وسط زخم القلق ورغم أنف الأحداث أبي عشاق ومحبو البيئة والطبيعة والتراث أن يمر اليوم العالمي للطيور المهاجرة الذي يحتفل به العالم يوم26 مايو سنويا, دون نشاطه المعهود الذي دأبت عليه جمعيات المجتمع المدني المعنية بشئون البيئة والأحياء البرية والبحرية بدول العالم المختلفة,
ومنها جمعية حماية الطبيعة بمصر التي احتفلت بالمناسبة بطريقة غير تقليدية, وفي قلب واحدة من أهم مناطق تجمعات الطيور المهاجرة والمقيمة بمنطقة العين السخنة علي ساحل البحر الأحمر, حيث شد الرحال إليها أكثر من50 عضوا من أعضائها راصدين بنظاراتهم المعظمة وكاميراتهم المتطورة ما يربو علي60 نوعا من الطيور المهاجرة والمقيمة, وكانت المفاجأة رصد طائر صقر حوام النحل أو الصقر المتوج وهو من الطيور غير المعتاد مشاهدتها ورصدها في البيئة المصرية, فموطنه الأصلي وسط وشرق آسيا ويشاهد أيضا باليابان.
هذا ما أكده عالم الطيور المصري العالمي الدكتور شريف بهاء الدين رئيس مجلس إدارة جمعية حماية الطبيعة المصرية والذي أضاف:ـ انها المرة الثانية التي يتم فيها مشاهدة وتصوير هذا الطائر في مصر, فقد رصدناه وصورناه المرة الأولي فوق سواحل البحر الأحمر بالقرب من مدينة القصير عام1999, وربما يكون قد حاد عن طريقه, وقد نشاهد مستقبلا أفرادا من الطائر نفسه وفصائل أخري لم نعهدها في سماء مصر من قبل, وهذا من أهداف الرحلات التي تقوم بها الجمعية, ويكفي القول أن الرحلة التي تمت بالعين السخنة في يوم الطيور المهاجرة العالمي قد أثمرت عن رصد60 نوعا من الطيور المقيمة والمهاجرة منها الكثير من الأنواع الشهيرة مثل الطيور الجارحة والصقر الحوام واللقلق الأبيض والوروار والبالشون الرمادي وغيرها.
وعن الإعداد للرحلة يقول خالد علام مدير مشروع الطيور المهاجرة بجهاز شئون البيئة:ـ مصر واحدة من أهم مسارات وإقامة وتكاثر الطيور الهاربة من صقيع أوروبا لدفء أفريقيا تحتفل بالمناسبة بطريقة أكثر تطورا وبعيدا عن الاحتفالات الروتينية التقليدية, وتمثل هذه الرحلة التي تتضافر في انجازها جهود المشروع مع وزارة وجهاز شئون البيئة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وجمعية حماية الطبيعة, واحدة من سلسلة رحلات تتابع بين الحين والحين لتطوير الأداء والبحث والدراسات عن حياة تلك الطيور وسلوكياتها والسلبيات التي تتعرض لها, وتعتبر انفلونزا الطيور واحدة من أهم ما تعانيه تلك الطيور, وكذلك الأنشطة الصناعية والبشرية التي تهددها ومنها الصيد الجائر
وتقول الدكتورة مندي بهاء الدين سكرتير جمعية حماية الطبيعة:
للطيور المهاجرة والمقيمة أهميتها في السياحة البيئية, فهي أحد أهم روافدها علي مستوي العالم, ومشاهدة الطيور لها عشاقها, وإذا كانت الجمعية قد أخذت علي عاتقها المحافظة علي جميع الكائنات البرية وحمايتها فهي في الوقت ذاته تعمل جاهدة علي درء الأخطار عنها, وزيارة العين السخنة تجسد هذا الهدف, فالمنطقة بها كثافة هائلة من الأنشطة الصناعية التي تؤثر سلبا في حياة وصحة وسلوكيات الطيور المقيمة والمهاجرة, وما من سبيل سوي السعي إلي البحث عن سبل وآليات من شأنها الحد من التلوث الذي قد ينجم عن تلك الصناعات, وهو ما تسعي له أيضا وزارة البيئة من خلال قوانينها المختلفة, ولعل من أهم الأهداف التي تسعي إليها الجمعية حاليا هو إعادة الطائر المصري الأصيل طائر أبو منجل المقدس الدي ازدانت به جدران المعابد الفرعونية والذي انقرض منذ عقود طويلة وكان يعيش علي أرض مصر منذ آلاف السنين,
ومن حسن الطالع أن أبو منجل يعيش ويستوطن فرنسا حاليا وبكثرة غير معهودة بالنسبة للطيور الأخري, ومن هنا بدأت الجمعية بالتعاون مع وزارتي البيئة والزراعة في بدء سلسلة من الدراسات والأبحاث للوصول إلي كيفية إعادة توطينه وتكاثره في البيئة المصرية مرة أخري, ويأتي ذلك في إطار برنامج متكامل لإعادة جميع الطيور والحيوانات والكائنات الحية التي انقرضت من البيئة المصرية,
ويستكمل الدكتور شريف بهاء الدين أهداف الجمعية بقوله:ـ وتسعي الجمعية جاهدة علي خلق كوادر جديدة من المهتمين والعاشقين والباحثين البيئيين في تلك المجالات, واشراكهم مباشرة في تلك البرامج, والعمل علي تنمية الوعي بتلك الأنشطة في مناطق تجمعات الطيور المهاجرة والمقيمة, وستعمل مستقبلا علي تنفيذ برنامج تثقيفي شامل لجميع شرائح المجتمع, أما عن أهم نتائج الرحلة.
فيقول وسام إميل الباحث البيئي بمحمية العميد:ـ تمكنت من رصد وتصوير طائر صقرحوام النحل أو الصقر ذو التاج, ولدينا ملف كامل من الصور لهذا الطائر نادر الظهور في البيئة المصرية.
