كشفت تقارير دولية عن تسبب الزيادة الكبيرة فى انبعاثات ثانى أكسيد الكربون التى شهدها كوكب الأرض خلال السنوات الأخيرة فى ارتفاع نسب امتصاص المحيطات لذلك الغاز بمعدلات غير مسبوقة خلال الـ300 مليون سنة الماضية، وأشارت إلى أن التحمض لا يحد من قدرة المحيطات على امتصاص ثانى أكسيد الكربون فحسب، بل قد يؤثر على الأمن الغذائى، بالإضافة إلى تآكل المحيطات القطبية مما سيؤثر بشكل على العديد من الكائنات البحرية.
وتجدر الإشارة إلى أن المحيطات تزودنا بنصف الأكسجين الذى نتنفسه، وتمتص أيضاً 33 بالمائة على الأقل من ثانى أكسيد الكربون الذى ينتجه البشر، ويهدف واضعو التقرير إلى الحد من زيادة درجات الحرارة العالمية إلى أقل من درجتين مئويتين بحلول نهاية هذا القرن.
ويحث التقرير الحكومات ضرورة العمل على حماية سواحلها وموائل الأسماك عن طريق الحفاظ على المناطق المحمية التى ستدعم قدرة الأسماك على الصمود ورصد وتنظيم "المصادر المحلية للتحمض" مثل تسرب الأسمدة، والحد من انبعاثات ثانى أكسيد الكبريت وأكسيد النيتروز من المصانع التى تعمل بالفحم ومن عوادم السفن.
من جانبه، ذكر ستيفان رامستورف، رئيس تحليل نظام الأرض بجامعة بوتسدام الألمانية، إن "الزيادة فى كمية الحرارة فى المحيطات تصل إلى 17 × 1022 جول على مدار السنوات الـ30 الماضية، وهذا قدر هائل من الطاقة يعادل انفجار قنبلة مثل تلك التى أُلقيت على هيروشيما كل ثانية فى المحيط لمدة ثلاثين عاماً".
وفى سياق متصل، أشارت ويندى برودغيت نائبة مدير قسم العلوم الطبيعية فى برنامج الغلاف الأرضى والمحيط الحيوى الدولى، إلى أن مصائد الأسماك تدعم سبل معيشة 540 مليون شخص، أو ثمانية بالمائة من سكان العالم، "مع ذلك، لا نعرف سوى القليل جداً عن الآثار المباشرة لتحمض المحيطات على الأسماك التى تعتبر الهدف الرئيسى للصيد التجارى وصيد الكفاف، وينتج عن هذا نسبة عالية من عدم اليقين عند التنبؤ بالتغيرات التى ستحدث فى مصايد الأسماك فى المستقبل". وأضافت أن العلماء يواصلون البحث فى هذا الأمر.
