الاستزراع السمكى :
الاستزراع السمكى هو أحد فروع الزراعة المائية ، ويقصد به تربية ورعاية أنواع معينة مرغوبة من الأسماك فى مساحات مائية معينة سواء أحواض ترابية أو أقفاص توضع بها الأسماك الصغيرة ( الزريعة ) فى أماكن معينة من الأحواض المائية أو أحواض أسمنتية أو فى مزارع الإنتاج المكثف ( التى تستخدم التقنيات الحديثة وإعادة تدوير الماء ) .
ويتم الاستزراع السمكى بغرض الصيد للاستهلاك الآدمى أو تحقيق مبدأ المقاومة البيولوجية ، سواء للحشائش أو للحشرات أو القواقع أو أياً من العوامل المسببة للأمراض . وقد تكون بهدف إصلاح التربة وإخصابها والاستفادة من مخلفات المزارع الحيوانية والنباتية ، هذا بالإضافة الى الهدف الرئيسى والذى يتمثل فى الحصول على غذاء بروتينى رخيص الثمن .
ويتيح الاستزراع السمكى التحكم فى نمو الأسماك وتنظيم تكاثرها وتغذيتها وكذلك مقاومة الأمراض التى تصيبها ، حيث تتم حسب أساليب مقننة لرعاية الأنواع المرغوبة من الأسماك مع التحكم فى نموها من ناحية الكم والنوع ، مع تقنين قدرتها على مقاومة الأمراض والأنواع غير المرغوبة من الأسماك الآخرى والحيوانات والنباتات .
تستغل الأراضي البور التى لا تصلح للزراعة فى مشاريع الاستزراع السمكى الذى يعد ثالث مصدر للأسماك فى وقتنا الحالى بعد المصادر البحرية والبحيرات ، حيث يعقد عليها الآمال فى سد الفجوة السمكية فى مصر .
وقد تطورت مشاريع الاستزراع السمكى فى مصر منذ عام 1970 ، حيث بلغت المساحة المنزرعة بالأسماك ما يقارب 250 ألف فدان ، وتقع معظم هذه الأراضي بجوار البحيرات الشمالية والسواحل الشمالية للبحر الأبيض المتوسط .
وتقسم المزارع السمكية حسب نوعية المياة إلى :
1- مزارع مياه الصرف
تستمد هذه المزارع مياهها من المصارف التى تصرف على بحيرات مثل المنزلة والبرلس وإدكو ومريوط ، لذا تنتشر هذه المزارع بجانب بحيرات نهاية الرى .
2- مزارع المياة العذبة
تعد أفضل أنواع الاستزراع السمكى ، حيث تتوافر الأسماك التى تصلح لهذا النوع من التربية ، كما أنها تعطى نمواً أفضل .
3- مزارع المياة المالحة
ينتشر هذا النوع من المزارع على ساحل البحر الأبيض المتوسط بين بحيرة المنزلة والبحر المتوسط وشمال بحيرة البرلس والساحل الشمالى بجوار دمياط ، حيث يعتمد هذا النوع على مياه البحر . ويعقد الأمل على هذا النوع فى تنمية المزارع السمكية فى المستقبل ، وبخاصة على سواحل البحر الأحمر وسيناء والساحل الشمالى .
4- مزارع المياه الشروب
والمياة الشروب هى خليط من المياه المالحة والعذبة ، ويننشر هذا النوع من المزارع فى المناطق الشمالية على جوانب بحيرات المنزلة والبرلس و إدكو ومريوط .
5- مزارع حقول الأرز
هى نوع من المزارع الموسيمية ، يتم فى حقول الأرز ، حيث يسوق فائض الإنتاج بغرض تحقيق ربحية مناسبة للمزارعين . ومن المعروف أن حقول الأرز ينتج فيها البلانكتون بكميات كبيرة ، مما يجعلها خصبة ومصدر غذائى جيد للسمك ، وهو ما يساعد على إنتاج بروتين إضافي . ويتم زراعة الأسماك صاحبة القدرة على تحمل ظروف المياه الضحلة وارتفاع درجة الحرارة وانخفاض الأكسجين ، كالبلطى والمبروك والقراميط . وينبغى استخدام طرق مقاومة بديلة عن المبيدات ، حيث يؤدى الإفراط فى استخدام المبيدات فى حدوث مشاكل فى المزرعة .
