يعيش سمك البوري (Flathead Mullet = Striped Mullet = Grey Mullet) في معظم المياه الساحلية لبحار و محيطات العالم و هو سمك ذو جسم صلب و رأس مفلطح و زعنفتين ظهريتين منفصلتين كل منها مثلثة الشكل و تتميز ألوانه بأنها خضراء زيتونية تزينها خطوط طولية داكنة في الظهر بينما يكون لون البطن فضيا في هذه الأسماك.
يبلغ طول سمك البوري من 30 – 75 سنتيمترا، وينتمي إلى عائلة Mugilidae التي تتبع رتبة Mugiliformes و التي بدورها تندرج تحت طائفة الأسماك العظمية مشععة الزعانف (Actinoptreygii) و يحمل الاسم العلمي Mugil cephalus.
تتغذى يرقات و صغار أسماك البوري على الهوائم البحرية (Planktons)، بينما تتغذى الأسماك البالغة عادة بابتلاع الطبقة السطحية للطمي من قاع المياه الضحلة التي يعيش عليها حيث تكثر الرميات العضوية و الكائنات الدقيقة والطحالب والديدان الصغيرة و القشريات واللافقاريات الأخرى حيث يتم هضمها عندما تمر عبر المعدة العضلية المسماة بالقانصة (Gizzard)، حيث تعتبر تلك الكائنات التي يتغذى عليها سمك البوري ذات أهمية كبرى لبيئة للمياه الساحلية وبيئة المصبات النهرية.
خلال دورة حياته يقوم سمك البوري بهجرات سنوية ليدخل فيها الموانئ و المرافئ (Harbors) و مصبات الأنهار و الأنهار ذاتها في فصل الربيع ليتغذى على الرواسب القاعية الغنية، و قد يسافر عدة أميال في النظم النهرية، و في فصل الخريف تتجمع أسماك البوري البالغة في أسراب (Schools) في المصبات لتتجه صوب البحر لوضع البيض في المياه السطحية الشاطئية. يتحمل سمك البوري درجات الملوحة من الصفر و حتى 81 جزءا من الألف (أي من المياه العذبة إلى مستوى المياه عالية الملوحة)، و درجات الحرارة من 5 – 37 درجة مئوية.
تربية أسماك البورى مع الجمبرى البحرى،
يجرى حاليا بالمعهد القومى لعلوم البحار والمصايد بالإسكندرية دراسة إنتاج محصولين للجمبرى وأسماك البورى بالمزارع فى موسم واحد لمضاعفة الانتاجية على مستوى الاستزراع السمكى مع خفض التكاليف وفقا لأحدث تقنية فى مصر، ويشرف على تلك الأبحاث الدكتوران: فاطمة عبدالرازق وسليمان حامد عبدالرحمن الأستاذان بالمعهد.
وتقول الدكتورة فاطمة عبدالرازق إن الدراسة تعتمد على تطوير أحدث الوسائل العلمية للارتقاء بإنتاجية كل من الجمبرى وأسماك البورى، ووفقا لإنتاج زريعة الجمبرى من مفرخات المعهد الذى طورها على مستوى المربين فى مصر خلال السنوات الأخيرة الماضية، وتعتمد الطرق الحديثة على الإنتاج التكاملى المكثف للجمبرى مع البورى، باستخدام نظم خاصة فى تجهيز أحواض التربية والتى تسمح بدوران المياه المستمر والاستفادة من تغذية العائلة البورية على بقايا هذه التغذية.
ويضيف د. سليمان حامد أن الابحاث تجرى على مدى عام وقابلة للتطبيق على جميع المزارع اعتمادا على عناصر توفير بيئة مائية ملائمة وزريعة (صغار الاسماك والجمبرى) نشيطة صحية وأغذية أو أعلاف ملائمة، بخلاف تقنية حديثة، وسيتم إعداد الجدوى الاقتصادية لتلك الدراسة وفقا لمساحة المزرعة وإعداد الزريعة وكميات الغذاء.
وأضافت الدكتورة فاطمة أنه لا شك أن اختيار تربية أسماك البورى مع الجمبرى البحرى، باعتبار أن كلا منهما يكمل الآخر، وهو ما يطلق الاستزراع التكاملى، والأمر الذى يسمح بانتاجية متوازنة خلال الموسم الواحد على مستوى تجارى متميز ويضمن فى الوقت نفسه الحفاظ على سلامة البيئة البحرية، فعندما تكون أسماك البورى عائمة فى الحوض صباحا يدفن الجمبرى نفسه فى القاع وينعكس الوضع فى المساء.