جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية

الأخبار
“المدير التنفيذي لجهاز حماية وتنمية البحيرات ووزيرة البيئة ومحافظ الفيوم يتابعوا إعادة التوازن البيئى لبحيرة قارون”..
"المدير التنفيذى يلتقي ممثلي الاتحاد التعاوني للثروة المائية وجمعيات الصيادين ببحيرة ناصر والبحر الأحمر ومحافظة البحيرة"
“بحضور محافظ المنيا .. إلقاء 300 ألف وحدة زريعة سمكية من البلطي لتنمية نهر النيل بالوجه القبلي لأول مرة هذا العام"..
"تفعيلًا لخطة تنمية المصايد الطبيعية في الوجه البحري للمرة الأولى هذا العام .. إلقاء مليون وحدة زريعة من أسماك البلطي النيلي بالشرقية"..
جهاز حماية وتنمية الثروة السمكية يجوب مختلف المحافظات المصرية لتفعيل منظومة التكويد والتتبع للمزارع السمكية .
"المدير التنفيذي يلتقي الصيادين وجمعيات الصيادين وأصحاب مراكب الصيد وأصحاب المزارع السمكية الخاصة بمحافظة دمياط
افتتاح موسم الصيد في بحيرة البردويل 2024..
بحضور المدير التنفيذي لجهاز حماية وتنمية البحيرات ومحافظ شمال سيناء .. افتتاح موسم الصيد في بحيرة البردويل"..
"ضمن سلسلة جولاته لدعم المزارع السمكية الخاصة ،، المدير التنفيذي لجهاز حماية وتنمية البحيرات يلتقي أصحاب المزارع السمكية بمحافظة كفر الشيخ
"المدير التنفيذي لجهاز حماية وتنمية البحيرات خلال لقائه مع أصحاب المزارع السمكية الخاصة بمحافظة الفيوم

خارج المياه الإقليمية.. كل شيء متوقع.. وجميع الاحتمالات واردة فلا أحد من الصيادين يدري، أو يتوقع ماسيحدث..ربما يكون المصير المحتوم هو القتل برصاص قوات خفرالسواحل، وربما المحاكمة، أو السجن، وربما السقوط في قبضة القراصنة، أو العودة بسلام إلي أرض الوطن.. في كل الأحوال تنطوي الرحلة علي قدر كبير من المجازفة، والمغامرة غير المحسوبة!
في النهاية يظل الصيد الشرعي آمنا.. والصيد المخالف محفوفا بالمخاطر!
ويبدو أن عمليات الصيد خارج المياه الإقليمية لن تتوقف، فلا أحد من الصيادين يتعظ، ولاأحد منهم استفاد من الحوادث السابقة التي تعرض فيها زملاؤهم الصيادون لعمليات القرصنة قبالة السواحل الصومالية..
والتاريخ يعيد نفسه كما يقولون في حادثة مركب برج مغيزل، واسمها "الحاج رمضان المتوكل علي الله" لكن المركب لم تسقط هذه المرة في أيدي القراصنة، وإنما سقطت في قبضة سلطات السواحل الليبية.

34 ساعة من المطاردة في البحر:

الذي حدث، أن المركب خرجت من برج مغيزل، مركز مطوبس بمحافظة كفرالشيخ في رحلة صيد في يوم 11/29 الماضي، وكان علي متنها 13 شخصا وهم رئيس المركب، ومساعده، وميكانيكي، و10 صيادين.. هكذا قال لي المغاوري محمد عبده البهلوان سكرتير جمعية الصيادين في برج مغيزل.. ويضيف، عندما تجاوز الصيادون، المياه الإقليمية المصرية، ودخلوا المياه الليبية طاردهم أحد اللنشات الحربية التابعة لقوات البحرية الليبية، واستمرت المطاردة لمدة 34 ساعة، وأمطروهم بوابل من الطلقات النارية، فحاولوا الهرب، وعندما نفدت ذخيرتهم، استدعوا ثلاثة لنشات حربية أخري لإحضار ذخيرة، لضبط المركب والصيادين، وأثناء عملية المطاردة اصطدمت المركب بصخرة فتوقفت عن الإبحار، فهجمت قوة من الجنود الليبيين عليهم، وبعد القبض عليهم، اقتادتهم إلي معسكر البحرية للتحقيق، ومنه إلي سجن مصراته الليبي.