الشروط الاساسية الواجب توافرها لإنشاء مزرعة سمكية
- مصدر للمياه الخالية من التلوث ، ويمكن استخدام مياة الآبار أو العيون ، كما يمكن استخدام مياة الترع والأمطار . ويمكن تقدير كمية المياة التى تحتاج إليها المزرعة من المعادلة التالية : ( مساحة الأحواض × عمق المياة بالأحواض ) + ( نسبة الفقد اليومى × مدة التربية ) .
- الموقع المناسب للمزرعة ، حيث يراعى اختيار موقع قريب من مصادر المياه.
يمكن تقسيم أنظمة الاستزراع السمكى بشكل عام الى :
أولا - المزارع السمكية
عبارة عن أحواض توضع فيها الزريعة السمكية داخل المياة المناسبة لمعيشتها ، وقد تكون خرسانية أو ترابية القاع . وتسمح الأحواض بالتحكم فى دخول وخروج المياة وإمدادها خلال مراحل التربية والنمو بالتغذية والرعاية المناسبة لعدد الأسماك بها .
تختلف طرق رعاية الأسماك داخل الأحواض على النحو التالى :
أ- أحواض وحيدة النوع :
وهى أحواض يربى فيها نوع واحد من الأسماك وغالباً ما تكون من الأنواع التى تتغذى على البروتينات الحيوانية كالثعبان والقراميط ، كما أنه من الممكن تربية أنواع أكلة للعشب أو متعددة التغذية ، وأفضل الأسماك لهذه الطريقة المبروك والبورى والبلطى واللبن .
ب- أحواض متعددة الأنواع :
وهى أحواض تتسع لأنواع مختلفة من السمك ، قد تختلف معاً فى العمر ، ومن أمثلة ذلك المزارع التى يربى فيها أنواع البلطى والمبروك بأنواعه والقراميط والبوري مثلا او بعض منهم.
جـ- أحواض الرعاية المكثفة :
هى أحواض صغيرة تستخدم فيها الأساليب العلمية والتقنيات الحديثة ، حيث يتم التخطيط لإنشاء الأحواض واستخدام الأعلاف الصناعية عالية القيمة والمياه المتجددة التى يتم تزويدها بالأكسجين ، وتنقية مياه الصرف . ويتكلف هذا النوع من الأحواض مبالغ كبيرة ، لكنه فى المقابل يحقق ربحاً وفيراً. ويعيب هذا النوع فقط ، ما يرافقه من أعطال فنية أو ما قد يصيب الأسماك من أمراض . ويستخدم هذا النوع من المزارع فى البلدان الصناعية المتقدمة لإنتاج أسماك ذات قيمة تسويقية عالية مثل السلمون والتراوات والثعبان والقرموط . ويتميز هذا النوع من الأحواض بكثافة التخزين السمكى .
د- أحواض الرعاية المنتشرة :
هى أحواض ذات كثافة تخزينية منخفضة ، كما تتميز بانخفاض معدل الإنتاج بالنسبة لوحدة المساحة . وتتغذى الأسماك فيها على الغذاء الطبيعى . و لا يعانى هذا النوع من الأحواض من مشكلة جودة المياه ، كما أنه لا يلزمه رأس مال كبير . ويتوافق مع البلدان الفقيرة ، حيث يعد مصدر متوسط من حيث توفير الإنتاج السمكى ، وفرص العمل .
هـ - أحواض الرعاية شبه المكثفة :
هى أحواض تستخدم تقريباً فى كل البلدان لانتاج أنواع الأسماك أكلة العشب ومتعددة التغذية . وتحصل فيها الأسماك على غذائها من الغذاء الطبيعى والإضافات من المخلفات النباتية والحيوانية ، ويمكن استخدام الأسمدة لزيادة الإنتاج. ويعد هذا النوع مناسباً لزيادة معدلات إنتاج السمك فى الدول النامية .
