بسواعد مصرية، وبالاستعانة بالخبرة الألمانية، يجري الآن على قدم وساق تنفيذ أكبر مشروع من نوعه فى منطقة الشرق الأوسط، يقام تحت مظلة "الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية" التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة، وهو مشروع استزراع وتربية التونة الزرقاء فى منطقة جرجوب غرب مرسى مطروح بالبحر المتوسط.
وقد تم اختيار هذا الموقع نظرا لما يتمتع به من نقاء المياه إلى جانب بعده عن مصادر تلوث المدن، وهو ما يعد أحد أهم وأبرز عوامل نجاح المشروع الذى يقول عنه يقول محمد عبد الحليم، العضو المنتدب للمشروع، إنه يتم تنفيذه عن طريق الاستفادة بالخبرة الألمانية التى تقدمها مؤسسة "تونة تك الألمانية" مما يجعله فى صدارة المشروعات الواعدة التى تهدف إلى تفريخ أسماك التونة الزرقاء وتسويقها محليا ودولياً، مما ينعكس بشكل إيجابي على الاقتصاد القومي، مضيفاً أنه سيتم استخدام تكنولوجيات حديثة يتم تطبيقها واستخدامها لأول مرة فى مصر الأمر الذى يجعل المشروع بمثابة نقلة نوعية وطفرة فى الإنتاج السمكى فى مصر خاصة فى مجال تصدير هذا النوع النادر من اسماك "التونة الزرقاء".
تقول الدكتورة عزة الجنايني، أستاذ ورئيس شعبة المصايد بالمعهد القومى لعلوم البحار، إنه سيتم تطبيق برنامج متابعة ورصد للحالة البيئية لمنطقة الأقفاص فى المشروع والمناطق المحيطة بها عن طريق قياس وتسجيل جميع الخواص الفيزيائية والكيميائية للمياه والتربة فى هذه المواقع بصفة دورية طوال فترة وجود الأسماك فى الأقفاص وذلك لضمان توفير اقصى درجات الامان البيئى للأسماك التى سيتم إنتاجها وفق معايير الجودة العالمية.. وأكدت أن هذه المتابعة البيئية سوف تتم بالتنسيق والتعاون مع جهاز شئون البيئة وطبقا لقانون البيئة المصرى رقم 9 لسنة 2009.
الجدير بالذكر أن التونة الزرقاء تعتبر من أهم أنواع الأسماك الاقتصادية ذات القيمة التجارية العالية، فقد يصل وزن السمكة الواحدة إلى 600 كيلو جرام.