أوضح طارق عبد العزيز رئيس المعهد العالي لعلوم البحار بالغردقة، أن "الممارسات الخاطئة التي يقوم بها السياح والغواصين في رحلات السفاري المائية، هي السبب في ظهور أسماك القرش بين فترة وأخرى على الشواطئ المصرية، ومن ثم مهاجمة الموجودين فيها".
ولقى سائح ألماني مصرعه من قبل ، بعدما هاجمته سمكة قرش أثناء السباحة بأحد شواطئ محافظة البحر الأحمر، في صورة تكررت من قبل في 2009، و2010 مما سبب أزمات، في حينها، لقطاع السياحة الذي يعد أحد الروافد الرئيسية للعملة الصعبة في هذا البلد العربي.
وقال عبد العزيز، إن "طبيعة القروش لا تظهر قرب الشواطئ وأنها لا تهاجم إلا إذا تم استفزازها وإثارتها، ما يعني أن هجومها على الشواطئ ومهاجمة المتواجدين فيها، ناتج عن استفزازهم وإثارتهم". وتابع: "رياضة الغوص في أماكن تواجد القروش، وإطعامهم، والقاء بواقي الأطعمة في المياه، غيّر من سلوك القروش، ودفعهم للاقتراب من الإنسان".
وأشار إلى أن هذه الممارسات غيرت من ممارسات القروش، فبدلا من البحث عن طعام، في أعماق البحار، باتت تنتظر إطعام السياح لهم، ومن ثم، عندما تشعر بالجوع والرغبة في الأكل تتجه نحو أقرب نقطة به مكان للطعام".
وتتميز منطقة البحر الأحمر بوجود عدد من مواقع الغوص الهامة ذات الشهرة العالمية نظرا لما تتميز به من أسماك وكائنات حية نادرة، خاصة منطقة شعاب الفنستون، والتي تتصف بتواجد 8 أنواع من القروش. وتنظم عدد من مراكز الغوص في هذه المنطقة، رحلات إطعام أسماك القرش، حيث تقوم كثير من مراكب السفاري بإطعام أسماك القرش بصورة مهيجة لها، فيتم ذلك بقيام مرشد الغوص أو أحد البحرية بالمركب بربط أجزاء من الدجاج بخيط سنار ورميه علي سطح الماء لجذب القرش، ما يؤثر عليها بشكل سلبي في تغير سلوك الغذاء للقرش، وسيتسبب من حالة هياج له. يذكر أن السلطات المصرية، أصدرت في 2010، اشتراطات خاصة بالأنشطة السياحية البحرية الآمنة بالنسبة للسائحين والغواصين وأنشطة السباحة.
وتضمنت هذه الاشتراطات التزام الفنادق ومراكز الغوص بتعيين مراقب لرصد أي قروش بالمناطق الشاطئية التي يعتاد مشاهدة القروش بها، وإبلاغ الزوار والسلطات بإخلاء المكان فوراً، وتبليغ الجهات المسؤولة لعمل تمشيط كامل للمنطقة، والتأكد من مغادرة القرش لها.
كما تلزم التعليمات مراكز الغوص والفنادق بالتبليغ الفوري عند مشاهدة قروش أثناء عملية الغوص.
إعداد / مارينا مجدى
مراجعة/ نورهان كيره