هذه اليرقة النجاة من الحيوانات التي تفلتر مياه البحر للحصول على غذائها فإنها ستستقر في النهاية على سطح صلب مناسب في قاع بحر دافيء و ضحل تخترقه أشعة الشمس بوفرة. وهناك تبدأ اليرقة مرحلة جديدة من حياتها اذ تكبر و تتحول الى ما يعرف ب البولب ( Polyp ). و البولب تملك تركيبة بسيطة من فم محاط بعدة زوائد (Tentacles ) يساعدها على التغذية. و تفرز البولب حول نفسها مادة كربونات الكالسيوم لتكون لنفسها هيكل خارجي صلب. وبدلا من أن تكبر عن طريق زيادة حجمها فأنها تكبر عن طريق زيادة أعدادها وذلك عن طريق الانقسام النصفي ( كل بوليبة تنقسم الى اثنين ). لكل بوليبة هيكلها الخارجي الخاص بها لذلك تتجمع الهياكل الخارجية للبوليبات لتكوين الأساس لما يعرف بالحياد المرجانية. تتغذى البوليبات كل على حدة على الرغم من انتمائها لمستعمرة واحدة. بالنهاية تموت البوليبات الأولى ولكن تبقى هياكلها الخارجية. و بانقسام البوليبات الجديدة تزداد المستعمرة حجما و تكبر أفقيا و باتجاه الأعلى.
حاجة المرجان للتواجد في المياه الضحلة المشمسة يعود إلى حقيقة وجود طحالب ميكروسكوبية تعيش معها في أنسجتها. و كبقية الطحالب و النباتات الأخرى فهذه الطالب الدقيقة في الحجم تحتاج إلى أشعة الشمس للقيام بعملية البناء الضوئي لبناء غذائها. توفر الحياد المرجانية ملا جيء و أماكن سكن وتوالد للعديد من الأسماك و الحيوانات البحرية الأخرى لذلك تعتبر البيئة الأغنى في الحياة البحرية من بين جميع البيئات الأخ ر
شكل (1): تمنح الحياد المرجانية الأسماك الصغيرة ملجآ من الحيوانات المفترسة.
شكل (2) : اذا أمعنت النظر في هذه الصورة ستلاحظ العديد من الخلايا اللاسعة على زوائد البوليب والتي تساعد الحيوان على شل حركة فريسته.