ومايدعو للعجب، أن الصيادين يخاطرون بأرواحهم وحياتهم وهم يعملون أنهم قد لا يعودون إلي أسرهم وذويهم، فأي ربح وأي مال يمكن أن يدفع الإنسان إلي ذلك، ثم كيف يوقع الصيادون علي إقرارات بعدم تجاوز المياه الإقليمية المصرية، ومع ذلك يخالفون اللوائح والقوانين.

الاتصالات الهاتفية علي فترات متقطعة

وهذه الأيام تمر علي أهالي الصيادين في برج مغيزل، وكأنها سنوات، فقبل أسبوع، اتصل شعبان 22 عاما وهو أحد الصيادين المحتجزين في ليبيا بوالده أحمد مصطفي البهلوان، قال: إزيك يابابا، وراح في البكاء.
يسأله الأب: ايه اللي حصل؟
يقول شعبان لوالده: المركب غرقت، وإحنا في السجن، وموباياتنا أخذوها، ومش هانعرف نكلمكم باستمرار، هنا فيه واحد ليبي يعطينا الموبايل وسوف نتصل منه.
ـ ويسأله الأب: هاترجعوا امتي؟
يقول شعبان مش عارفين، لسه بيحققوا معانا.
يحكي الأب تفاصيل المكالمة القصيرة.. طلبت منه صورة لابنه، صمت للحظات وقد توقفت الدموع في عينيه.
ثم قال: مش هاين علي أديهالك، وبادرني قائلا: محمد رجب مصطفي وابن شقيقي هناك مع ابني في السجن الليبي، ووالده توفي من أيام ، محضرش جنازته!!

السفارة تتجاهلنا

أما المحتجز الثاني فهو محمد مصطفي البهلوان (17 عاما) يقول والده: محمد كلمني من رقم تليفون ليبي وهو يبكي، قلت له أخباركم ايه: قال إحنا كويسين، لكن لم يحضر أحد من السفارةالمصرية إلينا.. وفي انفعال شديد يصرخ الأب: هاتوا لي ابني!

الاحتجاز في سجن مصراته

في برج مغيزل أيضا، التقيت حسن رمضان مصطفي حمودي وهو ابن صاحب المركب يقول : شقيقي حسني هو رئيس المركب، وقد سافر بالمركب منذ يوم 29 نوفمبر الماضي، وفي العادة تنقطع الاتصالات التليفونية بيننا وبينه بعد 4 ساعات من خروجه من بوغاز رشيد، وإذا المركب قريبة من الشاطيء يمكن الاتصال لوجود شبكة، المهم انقطعت الاتصالات تماما. وبعد 10 أيام من الابحار اتصلت علي رقم تليفونه المحمول، رد عسكري ليبي، لكن منذ 5 أيام اتصل شقيقي وزملاؤه، وقالوا إحنا لسه محتجزين في سجن مصراته .

قلت: كيف ستتابعون أحوالهم في السجن؟

ـ يجيب: هناك مجموعة من الصيادين من بلدنا (برج مغيزل) يعملون عقود، وبطريقة شرعية علي مراكب ليبية لصيد الأسماك لمدة 4 شهور ثم يعودون، وهؤلاء يزورونهم في السجن، ويبلغوننا بالتفاصيل.

مصير أولادنا في علم الغيب

يقاطعني الحاج أحمد كنون رئيس مجلس إدارة جمعية الصيادين في برج مغيزل.
ويتساءل: ايه اللي رماك علي المر؟.. اللي أمر منه، ثم يكمل: الصيادون ناس بسطاء لاحول لهم ولاقوة، يخرجون للصيد في المنطقة من السلوم وحتي العريش، ولأن السمك قليل، يخرجون إلي البحر الأبيض المتوسط، وهناك تحدث المفاجآت، فقد غرقت مركب الحاج رمضان المتوكل علي الله والخسائر 1,5 مليون جنيه، ومصير أولادنا المحتجزين في علم الغيب!!

الديون تحاصر أصحاب المراكب

 أصحاب المراكب استدانوا، وباعوا ذهب زوجاتهم لسداد الديون التي تراكمت عليهم بسبب تكاليف رحلات الصيد، والعائد لايكفي.. أنا شخصيا بعت مركبي، وعوضي علي الله!!

