تحت رعاية الأستاذ الدكتور جمال سوسه رئيس جامعة بنها ، عُقد اليوم في رحاب كلية الطب البيطري ندوة علمية بـ عنوان " تغير المناخ وتأثيره على استزراع الأحياء المائية والمصايد في مصر" ، نظمتها الكلية لمناقشة تأثير التغيرات المناخية على القطاع السمكي.
افُتتِحت فعاليات الندوة بكلمة للأستاذ الدكتور ناصر الجيزاوي نائب رئيس جامعة بنها لشئون الدراسات العليا والبحوث ، والأستاذ الدكتور أماني عباس عميد كلية الطب البيطري.
حضر الندوة قيادات الكلية ووكلائها ورؤساء الأقسام وأعضاء هيئة التدريس وذوي الاختصاص بالشأن السمكي.
وقد ألقى الأستاذ الدكتور صلاح الدين مصيلحي رئيس مجلس إدارة جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية محاضرته التي تناولت الحديث عن تأثير التغيرات المناخية على الثروة السمكية في مصر والوضع الراهن لقطاع الثروة السمكية في مصر باعتباره أحد الأركان الواعدة في تحقيق التنمية المستدامة 2030 ، كما يعد من مصادر البروتين الحيواني الهام والضروري للإنسان.
كما أكد مصيلحي أن الدولة تسعى جاهدة بكل السبل لاتخاذ وتفعيل الإجراءات لمواجهة التغير المناخي وتداعياته على الأحياء المائية من أجل زيادة الإنتاج السمكي سنويًا ، كما تسعى لرفع كفاءة البحيرات المصرية وتطويرها وإزالة كافة أشكال التعديات والمخالفات ، وضرورة التوجه نحو التوسع في الاستزراع التكاملي في ظل التحديات المناخية التي تواجهها المنطقة العربية والإفريقية بأكملها ما أدى إلى ظهور الحاجة الملحة لاستضافة مؤتمر COP 27 المزمع انعقاده في مدينة شرم الشيخ نوفمبر القادم برئاسة مصر.
وقد ذكر رئيس مجلس الإدارة في ختام محاضرته بعض التوصيات العلمية التي يمكن الاستعانة بها للحد من أثر التغيرات المناخية على الثروة السمكية ، لخصها في الآتي :
- الاتجاه لتفريخ الأسماك البحرية ، كما يمكن استخدام يرقات المفرخات في الحفاظ على الأنواع المعرضة للانقراض.
- إجراء البحوث المتعلقة بكافة المتغيرات المتوقعة وكيفية التغلب عليها.
- خفض الغازات المنبعثة من الأنشطة الصناعية ، وحرق المخلفات ، والتخلص منها بشكل صحي وآمن.
- الإدارة السليمة للطاقة في تصنيع الأعلاف ، وإدخال الطاقة المتجددة في صناعة تربية الأحياء المائية.
- السيطرة على المسببات المرضية وتفعيل رقابة صحية صارمة على الأنواع البيولوجية الوافدة.
- تفعيل نظم الأمان الحيوي للمزارع السمكية.
- الاتجاه لأقلمة أسماك المياه المالحة على الملوحة المنخفضة والمتوسطة.
- الابتعاد عن حرم الشواطئ البحرية.
- رفع كفاءة البحيرات المصرية والحيلولة دون وصول أي مصادر للتلوث إليها.
كما استعرض اللواء الدكتور إسلام عطية الريان رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية المشروعات التي نفذها جهاز خدمة المشروعات الوطنية بالقوات المسلحة بهدف تحقيق التنمية والاكتفاء الذاتي في القطاع السمكي في فيلم تسجيلي قصير عن الإنجازات ، منها مشروع الفيروز للاستزراع السمكي ، ومشروع الاستزراع السمكي بشرق التفريعة ببورسعيد ، والمدينة السمكية الصناعية ببركة غليون ، وتطوير أسطول الصيد البحري ، ومشروع الأقفاص السمكية بالمياه الإقليمية.
وتناول الأستاذ الدكتور عادل علي أحمد مدير المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد الحديث عن المعهد وفروعه ودوره في الاهتمام بالمصايد ، كما تناول الحديث عن العوامل المسببة للتغيرات المناخية على المصايد والسواحل المصرية مثل التلوث ، وخطط الدولة للحد من هذه التغيرات من خلال عمل بنك جيني للأنواع النادرة التي ربما تكون مهددة بالانقراض في المسطحات المائية.
وأكد الأستاذ الدكتور علاء الدين أحمد الحويط أستاذ تكنولوجيا المصايد والاستزراع المائي بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في محاضرته عن تأثير التغيرات المناخية علي مصايد أسماك البحر الأبيض المتوسط وظهور الموجات الحرارية وأثرها على المخزون السمكي وهجرة بعض الأسماك نتيجة اتجاهها للمياه العميقة لتلوث المياه على الشواطئ ، على ضرورة تضافر جهود كل الجهات ذات الصلة بهدف التوعية بالآثار السلبية للتغيرات المناخية.
وتحدث الأستاذ الدكتور عادل عبد العليم شاهين أستاذ أمراض الأسماك ورعايتها بكلية الطب البيطري بجامعة بنها والخبير بالاتحاد الإفريقي في محاضرته عن تأثير التغيرات المناخية على الاستزراع السمكي ، كما تحدث عن الكربون الأزرق ودور الأحياء المائية في استيعابه باعتبارها مستودع للكربون ، وأوصى بضرورة الاهتمام بزراعة المانجروف لما له من أهمية كبيرة في الحفاظ على التوازن البيئي للأحياء المائية.
وفي ختام الندوة تم إهداء دروع تذكارية للسادة العلماء المشاركين في الندوة تقديرًا لمشاركتهم الإيجابية المثمرة في توضيح أثر التغيرات المناخية على المجال السمكي.
