نشأة سباع البحر وتطورها
يعتقد العلماء أن أسلاف سبع البحر لم تكن من الحيوانات المائية ولكنها كانت من حيوانات البر لجأ إلى الماء للحصول على الغذاء .
وتمكن الحيوان عبر ملايين السنين من التكيف مع البيئة المائية فأصبح الجسم اكثر استطالة وانسيابية وتحورت الأرجل القصيرة إلى زعانف جلدية وان كانت قد احتفظت بأظافرها .
كما ظهر للأنف غطاء يشبة الجفون حتى يتمكن الحيوان من إغلاق فتحتي الأنف ويمنع تسرب الماء للرئتين عندما يغوص تحت الماء .
أما عضلات الجسم فقد ازدادت قوة ومرونة حتى تساعد الحيوان في الزحف على الرمال والصخور عندما يخرج على الشاطئ فهو يزحف بالإرتكاز على الزعانف الأمامية التي تدفعة إلى الأمام وعن طريق شد عضلات الجسم وارخائها يتمكن الحيوان من الزحف على الأرض .
غذاء سبع البحر
لأنه من الحيوانات آكلة اللحوم يمتاز سبع البحر بفكيين قويين يساعدانه في القبض على الفرائس وله أسنان حادة يستخدمها في تمزيق الفريسة قبل التهامها فهو لا يمضغ الطعام وإنما يبتلعه بعد تقطيعه .
ومعظم الأنواع من سباع البحر تتغذى بالأسماك أو الحبار والحيوانات القشرية .
كما تصيد طيور البطريق في بعض الأحيان وتعتبر السالمون والماكريل من الأطعمة المفضلة لسباع البحر .
وقد اعتادت هذه الحيوانات أن تصيد الغذاء في أثناء الليل وان تنام في فترة ما بعد الظهيرة
ولكن الذكور البالغة من هذه الحيوانات كثيرا ما تلتهم صغارها عندما لاتجد ما تأكله ويعتقد الخبراء أن هذه الأفراد التي تأكل أبناءها تكون من الذكور الهزيلة التي لم تتمكن من التزاوج ولم تنجح في السيطرة على مناطق النفوذ فهي تهاجم الصغار بدافع الحقد والغل والرغبة في الإنتقام
الحياة الاجتماعية لسباع البحر
سباع البحر حيوانات اجتماعية تعيش في جماعات كبيرة أو مستعمرات تضم آلآلاف من هذه الحيوانات فهي تتزاوج وتتوالد وتقضي معظم حياتها في هذه المستعمرات .
وهذه الحيوانات لا تهاجر ولا تغادر مواطنها ولكنها ترحل أحيانا في رحلات للصيد للحصول على الغذاء وقد تسغرق الرحلة أسبوعين أو ثلاثة ثم تعود إلى مستعمراتها .
والذكور في رحلات الصيد تقطع مسافات أطول من الإناث وقد تصل المسافة إلى ثلاثين ميلا بحريا .
ومستعمرة سباع البحر تجمع العديد من الأسر المتجاورة وتتكو ن الأسرة من الذكر الأب وعدد من الإناث وصغارها كما تضم الأسرة أعدادا من الذكور والإناث التي لم تصل بعد إلى سن البلوغ .
وتتعاون الأمهات عادة في رعاية الصغار وتشترك في إرضاعها وفي حمايتها من الأخطار ولكن كل من هذه الصغار يتعرف على أمة من رائحتها كما تهتم كل من الأمهات بتدريب صغيرها على السباحة والصيد بعد شهر من ولادته .
فالحياة الاجتماعية في مستعمرة سباع البحر تعتمد على المشاركة والتعاون سواء في صيد الغذاء أو في رعاية الصغار كما يشترك الجميع في اللعب والمرح وتتبادل الصياح في محاورتها الصاخبة .
وكثيرا ما ترقد الحيوانات تحت أشعة الشمس طلبا للدفء والراحة وعندما يشتد الزحام تستلقي الحيوانات في جماعات كبيرة العدد حتى أنها ترتص أحيانا فوق بعضها البعض .