بالتعاون مع المجلس العالمى للطيور، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تنفذ وزارة البيئة حاليا مشروعا لحماية الطيور المحلقة فى رحلتها إلى البلاد.
وتُعتبر مصر أحد المسارات الرئيسة للطيور المهاجرة فى هجرتها من أوروبا واسيا خلال فصل الخريف الى المناطق الدافئة فى إفريقيا، ثم العودة إلى مواطنها الأصلية فى الربيع، نظرا للموقع الفريد لها كجسر برى بين ثلاث قارات. وتهاجر مئات الملايين من الطيور مرتين كل عام بين قارتى أوروبا وأفريقيا، بالإضافة الى الهجرة الداخلية فى قارة أفريقيا، وتعبر خلالها مئات الملايين من الطيور، ويقضى الكثير منها الشتاء فى المناطق الرطبة بمصر مما يجعلها مشتى دوليا مهما للطيور المائية.
كما يوجد فى مصر عدد من المناطق المهمة للطيور يبلغ عددها 34 موقعا من أهم المناطق الجاذبة للطيور، إذ يوجد فيها الأراضى الرطبة والجبال عالية الارتفاع ووديان الصحراء والمسطحات الشاطئية والجزر البحرية. يقول د. أسامة الجبالى مدير مشروع الطيور المهاجرة بقطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة: من أهم المناطق الجاذبة للطيور فى مصر: البحيرات الشمالية ، وجزيرة كولون، وجزيرة الزبرجد، وبحيرة الملاحة، وجبل علبة وسانت كاترين وبحيرة قارون، وجبل مغارة، ووادى الريان، ووادى النطرون، وصحراء القصر، ورأس محمد، ووادى الجمال، والعين السخنة. وتختلف استراتيجية هجرة الطيور باختلاف أنواعها، فهناك أنواع تقطع البحر المتوسط مباشرة، وهى الأنواع التى تستطيع الطيران لمدة طويلة دون توقف مثل الطيور المائية والطيور المغردة التى تتميز بانتشارها الواسع فى أثناء الهجرة، ويقضى معظمها فصل الشتاء فى شمال أفريقيا. ويقوم قطاع حماية الطبيعة بجهاز شئون البيئة بحماية تلك الأنواع فى أثناء هجرتها، وبأماكن تزاوجها، حيث بدأت جهود الرصد للطيور المهاجرة بمصر منذ الثمانينيات وأوائل التسعينيات، وكانت هناك محاولات عدة لرصد أنواع وأعداد الطيور خلال مواسم الهجرة، وكذلك معالجة الطيور المريضة أو المتأثرة بجراح أو كسور. ومن هذه الأنواع ما هو مهدد بخطر الانقراض مثل العقاب الملكى والصقر الجراح، ومنها ما هو نادر مثل الباز والعقاب الأبيض والنسر الذهبي.
ويولى جهاز شئون البيئة أهمية لعمليات الرصد والمتابعة وعمليات الحفاظ على هذه الطيور وبيئات تواجدها من المخاطر التى تواجهها مثل التلوث والضوضاء وعمليات الصيد الجائر خاصة خلال مواسم الهجرة. ويوضح الدكتور أسامة أن جهود وزارة البيئة تتضمن - فى المرحلة القادمة - تنفيذ الخطط اللازمة من أجل تقليل حدة المخاطر التى تواجهها الطيور المقيمة والمهاجرة إذ تقوم برفع المخلفات الصلبة التى تتجمع عليها، والمحافظة على البيئات الطبيعية، وإعادة تأهيل ما تم تدميره منها.
كما تقوم الوزارة بالتنسيق مع هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة فى أثناء مراحل تنفيذ محطات مزارع طاقة الرياح بمناطق عبور الطيور لتقليل تأثيرها على الطيور. وتقوم الوزارة أيضا بتنظيم عمليات الصيد ومنع الصيد الجائر وضبط المخالفين وإطلاق سراح الطيور التى يتم ضبطها.
أمانى إسماعيل
مديرة المواقع الاليكترونية