ثانياً - الأقفاص السمكية العائمة:
إحدى وسائل تربية الأسماك فى بيئتها الطبيعية ، ويستخدم فيها قفص أو صندوق عائم يتكون من إطار خشبى وشبك وغزل يحتوى على الزريعة المناسبة لنوع المياه سواء أكانت لبحر أو نهر ، حيث يتم تقديم التغذية المناسبة وبشكل مستمر للأسماك . جاءت فكرة الأقفاص العائمة من خلال البحث عن طرق للاستزراع السمكى أقل تكلفة وعلى درجة عالية من الكفاءة يمكنها أن تحقق عائداً مجزياً فى نفس الوقت ، وقد بدأت الفكرة فى بلاد الشرق الأقصى باستخدام وسط مائى طبيعى وبأى خامات متوافرة لتصنيع الوحدات العائمة .
العوامل التى يتوقف عليها الإنتاج:
- حجم القفص.
- العمق تحت القفص وسرعة تيار الماء .
- نوع السمك المراد تربيته.
- حجم وعدد الإصبعيات التى يتم تربيتها فى القفص .
كيفية استخدام الأقفاص العائمة :
- يشترط فى تربية الأسماك باستخدام الأقفاص العائمة أن تكون فى درجة حرارة تتراوح من 20 الى 40 درجة مئوية ، وأن تكون بعيدة عن التيارات المائية كالأمواج الشديدة ، وتثبت الشباك فى الشاطئ أو بالمسطح المائى ، وتوضع فى أماكن بها مياة جارية خالية من التلوث ، لكن شريطة ألا تعوق مجرى الماء ، وبخاصة فى الترع المستخدمة فى رى الأراضي الزراعية .
- وتوضع الأقفاص فى المياه ، بحيث تكون على ارتفاع من 10 الى 15 سم من سطح الماء حتى يسهل متابعة الأسماك دون السماح لها بالقفز خارج القفص ، وأن تكون على عمق لا يقل عن 1.5 م.
- يتم تغطية الأقفاص عند سطحها بشباك من النايلون وترك فتحة لوضع الغذاء منها ، مع الحرص على سلامة الشباك من التمزق حتى لا تتسرب الأسماك منها.
- ينبغى تنظيف الأقفاص بشكل دورى بإزالة العوالق التى تعلق بها سواء أكانت من النباتات المائية أو الطحالب التى تعيش فى الماء ، ومن المعروف أن هذه العوالق تتسبب فى إعاقة جريان الماء والأكسجين .
ضوابط وضع الزريعة فى الأقفاص:
تتم عملية وضع الزريعة فى الأقفاص فى شهر مايو أو أبريل ، حيث تستمر فترة النمو حتى شهر أكتوبر ونوفمبر ، وذلك حسب ظروف المكان ، وكذلك درجة الحرارة ، وتختلف كثافة الزريعة المضافة للأكياس بحسب نوع السمك وجودة المياة ، حيث تتراوح ما بين 100 – 500 سمكة / م3 ، وفى حالة الكثافة العالية ، تحتاج يتم فردها وتوزيعها حتى تصل الى 100 سمكة /م3 .
على أن يتم الالتزام ببعض الضوابط الضرورية فى عملية النقل من المفرخات :
- يتم النقل فى الصباح الباكر لتجنب درجة الحرارة .
- يتم النقل من أقرب موقع لتقصير مساحة النقل .
- توضع الزريعة فى أكياس بلاستيكية مملؤة الى الثلث بالماء ، على أن يملء الفراغ المتبقى بالأكسجين .
- يتم النقل بواسطة سيارات مجهزة بغطاء يقيها من حرارة الشمس.
- توضع الأكياس فى البيئة الجديدة معلقة أو طافية فى الماء لحوالى 15 دقيقة حتى تتعادل درجة حرارة الكيس مع درجة حرارة الماء .
