من أعشاب البحر التي اكتشف العلماء مدى فائدتها للإنسان والنبات والحيوان أيضًا ، لاحتوائها على عناصر غذائية ضرورية لا حصر لها، لهذا يستخدمها رواد الفضاء في رحلاتهم ، وأكد الخبراء أنها صمام أمان صحي ضد الالتهابات وأمراض الغدة الدرقية وضعف العظام والضمور البقعي وارتفاع درجات الحرارة، كما أنها تكافح أكثر من 15 نوعا سرطانيا .
حول الطحالب وفوائدها الغذائية والصحية والعلاجية كان لــ “السياسة” هذا التحقيق.
يقول الدكتور إبراهيم الهواري، أستاذ علوم الثروة السمكية والمصايد، بكلية الثروة السمكية جامعة كفر الشيخ: تنمو الطحالب في الأنهار والبحار والمحيطات وفي المسطحات ويمكن أن تظهر في المجاري المائية، وتأخذ أشكالا عد، كما أن لها ألوانا مختلفة منها الأخضر والبني والرمادي، والأبيض لبعض الأنواع، لها ملمس مختلف يتراوح ما بين النعومة والخشونة ، وهناك بحث علمي أجري عليها أكد أنها منبع خصب لمد الجسم بالطاقة، لم يكتشف بعد بشكله وحجمه الكامل، فما ظهر الآن من تلك الأعشاب البحرية يكاد لا يتخطي عن 20 أو كحد أقصى 30 بالمئة من أنواع المخزون الستراتيجي البحري.
الطحالب أعشاب بحرية، منها ما هو صالح للأكل ومنها ما هو ضار، مثل باقي منتجات ومخرجات الطبيعة، حيث يوجد منها، نباتات صحية وأخرى سامة، وإن كان المتاح والصحي للأكل وفيرا بكميات كبيرة جدًا ، علاوة على أنواع تكاد لا تحصى حتى هذه اللحظة نظرًا للاكتشافات الحديثة لأنواع جديدة، ويظهر ذلك جليًا في مناطق جنوب شرق آسيا واليابان والكوريتين، فتلك البلدان أكثــــر الدول استهلاكًا واكتشافًا لتلــك الطحالب على مستوى العالم.
لافتا إلى أن هناك أنواعا كثيرة من تلك الطحالب يمكن للإنسان تناولها منها خس البحر وهي طحالب خضراء، وعشب البحر، وطحلب الدلسي الأحمر، السرجس، الأبعية، والسكرينة، الفوق، والكلاماث، السبيرولينا (الطحالب الخضراء المزرقة)، والنوري المستخدم في السوشي مثـــلا، مع العلـــــــم بأن الطحالب ليست ذات فائدة للإنسان وحسب، بل طعام للأسماك، ويمكن أن تكون طعامًا للماشيـــة والطيور، فضلًا عن قدرتها على تأمين الأوكسجين اللازم لتنفس الأشكال والأنواع البحرية تحت سطح المياه.
منبع البروتينات
يؤكد الدكتور أحمد دياب، استشاري التغذية العلاجية وعلاج السمنة والنحافة، أن الطحالب البحرية وفرت إمكانية الحصول على ما يتخطى 50 عنصرًا ومركبًا مهمًا للجسم في وجبة واحدة، ويحتوي أغلبها على مضادات للأكسدة بشكل كبير، خصوصا الأوميغا 3 و6 و9، كما أنها منبع للبروتينات، وحاوية على السكريات، ويمكن لأي نوع أن يكون مصدرا للحصول على الفيتامينات أ، ب، ب1، ب3، ب6، ب9، ب12، ج، د، ك، هـ، ويمكن الحصول منها على الحديد والفوسفور والكالسيوم والبوتاسيوم والسيلينيوم واليود والزنك والنحاس والصوديوم، كذلك الأحماض الأمينية والألياف، لافتًا أن الطحالب تتميز بأنها عنصر خفيف على المعدة وسهل الهضم، بجانب سرعتها في إمداد الجسم بالطاقة ومتطلباته من العناصر التي يحتاجها، على عكس الأطعمة التقليدية المطبخية، كما أنها تتطلب طرق ووصفات أكثر صحية من الأطعمة المطبخية الأخرى بالتالي تحاشي المشكلات الصحية نتيجة الطهي الخاطئ أو المكونات غير الصحية مثل الزيوت.
