محميه سانت كاترين
(محافظة جنوب سيناء )
أعلنت هذه النطقة محمية طبيعية بقرار السيد الرئيس مجلس الوزراء رقم 613 لسنة 1988 والقرارالمعدل رقم 940 لسنة 1996 وتبلغ مساحتها حوالى 4250 كم2 .
يحد المحمية شمالاً وادى زغرة - الجبل الملون - قرية الطرفة - واحة فيران . وشرقاً نهاية وادى زغرة - طريق دهب من وادى مدسوس حتى جبل البيضة - وجنوباً طريق شرم الشيخ /الطور بطول حوالى 20 كم . تقع مدينة سانت كاترين على هضبة مرتفعة فى نهاية وادى الشيخ وبها وديان الاسباعية والاربعين وشريج والتلعة ، كما يوجد بها وادى الراحة وأيضاً واحة فيران بمدخل المحمية الشمالى الغربى والتى بها العديد من الينابيع والزراعات المثمرة أهمها أشجار النخيل كما يوجد بالمدينة دير سانت كاترين .
وتتراوح إرتفاعات تلك الوديان من حوالى 1500م إلى 1600م فوق سطح البحر ويحيط بمدينة سانت كاترين عدة جبال متباينة الإرتفاع هى : جبل كاترين وهو أعلى قمة فى مصر ( 2641م ) - جبل موسى ( 2285م ) - جبل الصفصافة ( 2145م ) - جبل الصناع ( 1969م ) - جبل أحمر ( 2037م ) جبل قصر عباس ( 2341م ) وتعتبر جبال كاترين من أهم مقومات الجذب السياحى بالمنطقة .
تكونت هذه القمم الجبلية نتيجة للحركة التكتونية المسماه ( الخسف الافريقى العظيم ) الذى حدث منذ حوالى 24 مليون سنة مما أدى إلى نشأة البحر الأحمر وخليج العقبة الذى أصبح قبلة السائحين من جميع أنحاء العالم .
كما تعتبر منطقة كاترين أحد أهم مكاشف صخور الركيزة المعقدة فى مصر وهى فى مجملها صخور جرانيتية التكوين من أقدم الصخور عمراً وهو الجرانيت القديم الرمادى وعمره 850 مليون سنة والجرانيت الحديث الوردى وعمره من 620 إلى 530 مليون نسمة ونسبة وجوده حوالى 40% من مساحة سانت كاترين ، وخلا ل الزمن الجيولوجى الطويل عانت المنطقة من حركات تكتونية متلاحقة مزقتها حيث نتج عنها العديد من الوديان التى أخذت تملؤها نواتج تعرية هذه الصخور على مر العصور الطويلة، كذلك نتج عن هذه الحركات التكتونية خروج الصهارات النارية مكونة الجدد التى تعتبر أهم مصايد للمياه فى المنطقة .
وتتعدد الجوانب السياحية فى محمية كاترين من تاريخ حضارى وموارد طبيعية ودينية حيث يوجد بمدينة سانت كاترين دير سانت كاترين وكنيسته الرئيسية ومكتبته الشهيرة ومسجد داخل الدير وبئر سيدنا موسى، كما يوجد فى منطقة كاترين مقام النبى هارون ومقام النبى صالح عليهما السلام ويعتبر الدير من أهم المزارات الدينية السياحية فى جنوب سيناء بالإضافة إلى جبل موسى وجبل المناجاه وجبل عباس وطريق الخروج الذى سلكه موسى وبنو إسرائيل عند خروجهم من مصر وطريق العائلة المقدسة الذى سلكته عند هروبها من الحاكم الرومانى .
التنوع البيولوجى :
تحتوى محمية سانت كاترين على ثروة طبيعية وتراث ثقافى كبير، كما أن بها موائل صحراوية طبيعية للعديد من الأحياء النباتية والحيوانية على النحو التالى :
الحياة الحيوانية :
تتمثل فى أنواع الثدييات ( 25 نوعاً ) منها التيتل النوبى والغزال المصرى والوبر والنمر السينائى والذئب والضبع والثعلب والحردون والقنفد العربى والفأر الشوكى والجربوع وغيرها، كما يوجد أنواع عديدة من الزواحف ( 27 نوعاً ) مثل الثعبان والطريشة والضب والورل والحية وغيرها، والطيور ( 50 نوعاً ) مثل اللقلق والنسر والصقر والعقاب والعوسق والشنار والقطا المتوج والقمرى والبومه والقنبرة والابلق والغراب والعصفور السينائى وغيرهم وأيضاً الحيوانات اللافقارية مثل العقارب بالإضافة إلى ( 40نوعاً ) من الحشرات وأهمها فراشة سيناء الزرقاء شديدة الصغر .
الحياة النباتية :
تعتبر محمية سانت كاترين من أهم المواطن الطبيعية لمعظم النباتات النادرة المتوطنة بسيناء والتى يصل عددها إلى حوالى ( 472 نوعاً ) والتى يقتصر وجودها فى مصر على هذه المنطقة مثل السمو والحبق والقيصوم والزعتر والشيح والعجرم والزعيتران والبعيتران والطرفة والسكران وغيرها والتى منها نباتات طبية وعلفية ووقود للإستهلاك المحلى.وتعمل إدارة المحمية على تأسيس قاعدة بيانات عن النباتات الطبية وجمع معظم المعارك المتعلقة بإستخدامها وحماية حقوق الملكية الفكرية فى هذا المجال، حيث أخذ مشروع الصون والإستخدام المستدام للنباتات الطبية على عاتقة جمع تلك المعارف كما عمل على إعداد استراتيجية وطنية لصون النباتات الطبية وتوفير فرص عمل للسكان المحليين.
تتمثل أهم الخدمات المعدنية فى المنطقة بوجود النحاس وكميات ضئيلة من الفضة والذهب والكوارتز بالإضافة إلى صخور الجرانيت والجرانوديوريت والنيس والفلسبار .
ونظراً لأهمية المنطقة والطابع التاريخى والثقافى والدينى بها فقد تم إعلانها كمحمية تراث ثقافى عالمى خلال عام 2002 فى إطار إتفاقية التراث العالمى التابعة لمنظمة اليونسكو نظراً لإحتوائها على تراث ثقافى فريد .
اعدته للنشر/ شيماء صالح عرفه
