أعلن أمين أباظة، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، أن الحكومة قررت تشكيل لجنة لإنقاذ البحيرات الشمالية من التعديات التى وصلت إلى مرحلة أصبحت تهدد سلامة البيئة المصرية.
وأشار أباظة فى تصريحات له، أمس، إلى أن اللجنة ستضم رئيس هيئة تنمية الثروة السمكية، بالإضافة إلى المحافظين وممثلى جميع الجهات المعنية الأخرى لـ«تلافى التضارب» فى القرارات الذى يستغله البعض فى التعدى على أملاك الدولة، مؤكداً أنه سيتم إنشاء صندوق لإدارة كل بحيرة برئاسة محافظ الإقليم.
وكشف أباظة عن أنه تلقى تقارير رسمية تؤكد أن البحيرات الشمالية خسرت أكثر من ٧٥٠ ألف فدان بسبب استيلاء مافيا الأراضى على مساحات كبيرة من أراضى بحيرات المنزلة والبرلس ومريوط وإدكو، موضحاً أن إجمالى مساحة هذه البحيرات كان مليون فدان وصل حالياً، بفعل التعديات والتآكل، إلى ٢٧٠ ألف فدان فقط، مؤكداً أن التعديات على البحيرات تؤدى إلى تعرض الدولة إلى خسائر كبيرة تصل إلى المليارات بسبب تكاليف الإزالة وارتفاع أسعار معداتها.
وأكد وزير الزراعة أن الإنتاج السمكى يشكل عنصراً أساسياً فى خطة الدولة لتوفير البروتين الحيوانى، خاصة فى ظل تنوع وتعدد المصادر المائية، لافتاً إلى أن الأسماك تعد السلعة الوحيدة التى لم يطرأ أى تغيير على سعرها باستثناء تغير «طفيف» بسبب متغيرات، منها أنفلونزا الطيور.
وقال: «إنتاجنا من الأسماك فى تزايد مستمر، خاصة مع تزايد نسبة مساهمة مشروعات الاستزراع السمكى التى تصل إلى نحو ٦٣٪ من جملة الإنتاج».
وفيما يتعلق بحجم التعديات الموجودة وما تمت إزالته منها كشف الدكتور محمد فتحى عثمان، رئيس هيئة تنمية الثروة السمكية عن تنفيذ «أكبر» حملة إزالة خلال الأربعة شهور الماضية بالتعاون مع المحافظات والأجهزة المعنية غطت ٣ محافظات هى بورسعيد والدقهلية ودمياط بإجمالى ٤ آلاف فدان، مشيراً إلى أن معظم الإزالات كانت لحالات تعد حديثة. واستبعد عثمان إمكانية إزالة التعديات القديمة الموجودة بدون برنامج متكامل تصل تكلفته المتوقعة لنحو مليار جنيه نظراً لارتفاع تكلفة المعدات المستخدمة، حيث يبلغ ثمن حفار واحد طلبناه لتطهير مدخل بحيرة المنزلة نحو ٩٦ مليون جنيه ـ على حد قوله.
وأوضح أن الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية اتفقت مؤخراً مع الهيئة القومية للاستشعار من بعد وعلوم الفضاء على تنفيذ مشروع متكامل للنهوض بالثروة السمكية من خلال استخدام تقنيات الاستشعار من بعد ونظم المعلومات الجغرافية، مشيراً إلى أن ذلك من شأنه أن يساعد على النهوض بهذا القطاع الحيوى وحماية البحيرات من عمليات التعدى والتآكل بتوفير الخرائط وعمليات المسح الدورى لها.
وحذر «عثمان»، فى تصريحات صحفية عقب توقيع بروتوكول للتعاون بين هيئة تنمية الثروة السمكية والهيئة العامة للاستشعار عن بعد، أمس، من أن استمرار التعديات على البحيرات بالصورة الحالية، سيعرض مصر لكارثة بيئية كبيرة.
وقال إن التعديات على البحيرات تؤدى إلى تعرض الدولة إلى خسائر كبيرة تصل إلى المليارات بسبب تكاليف الإزالة وارتفاع أسعار معداتها، والتى تصل تكلفة أحد حفارات تطهير البحيرات إلى ٩٦ مليون جنيه، مشيرا إلى أن الحملة الأخيرة لإزالة التعديات نجحت فى إزالة التعديات من على مساحة ٤ آلاف فدان.
المصدر :المصرى اليوم ٢٨/ ٥/ ٢٠٠٩
انظر بروتوكول التعاون بين الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية والهيئة العامة للاستشعار من البعد فى الصفحة الرئيسية
أمانى إسماعيل