المحميات الطبيعية ذات الألوان المتدرجة باللون الأزرق، والجبال والصخور الشاهدة على الطبيعة المصرية، والنباتات كالمانجروف والشورى، ودرجات الحرارة المعتدلة، والهواء النقي، لتجسد لنا لوحة طبيعية.. فى تناغم فريد من نوعه عبر العالم.
وبالتعاون مع جمعية كتاب البيئة والتنمية قامت وزارة البيئة بتنظيم زيارة لمحميات جنوب سيناء من خلال قطاع حماية الطبيعة بالوزارة ووحدة الاتصال بالوزارة وبدعم من مشروع الاستدامة المالية للمحميات.
وأوضح خالد فهمى وزير البيئة أن الزيارة تضمنت زيارة لمحمية رأس محمد لتفقد المعالم السياحية بالمحمية مثل قناة المانجروف والبحيرة المسحورة وصخرة الأسد والشواطئ المميزة بالمحمية، كما شملت زيارة محميتى نبق وأبو جالوم لمشاهدة عمليات التطوير التى تقوم بها الوزارة فى المحميات الطبيعية لدعم السياحة البيئية، وتوفير فرص عمل للشباب بالمحميات الطبيعية.
كما تم على هامش الزيارة عقد ورش عمل عن الاستغلال الاقتصادى للمحميات، تناولت العديد من الموضوعات مثل الثروات الطبيعية للمحميات، وكنوز المحميات الطبيعية، وكذلك نظم الإدارة الاقتصادية لمحميات جنوب سيناء.
وأوضح الدكتور عصام سعدالله، مدير عام محميات سيناء، أنه بنظرة سريعة لتصنيف النظام الإيكولوجى داخل محمية رأس محمد نجده يتألف من أنماط عدة تتمثل فى الموارد الطبيعية، التى تنقسم إلى نباتات بحرية وحيوانات بحرية ثم شعاب مرجانية.
وتتمثل النباتات البحرية فى الطحالب التى تعتبر بمنزلة المدد للمياه بالأكسجين اللازم من خلال البناء الضوئى مثل النجيلة، التى تتغذى عليها السلاحف والكائنات البحرية، كما أنها تعتبر حضانة للأسماك الصغيرة لحمايتها من الأسماك الكبيرة، فضلا عن أشجار المانجروف، التى تتحمل ملوحة البحر، وتقوم بعملية فلترة للمياه المالحة، وترسيب الملح على أسطح أوراقها.
أما الحيوانات البحرية فهى تشمل الرخويات والثدييات ونجم البحر والقناديل والشعاب المرجانية والدلافين والسلاحف البحرية وأسماك القرش فضلا عن الأسماك التى لها دور مهم فى إحداث التوازن البيئى لأنها تتغذى على يرقات نجم البحر الذى يتغذى بدوره على الشعاب المرجانية فهى بذلك تقوم بحماية تلك الشعاب.
ويضيف الدكتور عصام أن الشعاب المرجانية تعد من أهم الأنظمة البيئية بعد الغابات الاستوائية، إذ تكونت عبر آلاف السنين، وهى عبارة عن كائن حيوانى جوف معوي، ويعيش فى نسيج الطحلب، ويكون البناء الضوئى من خلال ترسيبات كربونات الكالسيوم. ومن عوامل نمو الشعاب أنها تحتاج للضوء ودرجة ملوحة للمياه لا تزيد على 42 فى الألف، ودرجة حرارة ما بين 19 و 33 درجة مئوية، ومن أشكالها الصلبة والطرية، وهى تتعرض لمخاطر طبيعية مثل العواصف أو صناعية مثل التلوث البترولى والصيد الجائر وشحوط اللنشات.
جولة بالمحمية
من جهته، أشار الدكتور عماد عبدالله، الباحث بالمحمية، إلى أنها تشمل أكثر من 12 شاطئا، وأنها تعد قبلة الغواصين فى العالم، لأنها تجمع ثلاث بيئات فى تشكيلة رائعة من الطحالب البحرية والشعاب المرجانية والأسماك (أسماك بيكاسو ذات الألوان الزاهية). ويضيف أن تدريبات الغواصين تتم من خلال متخصصين تابعين لإدارة المحميات لإمكان المتابعة وحماية وصيانة الشعاب المرجانية، مشيرا إلى أن منطقة رأس محمد تقع فى ثلاث مناطق ذات صفات متباينة فنجد المياه فى بيئة ضحلة بمنطقة خليج السويس وأخرى شبه عميقة فى خليج العقبة وعميقة فى منطقة البحر الأحمر. ويضيف أن البحر الأحمر يعتبر فقيرا لأنه بحر مغلق، ولا تصل اليه روافد مائية، وذلك يجعل الشعب المرجانية عالية لأنها تنمو فى مناطق تكون المغذيات فيها قليلة بسبب ظاهرة التضارب العكسي، التى جعلت الشواطئ المصرية أفقر من مثيلتها فى السعودية، لأن الأمواج تأخذ المغذيات، وتصبها على الجانب الآخر، فتقل الأسماك .
المانجروف والشق
ويذكر أنه من أهم المناطق بالمحمية واحة المنجروف، وهى شجيرات تتكيف مع درجة الملوحة والحرارة، وتختلف فى تشريحها، إذ تقوم بعملية البناء الضوئي، وتحلية المياه فى آن واحد، كما أن الساق هى مصنع البناء الضوئى والجذور بجانب دورها فى امتصاص المياه، فهى وسيلة للتنفس، ويقوم المانجروف بالتخلص من الأملاح الموجودة فى المياه من خلال طردها على أسطح أوراقه، فيما يعتبر هذا النبات بيئة متكاملة وحضانة واستراحة للطيور المهاجرة. ويوضح أنه يوجد كذلك فى محمية رأس محمد منطقة تسمى الشق الزلزالي، وهو عبارة عن تصدع فى القشرة الأرضية، وتتدفق المياه بداخله، ويتكاثر فيه الجمبرى الأحمر الأعمى، بطوله 42 مترا، وعمق 14 مترا، وتكثر به كائنات مثل الطحالب، التى لا توجد فى البحر الأحمر، كما أنه متصل بالبحر من خلال خاصية الأنابيب الشعرية، وفق قوله.