يمثل الغذاء أهم مشكلة تواجهها مصر في المرحلة الحالية, حيث ترتفع أسعار السلع باستمرار لزيادة المطلوب وقلة المعروض, وتعتبر اللحوم والثروة السمكية هما العصب الرئيسي للمائدة المصرية, وبالنسبة للحوم فلقد بح صوت المنادين بضرورة التركيز علي استيراد اللحوم من السودان.
لعدة أسباب منها: القرب المكاني, وتقوية الروابط الاقتصادية والسياسية بين شعبي وادي النيل, وعودة مصر إلي العمق الإفريقي, وجودة وأمان اللحوم السودانية, واتساع ووفرة الرقعة الزراعية والمراعي الطبيعية في السودان, مما يتيح لهذه الثروة الحيوانية تغذية طبيعية وصحية, وانخفاض أسعار هذه اللحوم بالقياس إلي اللحوم المحلية والمستوردة من دول أخري بعيدة غير مضمونة صحيا.
ويجب أن يكون التعاقد مباشرا بين وزارة الزراعة أو التموين المصريين والحكومة السودانية, والابتعاد قدر المستطاع عن الوسطاء المصريين الذين يملكون مزارع في السودان ويقومون بإعطاء عمولة أو وهبة اللجان التي تفحص هذه اللحوم وتحدد جودتها من عدمها, ويقومون ببيع هذه اللحوم بضعف ثمنها للمستهلك المصري.
أما بالنسبة للأسماك فهناك حل عبقري من الممكن أن يجعلنا من أقوي المنافسين في السوق العالمية في هذا المجال, وقد طرحه الكثيرون من قبل, لكن كان يقابل بالتجاهل والإهمال, وهو استغلال الثروة السمكية الهائلة المهدرة الموجودة خلف السد العالي, وفي بحيرة السد, وهذا المشروع يحتاج إلي مصائد عملاقة, وإمكانات ضخمة من الممكن توفيرها بالتعاون مع اليابان, حيث إن لديها هذه الإمكانات, وقد عرضت مساعدتنا أكثر من مرة, وفي حالة تنفيذ هذا المشروع نستطيع إقامة مئات المصانع في أسوان والأقصر للتونة والرنجة, وثلاجات ضخمة للتجميد والتبريد, ومصانع للتغليف, وتوفير طرق ووسائل نقل بري وبحري, وإتاحة الآلاف من فرص العمل لأبناء الصعيد, مما يساعد علي تغطية السوق المحلية بالكامل من الأسماك بأسعار زهيدة.