يضيف: الطحالب من أكثر المنتجات الطبيعية ذات الأهمية الضرورية للباحثين عن النحافة، أو ممن يتبعون برنامج للتنحيف، حيث تمد الجسم بالطاقة، كما أنها مصدر للفيتامينات والألياف والتي تعمل على حرق الدهون، فضلاً عن كون الطحالب البحرية تدفع الجسم للإحساس بالشبع لأطول فترة ممكنة. ومما أكدته الأبحاث أيضا أنها تحمي المعدة من التهيجات وتساعد في نشاط البنكرياس كميزان لانتظام إنتاجية الأنسولين، كما أنها تقضي على البكتيريا الضارة داخل المعدة، فضلاً عن كونها مصدرا علاجيا أكيدا لأمراض مثل الإسهال، والتهابات المعدة، جرثومة المعدة، بجانب ما تتمتع به من خصائص لمنع ضعف جدران المعدة وإبقائها قوية ومعافية ونشطة ضد المركبات التي يفرزها الجسم لهضم وتحليل الطعام.
راحة للأعصاب
يقول الدكتور مجدي دسوقي، أستاذ العقاقير وكيمياء النباتات الطبية والعطرية، بشعبة بحوث الصناعات الصيدلية بالمركز القومي للبحوث: الطحالب البحرية لها القدرة على تهدئة الجهاز العصبي فهي مصدر للهدوء، وتعمل على منح استرخاء لتلك الأعصاب وتحد من التهيجات والتوترات، وتساعد في إعادة الجسم لطبيعته بعد الإصابة بالوهن والإجهاد نتيجة التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة أو المجهودات العضلية الكبيرة، أو التأثيرات النفسية المضاعفة. مشيرا إلى أن الدراسات أكدت أن طحلب السبيرولينا، يعد غذاء المستقبل لدرجة أن هناك معامل كاملة قائمة على تطويره، لما يتميز بقدرته على مد الجسم بالعناصر التي يحتاجها بكميات تفوق 100 ضعف عن باقي الأطعمة الطبيعية، فمثلًا يتوافر الحديد به بكميات أكبر من أي منتج طبيعي حول العالم، كذلك مضادات الأكسدة، وأيضا الفيتامينات بكل أنواعها وعلى رأسها” ب” المركب.
يضيف: الطحالب تحتوي على الفيتامينات خصوصا “ب” وأيضا مضادات الأكسدة الضرورية للقضاء على التجاعيد والجلد الميت والخلايا الجلدية المصابة، حيث تعمل على إصلاحها أو استبدالها بأخرى سليمة، ولها قدرة في القضاء بتلك العناصر على أعراض الشيخوخة من ضعف ذاكرة ورعشة يدين، كما تكافح الأكزيما والجرب والتهيجات الجلدية، لافتًا أن الطحالب تعتبر”فياغرا” طبيعية بحرية خالية من المشكلات المصاحبة، فوجبات الطحالب المختلفة كمأكولات بحرية تعمل على تعزيز إنتاجية الحيوانات المنوية، فضلاً عن كونها بمكوناتها وفيتاميناتها تعمل على تنشيط الهرمونات الذكورية والأنثوية، وزيادة الضخ الدموي للأعضاء التناسلية للمساعدة في إقامة علاقة حميمية صحية، مشيرا إلى قدرتها على شفاء الجسم من أكثر من 50 مرضا، وهي صمام أمان صحي ضد الالتهابات وأمراض الغدة الدرقية وضعف العظام وعدم كثافتها والضمور البقعي وارتفاع درجات الحرارة وضعف الذاكرة، كما أن لها خواصا تعمل على تحسين المزاج وتقليل التوترات النفسية.
