كثيرا ما تحدث العلماء عن أثر التغير المناخي على البيئة والطبيعة ولكن هل يؤثر الاحترار العالمي في حجم الأسماك؟..هذا ما كشفت عنه دراسة من شيكاغو نشرت الاثنين قالت أن هذه الظاهرة تتسبب بتقلص حجم الأسماك وان أنواعا اصغر باتت تشكل جزءا كبيرا من مخزون الأسماك في أوروبا.
وكما نقل موقع ” العرب أونلاين ” فقد صرح معد الدراسة مارتان دوفرين من معهد سيماغريف العام للابحاث الزراعية والبيئية في ليون في فرنسا ان “الحجم هو من الخصائص الاساسية التي ترتبط بعدد من الوظائف البيولوجية مثل الخصوبة والقدرة على التناسل”.
وتميل الاسماك الصغيرة الحجم الى وضع عدد اقل من البيوض، وتمثل مصدرا محدودا من الغذاء للاسماك المفترسة وللانسان ما من شأنه ان يؤثر بشكل مهم على السلسلة الغذائية والنظام البيئي.
وقد تم رصد انحسار مماثل في الاونة الاخيرة لدى الخراف الاسكتلندية. وقال دوفرين انه من المحتمل ان يكون للاحتباس الحراري “اثر مهم على الكائنات الحية بشكل عام”.
وقد اظهرت دراسة سابقة بالفعل ان الاسماك بدلت انتشارها الجغرافي وحركة هجرتها وملاحتها تأثرا بارتفاع حرارة المياه، وان الاسماك الاصغر باتت الاكثر انتشارا في المناطق الادفأ.
ودقق دوفرين وزملاؤه في دراسات طويلة الامد حول مجموعات الاسماك في الانهار والجداول وبحر الشمال وبحر البلطيق، واجروا اختبارات على البكتيريا والعوالق الموجودة في مياهها.
ووجد هؤلاء ان الانواع الفردية فقدت ما معدله خمسين في المئة من كتلة جسمها خلال العقود الثلاثة الماضية، فيما تقلص متوسط حجم المخزون الاجمالي من الاسماك بنسبة 60% مع انخفاض معدل الحجم عند الولادة وارتفاع الانواع الصغيرة الحجم، على ما اوضح دوفرين.
وقال دوفرين في مقابلة هاتفية ان فريقه راقب آثار هذه الظاهرة “لدى عدد من الكائنات في بيئات متباينة جدا مثل الاسماك والعوالق والبكتيريا في المياه العذبة والمالحة، وراقبنا كذلك التقلص العالمي لحجم كل الكائنات في جميع البيئات”.
وفيما اثر الصيد التجاري والترفيهي على بعض مواطن الاسماك موضع الدرس، الا انه “لا يمكن اعتبارها بمثابة العامل الوحيد” المسبب لانحسار حجم الاسماك والكائنات عموما، وفق الدراسة المنشورة في مجلة “بروسيدينغز او ذي ناشونال اكاديمي اوف ساينيس” الاميركية.
وخلصت الدراسة الى انه “رغم عدم استبعادنا دور العوامل الاخرى، الا ان دراستنا تقدم دليلا قويا على ان الحرارة تؤدي دورا اساسيا في تغيير حجم بنية وكثافة مجموعات الاسماك”.
المصدر : بوابة أسماكى
إعداد : أمانى إسماعيل
