بعد تكرار موت الحيوانات النادرة: عروض الدرافيل تشكل ضررا جسيما على الحياة البحرية
خبر صغير تلقته جمعية هيبكا للحفاظ على الموارد الطبيعية فى البحر الاحمر عن احتجاز احد الحيتان فى خليج بالقرب من الشلاتين، كشف عن حجم الجهود التى يبذلها المجتمع المدنى بالتعاون مع وزارة الدولة لشئون البيئة وجهازها للحفاظ على الحياة البرية والبحرية فى منطقة البحر الاحمر والمحميات الطبيعية،
والقصة بدأت عندما دخل «القرش الحوتي» الذى يعد من أكبر الاسماك الموجودة ببحار ومحيطات العالم، فى الخليج وتعثر فى ايجاد وسيلة للخروج لكثافة الشعاب المرجانية عند المدخل حيث يبلغ طوله 10 امتار على الرغم من اتساع مساحة الخليج الا ان هذا المخلوق العملاق لا يستطيع البقاء على قيد الحياة فى هذه المساحة التى تعتبر ضيقة بالنسبة الى حجمه، وبعد اجراء العديد من الاتصالات بقيادة عمر على مدير الجمعية تم تشكيل فريق مكون من طاقم غطاسين، وحدة الشمندورات التابعة للجمعية وفريق عمل محمية علبة بهدف محاولة المساعدة فى انهاء هذا الحصار واخراج هذا القرش العملاق الى المياه المفتوحة مرة أخري.
الفريق قضى ثلاثة أيام متواصلة فى محاولات جاهدة مستخدما تقنيات مختلفة لاخراج الحوت من الخليج وكذلك الحد من الضغط الذى يتعرض له ونجح طاقم العمل بالتعاون مع مجتمع الصيادين بالمنطقة فى تحرير القرش الحوتى وعودته الى المياه المفتوحة وهو بصحة جيدة وتعد رؤيته احد أكثر المشاهد الفريدة والخلابة التى تنطبع بذاكرة الانسان على مدى سنوات عديدة،
وللاسف اصبح هذا الكائن الفريد من نوعه والعديد من الانواع الاخرى مهددا بالانقراض كإحدى نتائج الصيد الجائر، وأوضح مدير الجمعية أن هيبكا تصدت من قبل للمجازر الجماعية للدرافيل فى مدينة تاى جى باليابان وكذلك عمليات الاسر والتجارة فى جميع انحاء العالم، والتى تشكل فقط تهديدا للتنوع البيولوجى ولكنه يؤثر تأثيرا كبيرا على مستوى معيشة العديد من المجتمعات بفضل ما تسببه من آثار مدمرة على الانظمة البيئية البحرية بأسرها،
ولذلك تواصل الجمعية جهودها فى محاربة عروض الدرافيل والتى يلقى على عاتقها مسئولية مباشرة عن الفظائع التى يتم ارتكابها لاسر الدرافيل وبيعها للمستثمرين الذين اعتقدوا ان صناعة عروض الدرافيل ستدر عليهم الربح الوفير، واشار الى انه لا ينبغى لهذه الحيوانات البحرية الفريدة التى تقطع عشرات الكيلو مترات يوميا وتعيش فى بيئة اجتماعية معقدة ومتطورة ان توضع فى مساحة محدودة وصغيرة مهما يكن حجم الاحواض وكذلك فى معزل عن بيئتها الطبيعية،
واضاف كما هو متوقع فقد تلقت الجمعية الخبر المؤسف عن موت اثنين من الدرافيل الاربعة المملوكة لاحدى المنشآت التى فتحت ابوابها فى ابريل الماضى بعد وصول اربعة درافيل الى مصر فى العشرين من شهر يناير الماضي.
وطالبت دينا ذو الفقار منسقة رابطة أوار للتوعية البيئية بوقف تصاريح عروض الدولفين فى الاماكن المحدودة والمغلقة وتنشيط السياحة البيئية الطبيعية الى مناطق البحر الأحمر لمشاهدة الدولفين فى بيئته الطبيعية فى سفاجا وشرم الشيخ والغردقة.
وقال الدكتور لؤى السيد عضو اللجنة العلمية لاتفاقية السايتس والمسئولة عن برنامج الحياة البرية فى مصر انه تم اختيار مصر عضوا فى اللجنة الدائمة لاتفاقية السايتس وكذلك عضوا مناوبا للجنة العلمية للحيوان ممثلا عن افريقيا فى مؤتمر الاطراف ولمدة ثلاث سنوات وهذا يدل على مكانة مصر فى اللجان العلمية لاتفاقية سايتس على مستوى العالم،
واضاف انه يجرى حاليا اصدار قانون لتنظيم الحصول على الموارد الوراثية واقتسام المنافع الناشئة عنها وهو ما اقترحته اللجنة الوطنية من جميع الوزارات وجار مناقشته فى وزارة العدل حيث إنه جزء من مواد استدامة التنوع البيولوجى الذى تنسق للعمل به وزارة الدولة لشئون البيئة واضاف أن مصر من أقل الدول التى سمحت لمشاريع لعروض الدولفين نظرا لانها فى الملحق الثانى لاتفاقية سايتس، كما تضع شروطا مشددة للتعامل فى الحياة البرية مع الاستخدام المستدام ورعاية حقوق الحيوان.