جدار فولازي
يؤكد الدكتور هشام الغزالي، أستاذ علاج الأورام بكلية طب جامعة عين شمس، مؤسس ورئيس الجمعية الدولية لسرطان الثدي، أن الطحالب تحمي أكثر من 15 نوعا سرطانيا أبرزها سرطان الثدي، فضلاً عن وجود مركبات خاصة بالطحالب تعمل كترمومتر تنظيم هرموني لتكون تلك الهرمونات محفزا نشطًا ضد الخلايا الورمية الحميدة، بدليل أن نسبة إصابة اليابانيات أو الكوريات بذلك السرطان أقل بكثير عن باقي دول العالم، حيث تعتمد هذه الدول في المقام الأول على التغذية على بدائل جديدة من الطعام والمتعلقة بالقشريات والطحالب، لافتًا إلى سرطانات أخرى يتم حمايتها مثل” الدم، القلب، المعدة، العظام، المبيض، الأعضاء التناسلية، المريء، الرئة، الشرج، الدماغ، الجلد، الرحم، القولون، العين، المرارة، البنكرياس، البروستاتا”، بجانب ميزة إضافية حيث تحسن من إيجابية الأدوية السرطانية وتحد من أعراضها المصاحبة مثل التدهور العقلي وتساقط الشعر والتغيرات الجلدية والنفسية قدر الإمكان، مؤكدًا أن الانتظام في تناول أشكال الطحالب المختلفة يضمن توفير 3 أضعاف الكمية المطلوبة من مضادات الأكسدة التي يحتاجها الجسم لدعم وتقوية المناعة الطبيعية الجدار الفولاذي لصد أي هجمات سرطانية، حيث تعمل هذه المضادات على رفع درجات استعداد الخلايا لمجابهة إي محاولة لانتقال المرض إليها من الخلايا المصابة و المجاورة لها. يقول الدكتور أحمد مجدي، أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية طب القصر العيني: الطحالب البحرية مهمة للحوامل لما تمتاز به من توافر عنصر الحديد ضمن مركباتها بكميات كبيرة لأنواع معينة، حيث أن ا الحامل تحتاج كميات مضاعفة من المركبات والعناصر الغذائية والطبية ، أهمها الحديد، الذي يدخل في بناء وتكوين خلايا الدم ليعوض الفاقد أثناء الحمل أو عند الوضع، كما أنها أيضًا ضرورية لبناء وتكوين الجنين، حيث تؤمن الطحالب أنواعا مختلفة من العناصر الخاصة بالتكوين العظمي والجسدي للجنين منها الأملاح المعدنية وفي مقدمتها الكالسيوم والبوتاسيوم وكذلك الفيتامينات.
يتابع: كثير من الحوامل يصبن باضطراب هرموني نتيجة التغيرات الداخلية لطبيعة الجسم، يصاحب ذلك اضطرابات نفسية بعض الشيء، وهنا يكون دور فيتامين” ك” المتوفر في الطحالب والذي يعمل على تنظيم الهرمونات، وينشط أداء الغدة الكظرية، فضلاً عن كون الفيتامين يساعد على تجنب أورام الصدر نتيجة الخلل الهرموني أو نشاط الخلايا الحرة، وللطحالب قدرات فائقة في زيادة إنتاجية الأم لحليبها لإرضاع الأطفال، لما يمتاز به من توافر الأحماض الأمينية بكميات كبيرة وفيتامين” ب ” بأنواعه فضلاً عن عناصر أخرى تنشط الثدي وتزيد من إنتاجية الحليب من دون تغيير في تركيبة اللين أو على صحة الرضيع.
مشيرا إلى أن الطحالب البحرية لها دور كبير في تحاشي أمراض الخلل الوراثي الجيني القائم على زواج الأقارب، فوجبتان على الأقل أسبوعيًا في الأسابيع الأولىمن الحمل ضمانة لعدم إصابة الجنين بالتشوهات الخلقية، ووقاية له من الإصابة بأمراض وراثية من الأبوين قدر الإمكان، كما أن تناولها يحسن من قوة القلب وانتظام خفقانه، ويجنب الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية، عن طريق توفر الألياف بالطحالب وحمض الفوليك لما لهما من قدرة على زيادة تمدد الشرايين والأوعية الدموية، بما يضمن تجنب تلك الأزمات.