تجهيزات مراكب الصيد

وبشكل عام فإن مثل هذه النوعية من المراكب ـ كما يقول إبراهيم السامبو شيخ الصيادين في برج مغيزل ـ مجهزة للابحار، والصيد لمسافات طويلة خارج المياه الإقليمية، وتتجاوز قيمتها مابين 800 ألف جنيه، ومليون ونصف المليون جنيه، حيث يتم تجهيزها برادار، وجهاز GPRS، واستكنديل (جهاز قياس عمق المياه)، فضلا عن جهاز كشف الأسماك الذي يوفر لمراكب الصيد معلومات عن وجود كميات من الأسماك في عمق البحر من عدمه،إلي جانب ثلاجات كبيرة لحفظ الأسماك خلال مدة الرحلة، ويتم تصنيع مثل هذه الأنواع من المركب في مدينة رشيد أو في قرية برج مغيزل التابعة لمركز مطوبس، وتحصل علي التراخيص اللازمة للصيد من الهيئة العامة للثروة السمكية، وترخيص الملاحة من النقل النهري، ويتم التأكد من إتباعها لجميع مواصفات، واشتراطات السلامة وتبقي خسائر اصحاب المراكب حسيمة إذا تعرضت لحادث أو تعرضت للغرق.

اتفاقيات الصيد.. طوق نجاة

سألته.. والحل:
ـ رئيس جمعية الصيادين لابد من تقنين أوضاع الصيادين حتي لايضطروا للصيد خارج المياه الإقليمية، ومن الضروري أن تقوم الهيئة العامة للثروة السمكية بتوقيع اتفاقيات للصيد مع الدول المجاورة لنا، لكي يتم الصيد بشكل شرعي، ودون ان يعرض الصيادون أنفسهم للمخاطر

أليست هناك وثائق للتأمين علي المراكب وطاقمها؟

ـ التأمين علي المراكب والصيادين إجباري، وإذا تعرض الصياد لخطر يتم صرف التعويض له أو لأسرته، لكن عند الإصابة أو الوفاة خارج المياه الإقليمية فلا يوجد تعويض من أي نوع.

وأسأله: ما الذي يدفع الصيادين للمخاطرة بحياتهم في الصيد خارج المياه الإقليمية؟ 

ـ يقول: لقمة العيش، والبحث عن الرزق، فكمية الأسماك في المياه المصرية قليلة بسبب صيد الزريعة، وتلوث المياه، والأقفاص السمكية المنتشرة هنا 
في ظروف كهذه يضطر الصيادون للخروج إلي الصيد في مياه البحر الأبيض المتوسط لاسيما أن حصيلة الصيد في مصر لاتكفي للوفاء بمستلزمات تجهيز المركب لمهمات الصيد، ويسألني: هل تعرف قيمة تكاليف هذه الرحلة؟ قلت : لا.. قال: الرحلة تتكلف مايقدر بنحو 100 ألف جنيه، سوف اعددها لك بالتفصيل: 40 ألف جنيه وقود، و5 آلاف جنيه زيوت للمحرك، و5 آلاف وقود احتياطي، و5 آلاف جنيه ثلج لحفظ الأسماك بعد صيدها، و5 آلاف جنيه تموين غذائي للطاقم وللصيادين، و2000 جنيه أجر الصيادين يوميا خلال الرحلة التي تستغرق 20 يوما.

حتي الانتهاء من كتابة السطور، لايزال الصيادون محتجزين في سجن مصراته الليبي.. ونغلق ملف القضية حتي إشعار آخر. 

 

أعدته للنشر/ أمانى إسماعيل

المصدر: الأهرام الرقمى - http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=20246&eid=1439
gafrd

جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية [email protected]

رئاسة مجلس الوزراء - جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية

gafrd
LAKES & FISH RESOURCES PROTECTION & DEVELOPMENT AGENCY (LFRPDA) »

الترجمة

Serch

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

39,119,198

رئيس مجلس الإدارة

ا . د/ صلاح الدين مصيلحى على 

 

  المدير التنفيذي 
اللواء أ.ح الحسين فرحات

مديرعام الإدارة العامة لمركز المعلومات

المهندسة / عبير إبراهيم إبراهيم