- يتم غمر الكيس تحت سطح الماء بشكل تدريجى حتى تخرج الزريعة أيضاً بشكل تدريجى .
مميزات تربية الأسماك فى الأقفاص العائمة :
- انخفاض التكلفة .
- تتوائم مع أى مسطح مائى كالبحار أو البحيرات أو الترع أو المصارف أو القنوات .
- تعد الوسيلة الأفضل لتربية سمكة البلطى من ذلك النوع المفرط فى التكاثر والتى تزيد أعدادها على حساب الحجم.
- تساعد الأقفاص على فقدان البيض من الشباك ، حيث تظل الاصبعيات والأسماك فقط .
- تساعد الأقفاص العائمة على حماية الزريعة من الطيور والأسماك المفترسة .
- سهولة نقل الأقفاص لأماكن أخرى أفضل فى حالة إذا ما كان ذلك مطلوباً .
- التسويق يتم داخل الأقفاص وبدون أية مساومات خوفاً من فساد الأسماك .
- يتيح هذا الأسلوب متابعة ومراقبة النمو والكشف الدورى على الأسماك .
الأنواع التى يفضل تربيتها فى الأقفاص :
يعد السمك البلطى الأفضل بالنسبة للتربية داخل الأقفاص ،كما أنه يصلح للتربية داخل الأقفاص كل من سمك المبروك والقراميط ، وهى جميعاً من أسماك المياه العذبة .
ويفضل البلطى ، نظراً لسرعة نموه ، وبالنسبة لأسماك المبروك الفضى فيعيبها أنها كثيرة الحركة ومن عاداتها القفز المستمر داخل المياه ، بالإضافة الى أنه قد يتسبب فى تمزيق الغزل ، وهو ما قد يؤدى لفقدان أعداد كبيرة منها ، وللتغلب على هذه المشكلة يفضل جعل الشباك مزدوج ، أما سمكة المبروك العادى فهى سمكة قاعية تتغذى على العوالق والكائنات الموجودة فى القاع ، لذا فإن الأقفاص العائمة لا تعد بيئة مناسبة لها .
التغذية:
ينبغى عند تغذية الأسماك فى الأقفاص العائمة ، تقديم العليقة الصناعية بحيث تكون مقبولة ، وذات حجم مناسب للأسماك الموجودة فى الأقفاص ، وأن تكون لها كفاءة تحويلية عالية ، ويراعى توافرها على النطاق المحلى ، وأن تكون قليلة التكلفة ، كما أنه لابد من استخدام نظام الغذايات لتقليل الفاقد من العليقة ، ومن الجدير بالذكر معرفة أن 60 % من المصاريف تشمل التغذية . وتقدم العليقة بناء على عدة عوامل ، مثل درجة الحرارة ، نسبة الأكسجين فى الماء، عمر السمك ، حجم السمك .
1- التغذية اليدوية:
ينبغى تحديد ميعادين لتقديم العليقة للأسماك داخل الأقفاص ، حتى تتعود الأسماك على مكان وميعاد ثابت لتقديم الغذاء ، على أن يكون الأول فى الصباح الباكر والثانى بعد الظهر . ويجب أيضاً تحديد الكمية المضافة بشكل دقيق ، ويفضل أن يكون ذلك حسب متوسط وزن الأسماك ، على أن تضاف على فترات بسيطة فيما بينها ، حيث أن زيادة الغذاء قد تؤدى لحدوث فاقد فى الماء ، كما أن تحلل هذا الفاقد غالبا ما سوف يؤثر على نسبة الأكسجين الموجودة فى الماء .
2- التغذية الآلية:
تنقسم الغذايات الآلية الى قسمين ، الأول مستمر يعمل على مدار اليوم بمعدل ثابت ، ويفضل استخدام هذا النوع مع الأسماك الصغيرة ، أما النوع الثانى فيعمل فقط عندما يتم رفع جزء خاص بالغذاية ، حيث يعطى الكمية التى تم ضبطه عليها كى يعطيها