تعتبر (السمكة الصخرية) من الأسماك اللاسعة، وقد اكتسبت هذا الاسم من قدرتها العالية على التخفي والتلون، كما أن جسمها يغطى بالطحالب فيمنحها شكل الصخرة تمامًا، وهي من أقبح الأسماك شكلًا لذلك يطلق عليها صيادين البحر الأحمر اسم "البومة"، وتعتبر من أخطر أسماك البحر الأحمر سمية بل الأكثر سمية على مستوى العالم.
يقول صلاح سليمان الرشندى مؤرخ بالبحر الأحمر واحد أبناء البحر الأحمر العاملين بالمحميات الطبيعية، أنه تكمن خطورتها فى قدرتها العالية جدا على التحور فى الشكل حسب البيئة المحيطة بها، كما يوجد فى ظهرها عدد 13 شوكة تتصل كل منها بغدتين سميتين عند قاعدة كل شوكة.
وأضاف خبير المحميات الطبيعية ، أن السمكة تفرز سمها القاتل عند الضغط عليها، وتحدث الإصابات من هذه الأسماك عند الوقوف عليها حيث يندفع السم خلال الأشواك الظهرية يكون تأثيره على جميع أنواع العضلات مما يسبب شللًا كاملا وعلى رأسها عضلة القلب التى قد تسبب سكتة قلبية.
ويضيف الرشندى كما أن سمكة "الديك" التى يسميها صيادين البحر الأحمر "الجنخ أو الجضاضة" تنتمي لنفس عائلة سمكة البومة، ويمكن تمييزها بسهولة عن طريق ألوانها الزاهية الجذابة، وتمثل خطورة على حياة الإنسان نظرًا لسميتها العالية التى تتمثل فى أشواكها بديعة الألوان.
وتابع : ورغم أنها لا تهاجم الإنسان إلا أنها حينما تشعر بالخطر تنتصب أشواكها تحسبا لأى إعتداء عليها، وتتميز أيضًا بسمية شديدة لكنها أقل خطورة من سمكة الصخر، وتعتمد شدة الاصابة على عدد الأشواك وعمق الإصابة.
وأوضح الرشيدي، أن خطورة سم هاتان السمكتان على الإنسان تكاد تكون واحدة ويشتركان فى الأعراض والعلاج، وعند التعرض إلى لسعة من أشواك هذه الأسماك يشعر المصاب بألم شديد جدا لا يكاد يحتمل، يحدث صدمة عصبية تتوقف شدتها على حسب شدة الإصابة ويمكن أن تؤدى إلى ضعف عام وشلل فى أطراف المصاب بالإضافة إلى مشاكل فى التنفس.
وفى حالة تأخر العلاج تحدث قرح وغرغرينا، لذلك يجب وضع ماء ساخن لا تزيد درجة حرارته عن (50 درجة مئوية) على مكان اللدغة لتخفيف الألم، لأن السم ذو أساس بروتينى يتكسر بالحرارة، ويوضع المصاب على ظهره بحيث يكون مستوى القدم المصابة أعلى من مستوى باقى الجسم، ويفضل عدم استخدام أربطة كما فى حالة لدغة الثعبان لأنها تسبب مشاكل عديدة، وإذا فقد المصاب الوعي يجب عمل تدليك لعضلة القلب وعمل تنفس صناعي وسرعة نقلة إلى المستشفى.
ولفت قائلا: وهناك يتم إزالة بقايا الأشواك من مكان الإصابة إذا وجدت، مع الاستمرار فى استخدام الماء الساخن حتى يزول الالتهاب، وإعطاء مضاد للتيتانوس ومضاد حيوى مناسب لمنع الالتهاب.
ووكشف الرشندى حتى تتجنب الإصابة من هذه الأسماك، يجب ألا تلمس بيدك أى شىء لا تكن متأكدًا من طبيعتة أثناء الغوص أو السباحة، وعدم لمس أي صخرة عليها طحالب إلا بعد التأكد من أنها ليست سمكة صخرية، ومن الأفضل ألا تلمس شىء فى أعماق البحر على الإطلاق، ولا تقف أو تجلس على الصخور أو الشعاب المرجانية أو الرمال التى تكسوها مياه البحر، فهذه الأسماك تجيد التخفى بشكل لا يمكن تصوره، ويجب ألا تنزل إلى البحر حافي القدمين ويفضل ارتداء (قفازات وجوارب مع صندل البحر أو زعانف).
وأوضح الرشندى كان البحارة القدامى أثناء ممارستهم أعمال الصيد تقع فى شباكهم بعض من هذه الأسماك وفى خيوط الصيد أيضا، وقد يتعرض أحدهم للسعاتها خصوصا فى الظلام الدامس، عندها يقوم البحار بإستخدام طرق علاج بدائية مثل "كى" مكان اللسعة بالنار، وأحيانا يشعل النار فى قطعة من "صندلة البلاستيكى" ويجعلها تقطر على مكان الإصابة، أو يلجأ إلى "تشريط" مكان الإصابة بشفرة حادة حتى يخرج الدم ومعة السم، وهذه الطرق لها ظروفها حيث تواجدهم داخل البحر بعيدا عن المستشفيات والإسعافات، ولمدد طويلة خصوصا أثناء رحلاتهم خارج حدود البلاد فيما يسمى "عزبة الفسيخ" فى أراضى بلاد الحبشة التى تصل مدتها إلى أكثر من ستة شهور متواصلة فى عرض البحر.