العوامل المؤثرة على الكفاءة التسويقية لأسماك المزارع
تتعدد العوامل المؤثرة على الكفاءة التسويقية لأسماك المزارع ، مما ينعكس على العائد من الإنتاج بالنسبة للمزرعة، وعلى إرضاء المستهلك بتوفير احتياجاته من الأسماك الطازجة بأسعار فى متناول يده ، وأهم هذه العوامل هى :
أ ) <!--[endif]-->العوامل المؤثرة على نسبة الفاقد ودرجة الطزاجة أثناء التداول :
تتمثل هذه العوامل فى طريقة ووقت الصيد ، وأسلوب نقل الأسماك من الأحواض إلى حلقة الفرز ، ونظافة الحلقة ، ووفرة الثلج اللازم للتبريد ، وطريقة التعبئة فى الصناديق أو الطاولات ، ونوعية وجودة هذه العبوات ، وسرعة وسائل النقل إلى أسواق الجملة ، وقرب هذه الأسواق من المزرعة ، ووجود وسائل حفظ لدى تاجر التجزئة لضمان طزاجة الأسماك حتى يتم تسويقها بالكامل ، بالإضافة إلى مستوى مهارة العمال القائمين بعمليات التداول المختلفة حتى تصل الأسماك من المزرعة إلى المستهلك النهائى .
ويؤدى اتباع الطرق السليمة فى جميع مراحل تداول الأسماك إلى ارتفاع الكفاءة التسويقية بتقليل نسبة الفاقد من الإنتاج أثناء التداول ، ووصول الأسماك إلى المستهلك بحالة جيدة ، وبالتالى زيادة عائد المزرعة ، وإشـباع رغبات المستهلكين ، ووصول الأسماك الطازجة إليهم بشكل جيد .
ب ) <!--[endif]-->العوامل المؤثرة على الأسعار :
أهم هذه العوامل هو عرض الأسماك خلال العام ، حيث تؤدى زيادة العرض فى موسم الصيد فى شهور الشتاء إلى انخفـاض الأسـعار لصالح المستهلك ، بينما يؤدى نقص المعروض فى الأسواق من أسماك المزارع فى شهور الصيف إلى ارتفاع أسعارها ، مما يؤدى إلى عدم إشـباع رغبات المستهلك ، سـواء فى توفير السـلعة أو فى حصوله عليها بسعر فى متناول يده . ومن هذه العوامل - أيضا - الخدمات التسويقية ، حيث يؤدى تعدد هذه الخدمات وارتفاع أسعارها إلى زيادة التكاليف التسويقية ، وبالتالى الهوامش التسويقية والأسعار ، مع الأخذ فى الإعتبار أن الخدمات التسويقية التى تؤدى إلى إشباع رغبات المستهلك بإضافة منافع زمنية أو مكانية أو شكلية للأسماك لا تعد نقصاً فى الكفاءة التسويقية . ويعتبر تعدد الوسطاء – أيضاً – من العوامل التى تؤدى إلى زيادة التكاليف التسويقية ، وبالتالى الهوامش التسويقية ، وهو ما يعنى ارتفاع الأسعار بالنسبة للمستهلك .
وبوجه عام فإن التـزايد السـكانى المسـتمر يعنى تزايد الطلب على الأسماك ، وبالتالى عدم وفـاء العرض الحالى بهذا الطلب المتزايد ، مما يؤدى إلى زيادة الأسعار ، كما أن زيادة معدل التضخم وانخفاض قيمة الجنيه المصرى أمام الدولار تعد – أيضاً – من العوامل التى تؤدى إلى زيادة الأسعار النقدية للأسماك .
