أكد الدكتور سليمان عياش مدرس الإرشاد الزراعي والتنمية الريفية بكلية العلوم الزراعية البيئية بجامعة العريش، أهمية بحيرة البردويل بشمال سيناء ومحمية الزرانيق الواقعة في نطاقها لما تضمانه من ثروات وتميزهما على مستوى العالم اقتصاديا وبيئيا.

وقال عياش  أن بحيرة البردويل ومحمية الزرانيق تمثلان ثروة قومية، مشيرا إلى أن بحيرة البردويل تعتبر من أهم مصايد الثروة السمكية وإنتاج الأسماك عالية الجودة فى مصر والعالم وتقع على ساحل محافظة شمال سيناء ويفصلها عن البحر المتوسط شريط ساحلي لا يزيد عن كيلو متر واحد، ويبلغ طول البحيرة على ساحل البحر المتوسط 95 كيلو مترا وعرضها يتراوح بين كيلومتر واحد إلى 32 كيلو مترا.

وأكد أن بحيرة البردويل تنتج العديد من الأسماك عالية الجودة ولها سمعة عالمية منها (الدنيس والقاروص واللوت والسهلية والطوبارة والعائلة البورية وسمك موسى والجمبري والكابوريا)، وتتصل بالبحر عن طريق فتحات تسمى بواغيز؛ منها بوغازان طبيعيان هما: الزرانيق وأبوصلاح ، وبوغازان صناعيان برقمي 1 و2 غرب وشرق البحيرة وهي التي تغذي البحيرة بالمياه والأسماك، كما تعتبر أحد مصادر البروتين الحيوي لسكان المحافظة وبقية محافظات الجمهورية لعدم تأثرها بالتلوث الزراعي أو الصناعي أو الصحي.

وأوضح أن البحيرة يعمل فيها حوالي 5 آلاف صياد وتعتبر مصدر دخلهم الوحيد، كما تمثل مصدر رزق طائفة أخرى من المتعاملين مع الصيادين من تجار ومناديب الصيد ووسطاء وورش إصلاح المحركات وتجار الغزول والشباك ومصانع الثلج وورش إنشاء وإصلاح المراكب بإجمالى من 30 ألف إلى 50 ألف فرد من الصياين والعاملين وأسرهم.

وقال إن هناك 6 جمعيات للصيادين وحرف الصيد السائدة في البحيرة هي: حرفة الدبة لصيد الأسماك القاعية، وحرفة البوص لصيد أسماك العائلة البورية، ويتم صيد الأسماك من خلال 4 مواقع هي: (التلول، أغزيوان، النصر، ونجيلة).

وأشار إلى ظهور مشكلة حديثة تواجه الصيادين وتهدد الثروة السمكية بالبحيرة هي إطماء أجزاء من البحيرة ما يؤدي إلى تقلص مساحتها ونقص الإنتاج، وتم رصد ودراسة هذه الظاهرة علميا لحلها والوقوف على مطالب الصيادين التي تمثلت في: تعديل كروكي البواغيز لإمكان دخول المياه والأسماك من البحر إلى البحيرة وإنشاء صندوق لدعم الصيادين وصرف إعانات لهم خلال فترات توقف الصيد، تطبيق التأمين الصحى على الصيادين وأسرهم وتخفيض سن المعاش للصيادين إلى 55 أو 60 عاما وإنشاء مدينة حرفية للصيادين وتأهيلهم على العمل الحر لتوفير فرص عمل لهم خلال فترات منع الصيد ودعم جمعيات الصيادين لتفعيل دورها في خدمة الصيادين وأسرهم والعمل على تنمية هذه المنطقة والنهوض بها.

وأوضح عياش أن نشاط الصيد في البحيرة متوقف حاليا بسبب (كورونا)، وأنه بالنسبة لمحمية الزرانيق الواقعة في الجزء الشرقي للبحيرة على مسافة حوالى 30 كيلومترا غرب العريش، وتمثل أحد المسارات الرئيسية لهجرة الطيور فى العالم.. فهي تربط 3 قارات: آسيا وإفريقيا وأوروبا وتمثل جسرا لعبور الطيور المهاجرة سنويا خاصة في فصلي الخريف والربيع بالهجرة من دول البلقان أو شرق أوروبا وشمال آسيا وروسيا إلى وسط وجنوب شرق أفريقيا هروبا من صقيع فصل الشتاء .. حيث تتوافر بمحمية الزرانيق مصادر الغذاء الوفير للطيور المهاجرة المارة بها، وتستقر بعض أنواعها بها وفى بعض البحيرات المصرية التى توفر لها الغذاء والاستقرار.

وأكد وجود حوالي 14 فصيلة من الطيور بمحمية الزرانيق التي تنتمي إلى الأراضي الرطبة فى حوض البحر المتوسط.. ومن أشهر الطيور التي تستقبلها المحمية والمقيمة والمستقرة بها: البط الشرشير والبشاروش والنوارس والخطافات والسمان والمرعى والموكا والخطاف الصغير والبلشونات والبجع وأبو قردان واللقلق وأبو الرؤس السكندرى والكروان.

ولفت إلى أن محمية (الزرانيق) تشتهر بنحو 155 نوعا من النباتات والأعشاب الطبيعية الرعوية مثل المتنان والحاد والصبار والسبط والغردق والعاذر والرطريط الأبيض، بالإضافة إلى 19 نوعا من الثدييات مثل الجربوع والقنافذ والفأر والثعلب الفنكي والدرفيل، إلى جانب 24 نوعا من الزواحف كالسحالي والحرباء والورل والسلاحف والثعابين وغيرها من الأنواع المعرضة لخطر الانقراض، وقد تم ضم المحمية إلى اتفاقية رامسار العالمية لحماية الطيور المائية والأراضى الرطبة بهدف حماية أنواع عديدة من الطيور المهددة بخطر الانقراض والأنواع ذات الحساسية العالية التى انخفضت أعدادها ، وتعد من أشهر المحميات الطبيعية المصرية والعالمية.

اعدته للنشر / مارينا مجدى