أساليب تحسين الكفاءة التسويقية لأسماك المزارع
يتطلب تحسين الكفاءة التسويقية أداء الوظائف التسويقية بشكل جيد ، بما يحقق أكبر قيمة مضافة ممكنة للسلعة نتيجة العمليـات التسـويقية التى تجرى عليها ، وذلك بأقل التكاليف الممكنة . وتتمثل القيمـة المضــافة للسـلعة فى قيمـة المنـافع الزمنيـة والمكانيــة والشـكلية التى
تضاف للسلعة نتيجة أداء العمليات التسويقية المختلفة . ويمكن العمل على تحسين الكفاءة التسويقية من خلال معرفة العوامل التى تؤثر عليها ، والعمل على معالجة السلبيات التى تؤثر على هذه العوامل ، ويمكن تحقيق ذلك بمراعاة تداول الأسماك بطريقة صحيحة ومنظمة تحافظ على طزاجة الأسماك وسلامتها ، والتقليـل من عدد الوسـطاء بقدر الإمكان ، ويمكن أن يتـم ذلك عن طريـق التسويق التعـاونى ، أو تعريف المزارعين بالتجار مباشرة ، حيث يمكن بذلك الإستغناء عن السماسرة ، كما يجب تنظيم عمليات عرض الأسماك ، بالإتفاق بين المزارع السمكية على تخصيص أيام للصيد لكل مزرعة بحيث يمكن توزيع الإنتاج على أكبر فترة ممكنة لتحقيق توازن السوق بين العرض والطلب ، وبالتالى تحقيق أسعار مجزية للمنتج ، ومقبولة لدى المستهلك . ويمكن تشجيع أصحاب المزارع غير المكثفة على تطوير أساليب الإنتـاج بحيث تسـمح بإنتاج دورتيـن أو ثلاث دورات فى السنة ، باتبـاع النظـام شـبه المكثف ، حيث يمثل تنظيم عرض الأسماك بالأسواق ، وتمكين المستهلك من الحصول على حاجته من الأسماك الطازجة أطول فترة ممكنة طوال العام ، أحد الجوانب الهامة لتحقيق توازن السوق والكفاءة التسويقية للأسماك .
ويتطلب تحقيق الكفاءة التسويقية للأسماك – أيضاً – إنشاء حلقات أسماك متطورة ، ومجهزة بالأدوات اللازمة للبيع ، مع العناية الدائمة بنظافتها وخلوها من التلوث . ويجب على الأجهزة المعنية بالدولة القيام بالتفتيش الدورى على أماكن بيع الأسماك المختلفة للتأكد من مطابقتهـا للمواصفـات الصحية ، وسلامة العاملين بها ، حيث لاتعنى الكفاءة التسويقية مجرد حصول البائع على الربح ، وحصول المستهلك على الأسماك بأسعار مقبولة ، ولكن يجب أن يتم ذلك دون حدوث أضرار بيئية تنعكس على كل من المنتج والمستهلك .
وقد اتضح من الدراسة فى هذا الباب أن الأسماك من السلع سريعة العطب ، وبالتالى فإن تسويقها يتطلب عناية فائقة وسرعة فى أداء العمليات التسويقية المختلفة التى تبدأ بعد الحصاد مباشرة ، وتتضمن عمليات الغسيل ، والفرز، والتدريج ، والـوزن ، والتعبئة ، والتبريد ، والنقل ، والمحاسبة والتسجيل . وتبين أن أعلى كفاءة تسويقية كانت لأسماك العائلة البورية ، وأن متوسط سعر الكيلوجرام منها قدر بحوالى 9.5 ، 10.5 ، 12 جنيهاً ، لكل من المزرعة والجملة التجزئة على الترتيب ، تمثل أعلى قيمة لأسعار أسماك المزارع ، يليهـا أسـماك الـبلطى ، وأن أقل كفاءة تسويقية كانت لأسماك المبروك بالنسبة لمزارع الهيئة ، ولأسماك القرموط بالنسبة للمزارع الأهلية بعينة الدراسة . وقد اتضح أن الدخل الفردى ، وعدد السكان ، وأسعار أسماك المزارع ، وأسعار اللحوم الحمراء ، وأسعار الدواجن هى أهم العوامل التى تؤثر على الطلب على أسماك المزارع ، واتضح أن المرونة الدخلية للطلب على أسماك المزارع تقدر بنحو 1.1 ، والمرونة السعرية تقدر بنحو 1.7 ، أما المرونات التقاطعية ، فبالنسبة للحوم الحمراء حوالى 1.59 ، وللدواجن حوالى 1.73 ، مما يعنى أن أسـماك المزارع والدواجن واللحوم الحمراء سلع متنافسة ، وأن التنافس قوى بينها . وتبين أن زيادة عدد السـكان بنسبة 1% يؤدى إلى زيادة الكمية المستهلكة من أسماك المزارع بنسبة حوالى 6.5% . وقد اتضح أن الإستهلاك المحلى للأسماك بوجه عام يتجه نحو الزيادة بمعدل حوالى 43 ألف طن سنوياً خلال الفترة 1987 - 2002 ، وأن معدل الزيادة فى الفجوة السمكية بلغ حوالى 8.4 ألف طن / سنة خلال نفس الفترة ، بسبب الزيادة المضطردة فى عدد السكان وارتفاع متوسط نصيب الفرد من الأسماك .
أمانى إسماعيل
مديرة مواقع الهيئة